تأمل ذلك الثناء العظيم من الله تعالى على من مات في سبيله بقوله: ?وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ?، بعد قوله تعالى: ?وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ?، والمعنى: ويصطفي منكم شهداء، ولا شك أن الموتَ في سبيل اللهِ أعظمُ كرامةٍ، ولم لا؟
ومَنْ هذا حاله، فقد اصطفاه الله تعالى.
وتعجب كيف يفرح أعداء الإسلام بموت أهل الإيمان ويظهرون الشماتة بهم، ولا يعلم أولئك أن أعظمَ أمنية لأهل الإيمان أن يموت الواحد منهم يوم يموت شهيدًا محتسبًا، مقبلًا غير مدبرٍ ثابتًا على مبادئه، راسخًا في معتقده رسوخ الجبال الرواسي.
ومن عجيب شأن هؤلاء الذين يفرحون بموت أهل الدين، ويشمتون بموت المؤمنين علمهم أنهم لن يخلدوا، وأن الموتَ أجلٌ مكتوبٌ، ومصيرٌ محتومٌ، لا فرار منه، ولا محيد عنه؛ ?أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ? [النساء: 78].
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.