هـ. المملكة الحيوانية
يعتقد الكثيرون أنهم يعرفون المملكة الحيوانية، وأنها مألوفة لهم، أكثر من غيرها من الممالك الحيوية. ولكنهم حينما يعلمون أن كل ما يعرفونه من حيوانات وثدييات، أو أسماك، أو طيور، ليس إلا فرعاً من شعبة من ثلاث وثلاثين شعبة تضمها هذه المملكة الواسعة والكثيرة التنوع، سرعان ما يدركون أن المملكة الحيوانية ربما تكون أكثر الممالك الحيوية غموضاً بالنسبة لهم. فهناك مئات الآلاف من أنواع الحشرات الصغيرة، وأكثر من 100 ألف من أنواع الديدان، تتوزع على 25 شعبة من شعب هذه المملكة، لا يعرفها إلا العلماء المختصون في هذا الجانب.
تضم هذه المملكة جميع الحيوانات على الأرض. إضافة إلى ذلك، وبالنظر إلى الخصائص الفسيولوجية للإنسان، الذي كرمه الله وخلقه بيديه تبارك وتعالى، يصنفه كثير من الباحثين الغربيين وغيرهم في شعبة الفقاريات، وصنف الثدييات في هذه المملكة. والمخلوقات الحية المشمولة في هذه المملكة كلها متعددة الخلايا، ورمِّية التغذية، تعتمد في غذائها أساساً على النباتات وغيرها من ذاتيات التغذية والمواد العضوية الأخرى. لذلك ينظر إلى المخلوقات ذاتية التغذية، من نباتات وغيرها، على أنها أساس السلسلة الغذائية على الأرض، وتدهورها يعين تدهور المصدر الغذائي لباقي الأحياء. وإلى جانب المادة العضوية، فإن النبات أثناء عملية التمثيل الضوئي ينتج الأكسجين. بينما يشترك النبات والحيوان في إنتاج ثاني أكسيد الكربون أثناء عملية التنفس، أو عند تحلل بقايات المخلوقات الميتة.
إلى جانب ذلك، يمتاز معظم المخلوقات الحية المشمولة بهذه المملكة بالقدرة على الحركة باستخدام الخلايا العضلية، كما أن لها نظام عصبي وأعضاء حسية تستخدمها في الحصول على غذائها، وتجنب أعدائها. وليس للخلايا الحيوانية أغلفة أو حوائط خارجية. وتختلف معظم الحيوانات عن النباتات بمحدودية مسار نموها وهذا يعني تشابه الأفراد البالغين من أي نوع في الخصائص الشكلية وفي الحجم. ولابد من الإشارة أخيراً إلى أن معظم الحيوانات تتكاثر تكاثراً تزاوجياً Sexual Reproduction يقوم على تلاقح الوحدات التكاثرية المذكرة والمؤنثة.
يتجاوز عدد الأنواع المعروفة في مملكة الحيوانات حوالي مليون وثمانمائة ألف نوع. ولكن معظم هذه الأنواع تصنف في شعبة المفصليات Arthropoda؛ إذ يصل عدد الأنواع المعروفة فيها إلى أكثر من مليون نوع. وعلاوة على ذلك يعتقد بعض العلماء أن الإنسان لو تمكن من حصر جميع الأنواع الموجودة في الغابات المدارية المطيرة، فإن عدد أنواع المفصلية قد يتجاوز عشرة ملايين نوع.