د. البحار
البحار أجزاء من المحيط، توغلت في اليابس؛ أو هي انفصلت عنه بأقواس جزرية؛ أو تقع بين الأرخبيلات الجزرية. لذا، يمكن أن يُميز بين ثلاثة أنواع من البحار، على أساس ارتباطها بالمحيط وموقعها بالنسبة إليه.
(1) البحار الهامشية، وتقع على هوامش المحيطات، ولا يفصلها عنها سوى جزر كبيرة؛ مثل بحر اليابان.
(2) البحار الداخلية، وتمتد بين القارات أو داخلها؛ مثل البحر الأبيض المتوسط.
(3) بحار الأرخبيلات الجزرية، أو ما بين الجزر؛ مثل: بحر كورال، وبحر جاوه.
ولمعظم هذه البحار خصائص مميزة، ناجمة عن:
(أ) اتصالها المحدود بالمحيط.
(ب) زيادة تأثير القارات المجاورة (الرياح الباردة الجافة).
(ج) زيادة الأمطار وكميات مياه الأنهار، التي تصب فيها.
أكبر هذه البحار، هو البحر المتجمد الشمالي (انظر جدول البحار في المحيط العالمي). تصب فيه بعض الأنهار الكبيرة، التي تجعل ملوحة المياه السطحية فيه، أقلّ منها في الأجزاء المجاورة من المحيط الأطلسي. وتغطي الثلوج قرابة 70% من سطح البحر المتجمد، طوال السنة؛ بينما تتجمد كل مياهه في فصل الشتاء.
يليه، في الحجم، البحر الكاريبي، وخليج المكسيك، ثم البحر الأبيض المتوسط. وكلها تمتد في مياه دفيئة، وتتميز بمعدلات تبخر مرتفعة، تفوق ما يصل إلى هذه البحار من مياه الأنهار؛ ما أسهم في زيادة الملوحة في المياه البحرية السطحية (انظر جدول الموازنة المائية للمحيطات).
ويصل مضيق البوسفور البحر الأسود بالبحر الأبيض المتوسط. وهو ممر ضيق، معدل عرضه 700م، وعمقه لا يقلّ عن 40م؛ وهذا الاتصال المحدود، لا يسمح بتمازج مياه البحرَين تمازجاً جيداً.