الموسوعة الجغرافية المصغرة

و. جغرافية قاع المحيط

اقتصر اكتشاف أعماق المحيطات، على قياس العمق بوساطة ثقل، يدلى في أماكن متفرقة منها، لفترة من الزمن. وكان الاعتقاد أن سطح قاع المحيط سطح مستوٍ، عديم الظاهرات. ولكن اكتشاف الحد، الموجود في منتصف المحيط الأطلسي، أثناء عملية إنزال كبول التلغراف، في أواخر القرن التاسع عشر ـ أبطل ذلك الاعتقاد.

واطَّرد اكتشاف الأعماق بعد استخدام الأشعة الصوتية، في الحرب العالمية الأولى، واطَّرد اختراع الغواصات؛ إذ استخدمت تلك الأشعة، فيما بعد، في رسم خرائط لقاع المحيط؛ اعتماداً على قياس دقيق لوقت إرسال أصوات إليه وارتدادها. وبذلك، أمكن قياس أعماق المياه، بسرعة، وبدقة.

بعد الحرب العالمية الثانية، توافرت أجهزة لقياس وتسجيل مستمرَّين، لقطاعات رأسية من أرضية قاع المحيط. وبجمع آلاف من خطوط الأعماق الصوتية، تمكن دارسو البحار والمحيطات، من إعداد خرائط لجغرافية قيعانها، تدعى Bathymetric Chart. وبحلول عام 1984، كان قد أُنجز ما يقارب 20% من تلك الخرائط، وخاصة في شمال الأطلسي.