النباتات السائدة بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.
- البوط (القصب) (Typha domingensis) من العائلة التيفية (Typhaceae):
البوط النبات البرمائي، صديق المجاري المائية، عشب قاسٍ طويل يصل طوله إلى ثلاثة أمتار في سنوات الازدهار، متوج بسنابل أسطوانية الشكل طول الواحدة منها 20سم، يميل لونها إلى البني الذهبي عند النضج صيفًا، وينمو في تجمعات مزدحمة مشكلاً جدرًا ذات عدة صفوف تتعمق داخل المجرى المائي وعلى جانبيه، وتكون في العادة منيعة من الصعب اختراقها، وجذوره ريزومية على أهبة الاستعداد لإنتاج أفراد جديدة من هذا العشب في أي وقت وعلى أي حال.
وهو واسع الانتشار في المناطق شبه المدارية وفي سائر أنحاء المملكة العربية السعودية ومنطقة مكة المكرمة، حيث تكون المستنقعات والمجاري المائية، كما أنه لا يتحمل الجفاف، وهو سريع النمو، ويجمع في تكاثره بين البذور والريزومات. وعمر الجزء الخضري منه قصير لكن ريزوماته معمرة تنشأ منها براعم مكونة مجموعًا خضريًا جديدًا.
وطريقة نموه تجعله نبات زينة في الحدائق إذ تدخل الغدران ومجاري المياه عنصرًا جماليًا في الحديقة. ويستعمله السكان المحليون في كثير من الصناعات الحرفية البسيطة، كالأسرة والمقاعد وبسط القصب، وأواني حفظ الأطعمة والأدوات المنـزلية، وصناعة الطواقي المنبسطة التي توضع على الرأس للوقاية من أشعة الشمس، وفي بناء الأكواخ، وإقامة الأسيجة، ويوقدون نيرانهم للطبخ وللتدفئة بالجاف من هذا النبات، كما يعتقد أن البراعم الحديثة والغضة مدرة للبول وقابضة، وتستعمل لمعالجة بثور اللثة.
- التّنضب (Capparris decidua) من العائلة الكبارية (Capparaceae):
شجيرة كبيرة يصل ارتفاعها إلى 3م ، وقد ذكر الزغت وآل الشيخ "أن ارتفاع هذه الشجيرة يصل إلى 5م وقطر تاجها يصل إلى 10م أما أغصانها فهي بالغة التشابك، كثيفة وعديمة الأوراق، وتتوضع على سلامياتها أزهار حمراء فاقعة اللون تتجمع في مجموعات من ثلاث إلى أربع أزهار، تتكشف عن ثمار صغيرة تشبه في شكلها ثمار الكرز لكنها أصغر حجمًا. تنتشر هذه الشجيرة بشكل واسع في أنحاء الإقليم شبه المداري، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية. ونجدها بشكل واضح على حواف المزارع حيث التربة الطميية الرملية، والأراضي المتروكة، وتوجد عادة في مجموعات صغيرة".
وتتكاثر هذه الشجيرة بالبذور ويمكن إكثارها بالعقل، نموها متوسط السرعة، وتعمر لعشرات السنين، والشجيرة المعمرة منها تكون جذوعًا عديدة وعظيمة تفوق في سمكها كثيرًا من جذوع الأشجار، فتبدو كشجرة كبيرة على الرغم من أنها من فئة الشجيرات، لا تزال طوال حياتها تنتج الأفرع الجديدة والثمار، والغالب في أفرعها وأغصانها أنها متدلية نحو الأرض، لذلك تظهر هذه الشجيرة ومجموعاتها كأجمة نباتية متشابكة يصعب المرور خلالها، أو مشاهدة ما خلفها، وتتحمل الجفاف بدرجة لا بأس بها.
تعد هذه الشجيرة من النباتات المثالية المثبتة للرمال والتربة بشكل عام، وثمارها تؤكل من قبل الإنسان والحيوان، وتقبل عليها قطعان الماشية بدرجة متوسطة، كما يقيم المزارعون المحليون من هذا النبات حول مزارعهم سياجًا منيعًا ومصدًا ممتازًا للرياح وما تحمله من رمال، ويوقدون بما يجف منه نيرانهم، وعرفوا بعض خصائصه الطبية، فاستخدموا منقوعه بوصفه مسهلاً، ويفتح مجاري التنفس، ولتحسين أداء الجهاز العصبي.
- أثبة (الأثاب، الأثب) (Ficus salicifolia) من العائلة التوتية (Moraceae):
شجرة معمرة كبيرة الحجم وكثيفة، ارتفاعها من 6 - 10م، تقوم على جذع أبيض رمادي أملس، ورقتها مستطيلة مجدولة وثخينة، بوسطها عرق أصفر، إذا قطع منها جزء أفرزت سائلاً لبنيًا، وثمارها بحجم ثمرة السدر العربي تصبح حمراء مسودة عند النضج
والأثبة شجرة واسعة الانتشار على طول مرتفعات القطاع الغربي من الجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية، من جبال اليمن جنوبًا وحتى جبال مدين شمال المملكة، تنبت في بطون الأودية وعلى ضفافها، وفي الشقوق الصخرية على السفوح عند الارتفاعات من 700-1900م فوق سطح البحر، وتتكاثر بالبذور، وتنمو بسرعة متوسطة، وعندما تكون الظروف صعبة فإنها تكاد تقف عن النمو لكنها تظل محافظة على حيويتها حتى تتحسن الظروف.
وهي خضراء داكنة وزاهية، عملاقة طولاً وعرضًا، تسمو على ما حولها من أشجار وسائر النبات، تكسب الوسط الذي تعيش فيه منظرًا خلابًا، ظلها وارف، وأغصانها كثيفة الأوراق فتشكل بما عليها من ثمار مسكنًا ومصدر غذاء لعدد من الطيور البرية والقرود، ويأكل الإنسان ثمارها وقت الجدب، تقبل على أكلها الأغنام وتعد خطرة على الجمال، وتأوي إليها النمور العربية فتقيها هجير الشمس، وكان الناس يعتقدون أن مضغ اللحاء هذا دواء للسعال والتهاب الحلق وخشونة الصدر، وكانوا وما يزالون يفرشون أغصانها المورقة للفواكه المنتجة محليًا عند جلبها إلى السوق.
- أثل (طرفا) (Tamarix aphylla) (T. nilotica) من العائلة الأثلية (Tamaricaceae):
شجر الأثل العملاق الصحراوي الأخضر الفضي يتطاول في السماء لارتفاع يصل إلى عشرة أمتار، أزهاره الربيعية العنقودية البيضاء المشوبة بالحمرة تزين أطراف أغصانه الهدبية المنسابة، فتكسبها جمالاً خاصًا متحديةً الأجواء الصحراوية السائدة، وهي شجرة دائمة الخضرة على الرغم من سقوط كميات كبيرة من وريقاتها طوال العام، وتشابهها في المظهر شجيرة الطرفا مع اختلافات بسيطة بينهما في تموضع الأزهار والارتفاع، فالأخيرة أقل ارتفاعًا
تعد أشجار الأثل واسعة الانتشار في المناطق شبه المدارية، وبالتالي فهي واسعة الانتشار في المملكة العربية السعودية. ومعروف أنها تتحمل الظروف البيئية القاسية، فتتحمل جفاف التربة وملوحتها بشكل كبير، ومداها الجغرافي واسع. والطرفا أكثر تحملاً للملوحة من الأثل، لذلك فالأثل واسع الانتشار في الأجزاء الأقل ملوحة من منطقة مكة المكرمة، وبخاصة مجاري الأودية في الأرجاء المرتفعة من هذه المنطقة، في حين تحتل الطرفا مكان الصدارة في السبخات المتاخمة لشاطئ البحر الأحمر.
يتكاثر هذان النوعان في العادة بالبذور، ويمكن تكاثرهما بالعقل، نموهما سريع ويكونان بجذع واحد أو جذوع متعددة، وتعدد الجذوع في الطرفا أكثر منه في الأثل، ويعمران لعشرات السنين، والسكان المحليون يستخدمون بعض هذه الأشجار التي عمرت عبر عدة أجيال بشرية معلمًا تاريخيًا وجغرافيًا، تدور حوله قصصهم ورواياتهم. ولعل ما يجعلها تستمر لمئات السنين هي قدرتها الفائقة على التجديد، إذ تحل باستمرار أفرع جديدة محل تلك التي تيبس وتموت، ولهذه الشجرة قدرة خارقة على التشبث بالأرض فلا يسهل اقتلاعها، وهذا بفضل جذرها الوتدي القوي الذي يضرب في الأرض لأعماق بعيدة، وإلى جذور متفرعة عنه تسري في التربة في كل الاتجاهات، وعليه فإن هذا النبات يصمد لأقوى العواصف وأعتى السيول.
هذه المواصفات أثرت على طبيعة الاستفادة من هذا النبات، ولطالما كان هذا النبات مكونًا أساسيًا للمشهد البيئي والزراعي والحضاري في سائر أنحاء المملكة بشكل عام، وفي منطقة مكة المكرمة بشكل خاص، فقد سيّج به الناس مزارعهم، واستخدموا جذوعه وفروعه في بناء مساكنهم وصناعة أدواتهم المنـزلية والصناعية والزراعية، كما استخدم المزارعون ومربو الماشية الأغصان الغضة بما عليها من أوراق مكانس لتنظيف بيوتهم وحظائر ماشيتهم، وجعلوا منها فرشًا وثيرة وصحية لهذه الماشية، كما استخدموها في دباغة الجلود، وهو نبات تضرب جذوره في التربة وتمنعها من الانجراف.
- الحرمل (Rhazya stricta) من العائلة الدفلية (Apocynaceae):
الحرمل عشبة شجيرية معمرة دائمة الخضرة يصل ارتفاعها إلى 60سم . أوراقها رمحية داكنة الخضرة يتخلل تجمعاتها كتل من الأزهار البيضاء الصغيرة الخنثى، تتكشف بعد عقد الثمار عن ثمار ذات لون أخضر ناصل (فاتح)، أسطوانية مستطيلة منتصبة، تحوي بذورًا كروية صغيرة. ينتشر هذا النبات في البيئات الجافة وشبه الجافة، وهو واسع الانتشار في أرجاء الجزيرة العربية، في كل المناطق متوسطة ومنخفضة الارتفاع، في بطون الأودية ومجاري السيول، وبالذات تلك الأجزاء ذات التجمعات الرملية الطميية المستقرة في هذه الأودية، وخصوصًا في منطقة مكة المكرمة.
يتكاثر هذا النبات بالبذور المتميزة بالمدى الحراري الواسع، وبقدرته على تنظيم عملية الإنبات، وهو نبات عشبي شجيري دائم الخضرة ومعمر، ويعطي مجموعًا خضريًا كثيفًا، يناظره مجموع جذري متطور وكثيف، وراسخ في الأرض، ينمو في تجمعات وخطوط تستطيل باستطالة الوادي، أوراقه وثماره في الغالب تكون منتصبة للأعلى، مما يقلل من مقدار تعرضه لأشعة الشمس ويجعله في مأمن من فقد الماء بوساطة النتح، وبالتالي فهو أقل عرضة للإجهاد الحراري، ونبات الحرمل من النباتات التي تحتوي على العصارة اللبنية السامة.
لشجيرة الحرمل أهمية بيئية على الرغم من أنه نادرًا ما يُرعى (في حالة انعدام النباتات المستساغة) من قبل قطعان الماشية، إلا أنه بطبيعة مجموعه الخضري والجذري، يبطئ من سرعة جريان مياه السيول، ويعطي ماء السيل فرصة ليرشح لباطن الأرض، فيثري منسوب المياه الجوفية، ويثبت التربة، وبكثرة المتساقط منه يخصبها، ولذلك فإن نباتات المرعى المصاحبة له تزدهر وتعيش في بيئة مستقرة، كما أن تربته الثابتة والغنية بالمادة العضوية تحتوي على أكبر قدر ممكن من الرطوبة. وتشكل تجمعاته بيئة نباتية وحيوانية، وتعد تجمعاته بيئة مناسبة لتفريخ الطيور، ولحضانة القوارض والسحالي. عرفه العرب منذ القدم بخصائصه الطبية، وتعامل معه العالم والطبيب المسلم المشهور أبو بكر الرازي، ومن اسم هذا العالم اشتق الاسم العلمي لهذا النبات
وتعد الحالة الراهنة لنمو هذا النبات في بيئاته في وضع ليس بالخطير، لكن التوسع العمراني وتجريف التربة لأغراض البناء وإنشاء الطرق البرية، مع الأشكال المختلفة من التلوث ربما تشكل تهديدًا للوضع البيئي لهذا النبات المهم.
- الحنظل (الحدج) (Citrullus colocynthis) من العائلة القرعية (Cucurbitaceae):
نبات عشبي حولي زاحف، ساقه مضلعة عليها زغب خشن ومتفرع، نموه الخضري ينتشر في اتجاهات مختلفة ويمتد عادة من مترين إلى ثلاثة أمتار. أوراقه خضراء داكنة وخشنة وظاهرة التفصص من 3 - 5 فصوص، وأزهاره صفراء مخضرة، ينعقد عنها ثمار كروية ملساء (تشبه ثمرة البطيخ الأحمر)، بحجم حبة البرتقال متوسطة الحجم، لونها في البداية وحتى قرب النضج أخضر مزركش بخطوط صفراء متعرجة، وتصبح بلون ترابي ناصل عند نضجها، ما يلبث أن يصبح داكنًا عند جفافها، كما أن هذه الثمرة من أشد الثمار الصحراوية مرارة، وبها يضرب المثل في هذا الشأن.
نبات الحنظل واسع الانتشار في البيئات الصحراوية وشبه الصحراوية، وهو من النباتات الملازمة للأراضي المتروكة، وبالذات الرملية والطميية منها، يعد هذا النبات من النباتات ذات المدى الجغرافي الواسع، فتجده مزدهرًا في الأجزاء المرتفعة والباردة من منطقة مكة المكرمة، ويترعرع في سهول تهامة، حيث الحر الشديد. يتكاثر هذا النبات العشبي بالبذور مثله مثل بقية العائلة القرعية، وعلى الرغم من أن سيقانه مدَّادة ولها محاليق فإنه لايتسلق، بل يظل منبسطًا على الأرض. وهو نبات حولي يكتفي باليسير من مياه الأمطار، ويرسل جذوره عميقًا في التربة وينتج عددًا كبيرًا من الأزهار ومن ثم الثمار حتى في قمة درجات الحرارة المرتفعة صيفًا، ثم لا يلبث أن يجف في نهاية الموسم.
لهذا النبات أهميته البيئية كغيره من النباتات البرية الأخرى، فهو يثبت التربة في حياته، ويكسبها مادة عضوية بعد موته، فهو ينتج الكثير منها، وتقبل بعض الزواحف على بذور هذا النبات بعد نضجها. ونظرًا لما تحتويه ثمرته من مواد قلويدية مركزة، فهي ذات خصائص طبية، عرفت قديمًا وحديثًا، ففي الجزء السروي من منطقة مكة المكرمة استخدمها الناس بطرق خاصة مسهلة ومطهرة، ويستخدم سكان البادية البذور الناضجة بعد معاملتها معاملة خاصة، بوصفها نوعًا من المكسرات، يتغذون ويتسلون بها في أسمارهم، ويسمونه الهبيد .
وعلى الرغم من الأهمية الطبية وربما الاقتصادية لهذا النبات لكنه غير مهدد في الوقت الحاضر، ولا يزال واسع الانتشار، ويعد تجريف الأراضي بغرض جلب التربة للمشروعات العمرانية في مقدمة الممارسات الإنسانية السلبية التي تؤثر على هذا النبات.
- حماز (بطباط، رطريط، هرم، بلبل) (Zygophyllum album) من العائلة الرطريطية (Zygophyllaceae):
الحماز نبات عشبي ملحي عصاري قائم، يعمر غالبًا، لونه أخضر لامع، أزهاره بيضاء مخضرة متوسطة التفتح وتنتشر على معظم تفرعات النبات الكثيرة والكثيفة، وتتكشف هذه الأزهار عن ثمار بنية أسطوانية قائمة طولها نحو 7مم. تكاد تزهر طوال العام، لكن فترة إزهارها الرئيسة تكون في فصل الربيع.
نبات الحماز واسع الانتشار في التربة الرملية الطميية والملحية ويتحمل ملوحة التربة والأجواء الحارة بشكل ممتاز، ويوجد بالمملكة العربية السعودية عدة أنواع من هذا الجنس النباتي وكلها تحمل تقريبًا الأسماء العربية نفسها، وجميع هذه الأنواع تتكاثر بالبذور ونموها متوسط السرعة، ويتسرع النموّ عند الظروف المناسبة. الأجزاء الخضرية لهذا النبات عصارية تحتوي على تركيز عالٍ من الأملاح، وجذوره وتدية عميقة، ويتحمل الملوحة والظروف القاسية بشكل كبير.
ولمـّا كان نبات الحماز يتحمّل الظروف الصحراوية الملحية الحارة، إضافة إلى الأنواع الأخرى من هذا الجنس النباتي، فقد أعطى مثالية لتخضير مساحات شاسعة في المملكة العربية السعودية بشكل عام وبمنطقة مكة المكرمة بشكل خاص، مما يثبت التربة ويساعد على تحسين خواصها. ويشكل هذا النبات مع الأنواع الأخرى المذكورة بيئة ممتازة للحياة الفطرية، فهو لا يتم رعيه من قبل الماشية، ويمكن إدخال هذه الأنواع ضمن نباتات الحدائق العامة منها والخاصة. ويعرف السكان الأصليون التأثير المسهل والطارد للديدان لأوراق هذا النبات وبذوره.
- الحمّيض (Rumex vesicarius) من العائلة الراوندية (Polygonaceae):
ورد لهذا النبات عدة أسماء: حميض، حماض، حميضاء، حامض ، وهو عشبة ربيعية حولية، رغدة ورائعة، لامعة الخضرة، أوراقها لحمية ومثلثة وسيقانها كثيفة وغضة، ارتفاعها 20سم تقريبًا، تزدان سيقانها ذات المزيج الجميل من اللونين الأخضر والأحمر في منتصفها الأعلى بأزهار ياقوتية مشوبة بلون وردي يزيدها جمالاً على جمال ومتراصة كعقد جميل بعضها فوق بعض، وتحتضن كل زهرة ثمرة واحدة.
الحميض واسع الانتشار، وله مدى جغرافي واسع، وهو من النباتات التي تجدها في الأجزاء المرتفعة من منطقة مكة المكرمة والمنخفضة منها 800 - 2000م فوق سطح البحر. ويزدهر في أكناف الصخور والجروف الصخرية، حيث تكون الظلال والتربة الرطبة نسبيًا.
يتكاثر الحميض بالبذور، وتنبثق عنه التربة الرطبة في الربيع، وينمو بشكل سريع، ويزهر ويعطي الثمار خلال أسابيع، تكون سيقانه وأوراقه متشحمة ومليئة بالعصارة في الأسابيع الأولى من حياته، لا تلبث أن تقل هذه الرطوبة مع مرور الوقت وارتفاع درجة الحرارة، فتصبح السيقان جوفاء، والأوراق نحيلة، وسرعان ما تذبل هذه الأوراق، وتشيخ السيقان، وتتبدل نضارتها بشحوب واصفرار، ومن ثم تنتهي حياة هذه النبتة، وتفقد التربة التي كانت تكسوها حلة قشيبة تمتعت بها لبضعة أسابيع.
تشكل عشبة الحميض كغيرها من النباتات البرية أهمية بيئية، وسياحية، وهذا ما يدل عليها وصفها المذكور آنفًا، وتعد هذه العشبة من النباتات البرية الصالحة للأكل من قبل الإنسان، بل إن الحموضة المحببة في عصارتها تكسبها جاذبية خاصة لدى مرتادي البراري، من السياح وهواة الرحلات، بل إنها تطفئ العطش عند تناول كمية لا بأس بها . وتدخل كخضار للطبخ عند بعض السكان المحليين، كما يمكن أن يكون نبات زينة ربيعيًا في الحدائق العامة والخاصة، ويمكن زراعته واستعماله ليكون ضمن الخضار الورقية الطازجة. ويعد هذا النبات ضمن نباتات المرعى للجمال والأغنام.
- السّدر (Ziziphus spina) - (christi) من العائلة السدرية (Rhamnaceae):
شجرة كبيرة الحجم، دائمة الخضرة يصل ارتفاعها إلى 15م. وتنتظم أزهارها الصغيرة ذات اللون الأخضر الباهت حول محيط الأغصان الحديثة مشكلة كتلاً مستطيلة تزدان بها هذه الأغصان في فصل الربيع، إذ لا تلبث أن تنعقد عنها ثمار السدر (العبري، الحلوي، النبق) وهي كروية الشكل يصل قطرها في المتوسط إلى 1.5سم تقريبًا، تبدأ خضراء اللون وتنتهي بلون بني لامع عند النضج، بعد أن تمر باللونين الأصفر والبرتقالي، وأوراق السدر بيضاوية الشكل بطول 4.5سم وعرض 3سم تقريبًا، وهي ثلاثية العروق ومسننة الحافة.
تنتشر هذه الشجرة بشكل واسع في المناطق شبه المدارية، وفي المملكة العربية السعودية ولا سيما في منطقة مكة المكرمة، وتعد بطون الأودية الكبيرة البيئة الملائمة لنموها لأنها ذات تربة حصبائية عميقة، وتنمو كذلك على السفوح وعلى المدرجات (المصاطب) الزراعية في الجبال وبالقرب من المزارع، وتتكاثر هذه الشجرة بالبذور في الطبيعة ويمكن إكثارها بالعقل في المشاتل. وتعد الشجرة الأضخم في بيئات المملكة، وهي بطيئة النمو، وتعمر لمئات السنين. وتتميز بجذوعها وأفرعها الضخمة، وهي ذات ظل وارف لتشابك أغصانها وكثرة أوراقها وكبر حجمها.
تظل تربتها في مأمن من الانجراف، وتتصدى لأشد السيول ضراوة واندفاعًا، ويشكل شجر السدر بيئة متكاملة لكثير من الكائنات الحية؛ فثماره غذاء متكامل للحيوان والإنسان، وأوراقه وأغصانه غذاء لقطعان الإبل والماعز، وأزهاره مرتع لنحل العسل، ومنها ينتج عسل السدر الذي يعد من أجود أنواع العسل. تبني الطيور أعشاشها على أغصانها، ويتطفل على أغصانه نوع من جنس نبات الهدال، وتدخل أوراقه الجافة في كثير من الاستخدامات الطبية مثل: معالجة الجروح، وأمراض الجلد، وثماره منقية للدم، وتعالج الإسهال، وآلام الصدر، وآلام الرأس، والكسور، والتهابات لثة الفم، وقد كان السكان يستخدمون أوراق السدر بعد هرسها منظفًا ومطهرًا طبيعيين للأبدان والملابس، ويستخدم مهروس الأوراق مع الماء الدافئ لتنعيم البشرة وبث الحيوية والنشاط كما يستخدم لغسل الشعر، ويسن استخدام أوراقه في تغسيل الموتى.
السّرح (Maerua crassifolia) من العائلة الكبارية (Capparaceae):
تضم العائلة الكبارية تسعة وعشرين نوعًا نباتيًا، منتشرة في أجزاء متفرقة من المملكة العربية السعودية، وتمثل أشجار السرح أحد نوعين شجريين من هذه العائلة، أما بقية الأنواع فتراوح بين كونها شجيرات أو أعشابًا، وأشهر أسماء هذه الشجرة (السرح) وبهذا الاسم اشتهرت في الأدب والشعر العربي، كما سيلحق، ويسميها قاطنو مدين وجهينة من ساكني العيص والحرة (الهدال)
تنتشر أشجار السرح في أنحاء متفرقة من المملكة العربية السعودية على ارتفاعات لا تزيد في الغالب على 1000م فوق سطح البحر، لكنها توجد أحيانًا على ارتفاع يصل إلى 1500م فوق سطح البحر. وهي واسعة الانتشار بمنطقة مكة المكرمة، وعلى الأخص أجزاء من وادي فاطمة (الجموم مثلاً)، وهناك غابة من هذه الأشجار تزدهر بالقرب من قرية عين شمس بهذا الوادي. وتنمو هذه الشجرة بشكل جيد في التربة الرملية والمستقرة في روافد الأودية، وتنتشر في الغالب ضمن مجتمعات الأكاسيا، والعوسج.
تتكاثر هذه الأشجار عن طريق البذور، ولم يسجل لها تكاثر خضري في الطبيعة، وهي بطيئة النمو، لكنها معمرة، ومتوسط ارتفاعها متران، وتصل في بعض الأحيان إلى خمسة أمتار، وتقوم على جذع قائم أملس رائع البياض يصل محيطه في الأشجار المعمرة إلى مترين .
أغصان أشجار السرح متعرجة، كثيفة ومتشابكة، منضودة بأوراق صغيرة الحجم، قلبية الشكل وداكنة الخضرة، مما يجعل هذه الشجرة وارفة الظلال، وقد عرفت عنها هذه الصفة منذ القدم، وتغنى بظلها الشعراء، فقال أحدهم:
فيـا سـرحة الركبـان ظلك بارد ومـاؤك عـذب لا يحـل لـوارد
وفي وقت الربيع تطرز هذه الخضرة بأزهار صفراء مبيضة، صغيرة الحجم تضفي على هذه الشجرة روعةً وجمالاً على جمال، وتعقد بعد هذه الأزهار ثمار قرنية محززة تحتوي على بذور صفراء صغيرة.
يرشح الوصف السابق هذه الشجرة لتكون من أشجار الزينة التي يشار إليها بالبنان، ونظرًا لاحتياجاتها المائية البسيطة، ولعدم حاجتها الكبيرة للصيانة فهي نبات زينة اقتصادي وناجح، مع المحافظة عليها في بيئتها، وتعد مصدر ظل وبهجة لقاطني البرية ومرتاديها من المتنـزهين، وعرف عن جذعها وأغصانها المتانة والقوة، ومقاومة الحشرات، لذلك فهي مثالية في بناء البيوت التقليدية والحظائر، وربما تكون مثالية في صناعة الأثاث المنـزلي والمكتبي وأعمال الديكور، كما أن مواصفاتها سالفة الذكر تجعل منها شجرة سياج ممتازة للمزارع والحدائق، ويعد رحيق أزهارها مصدرًا ممتازًا لعسل النحل.
إن بعض السكان المحليين يأكلون الثمار القرنية وهي خضراء، على الرغم من طعمها غير المستساغ، ولعل لديهم أسباب طبية تقليدية يعرفونها بينهم، وقد شوهدت الإبل تتغذى على الأجزاء الغضة من أفرع هذه الشجرة، بناحية حداد في الجزء الجبلي الجنوبي من منطقة مكة
المكرمة.
- سم الفأر (العبب) (Withania somnifera) من العائلة الباذنجانية (Solanaceae):
سم الفأر شبه شجيرة معمرة ومتفرعة، سريعة النمو، ويصل ارتفاعها إلى نحو المتر في وقت وجيز ، أوراقها الرمحية العريضة داكنة الخضرة، وخصوصًا في بداية موسم النمو، تبرز من بين الأوراق عند النهايات العلوية من الأفرع كتل من الأزهار ذات اللون الأخضر الناصل (الفاتح)، قطرها نحو 4مم، وتظهر هذه الأزهار في بداية الصيف، لا تلبث أن تتكشف عن ثمار حمراء أرجوانية تلفت الانتباه ببريقها، وتكاد تضيء عند سطوع الضوء عليها، جذورها جانبية ودرنية.
وهي نبتة واسعة الانتشار في المناطق الحارة ومعتدلة الحرارة، كما أنها واسعة الانتشار في المملكة العربية السعودية بشكل عام وفي منطقة مكة المكرمة بشكل خاص، تنتشر في الترب الطميية والرملية، وبالقرب من المزارع، وتحوي ثمارها الحمراء الأرجوانية عددًا كبيرًا من البذور صغيرة الحجم، وبها تتكاثر شبه الشجيرة هذه في الربيع والصيف، وتبدأ بادرة صغيرة لا تلبث أن تصبح شجيرة متوسطة الحجم في وقت قصير، تتحمل الجفاف وملوحة الأرض بدرجة متوسطة، تعمر لعشرات السنين، وتظل تعطي أفرعًا ونموات جديدة، وثمارًا كل عام.
تحتل هذه النبتة أهمية بيئية خاصة، لكونها تجذب عددًا من الطيور والحيوانات بثمارها التي لا تقاوم، كما أن جذورها الجانبية والدرنية تساعد على تثبيت التربة، ولجمال مجموعها الخضري المرصع بعقود ثمارها الحمراء الأرجوانية يمكن أن يتخذ نباتًا للزينة في الحدائق العامة والخاصة، وثمارها تجذب الطيور وفي مقدمتها طائر النغري الجميل فتكسب الحدائق بهجة على بهجة.
عرف السكان المحليون استخدامات طبية لأجزاء مختلفة من هذه الشجيرة، فمنقوع الجذور الدرنية بتخفيف معين يستخدم مقويًا جنسيًا ومدرًا للبول، ومستخلص أوراقها يستخدم لطرد الديدان من البطن، وملطفًا لحرارة الجسم المرتفعة، كما يذكر عن مستخلص النبات أن له تأثير المضادات
- السّمر (Acacia tortilis) من العائلة البقولية (Leguminosae):
تضم العائلة البقولية 211 نوعًا منتشرة في أنحاء المملكة العربية السعودية، من بينها أكثر من 13 نوعًا من الأكاسيات (Acacia) والسمر أحدها، وهي شجرة شوكية متعددة الجذوع المتفرعة من جذع قصير جدًا يعلو سطح الأرض بقليل، يبلغ ارتفاعها نحو أربعة أمتار، وتفوق ذلك أحيانًا فقد يصل ارتفاعها إلى أكثر من 8م، وتميزها قمتها المسطحة، ينتشر على أغصانها نوعان من الأشواك، أحدها طويل مبيض ينتهي بانحناءة بسيطة عند الطرف المدبب، والآخر قصير ومعقوف كأنه كلاّب ولونه بني داكن، أما الأزهار فهي منفردة وتبدو ككرات صغيرة مشعة ذات لونين متمازجين هما الأبيض والأصفر، ثمارها القرنية مستدقة ملتوية بدرجة شديدة، تحوي بداخلها عددًا من البذور الصغيرة.
شجرة السمر كغيرها من أنواع الأكاسيا تنتشر في المناطق شبه المدارية، المتميزة في العادة بالحرارة والجفاف الشديدين، وهذا الجنس النباتي يأتي عنوانًا للبيئة في المملكة العربية السعودية، إذ يسود فيها، فتنتشر شجرة السمر بشكل خاص وجيد، وتكون غابات متشابكة أحيانًا في المناطق ذات الارتفاع المنخفض، وعلى رأسها المناطق المنخفضة من منطقة مكة المكرمة.
وتتكاثر هذه الأشجار عن طريق البذور، وفي العادة لا تنبت بذورها إلا بعد هطلان كمية جيدة من المطر، فتنجو البادرات الصغيرة من الجفاف، على الأقل في الأشهر الأولى من حياتها، وهي بطيئة النمو نسبيًا لكنها تعمر لعشرات السنين، وتبلغ أحجامًا كبيرة في الجذع، والأفرع. يعرف عنها أنها تضرب بجذورها في باطن الأرض ولأعماق كبيرة جدًا، بحثًا عن المياه الجوفية، ومن مميزات هذه الشجرة أنها تنتج عدة أحجام من البذور (الصغيرة والمتوسطة والكبيرة).
وتعد هذه الشجرة من أهم أشجار منطقة مكة المكرمة، من عدة نواح، فهي في الغالب تكون الطبقة الشجرية العليا بين نباتات المنطقة، فهي بيئيًا شجرة سائدة، تدور حولها وفي فلكها حياة الكثير من النباتات والحيوانات، وقد شكلت هذه الشجرة أهمية بيئية واجتماعية واقتصادية لإنسان هذه المنطقة منذ القدم، ويعد الفحم النباتي لهذه الشجرة من أجود أنواع الفحم، لقوة لهبه وقلة غازاته المنبعثة وطول مدة اشتعاله، كما أن سوقها وأفرعها القديمة تعد خشبًا قويًا يستعمله الأهالي في صنع المناحل، وأسقف المنازل الشعبية التقليدية، وصنع بعض الأدوات المنـزلية والزراعية. ويعد عسل النحل الناتج عن رحيقها وحبوب لقاحها من أجود أنواع العسل وأغلاها. كما استغل الإنسان وحيواناته الداجنة كل جزء من أجزاء هذه الشجرة. وتمتاز هذه الشجرة كغيرها من الأكاسيات باحتواء أجزائها المختلفة على مواد ذات أهمية كيميائية وطبية.
- السّنا المكي (Senna holosericed) من العائلة البقولية (Leguminosae):
نبات عشبي متوسط ارتفاعه 60سم، سيقانه خضراء شاحبة اللون ومغطاة بزغب كثيف، ذو أوراق مركبة ريشية مؤذنة وكثيفة، يميل لونها إلى الأخضر المزرق، وعليها زغب ونوراته سنبلة ذات أزهار صفراء، والقرن مسطح أملس ومستطيل وبه انحناء بسيط، ويحوي عددًا من البذور المسطحة
يضم جنس سنا 380 نوعًا نباتيًا تنتشر في أنحاء العالم منها في المملكة العربية السعودية 6 أنواع، ومن بين هذه الأنواع نبات السنا المكي، ويعتقد أن موطنه الأصلي المناطق المحاذية لخط الاستواء . أما في المملكة العربية السعودية فينتشر هذا النبات في نجد وجنوب المملكة ويكثر انتشاره في منطقة مكة المكرمة، وجدة، ويفضل التربة الرملية والصفراء جيدة الصرف.
عرف نبات السنا المكي بخصائصه الطبية منذ القدم، فقد عرفه الإغريق واستخدموا بذوره وصفة طبية ، وفي العصر الإسلامي عرفت خصائصه الطبية من خلال أحاديث النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. وللسنا كغيره من النباتات البرية أهمية بيئية بالغة، إذ تشكل مجموعاته بيئة متكاملة، بها نباتات مصاحبة ومجموعات حيوانية مستفيدة، مثل الطيور، الحشرات، القوارض، الزواحف وغيرها، وتشكل مجتمعات السنا خطًا دفاعيًا يساهم في الحفاظ على التربة من الانجراف، كما أنه يكسب المساحات التي يكسوها مظهرًا رائعًا، وعلى الأخص خلال موسم الإزهار. كما أن احتواء أجزائه المختلفة على عدد من المركبات الكيميائية والطبية المهمة يجعل منه نباتًا اقتصاديًا مهمًا . أما وضعه الراهن من حيث الوجود والانتشار فمطمئن إلى حد ما، على الرغم من أن مساحات هائلة من أمكنة وجوده بمنطقة مكة المكرمة قد زحف عليها العمران وشبكات الطرق وتجريف التربة الطبيعية.
- الطّرف - الريل (Aerva javanica) من العائلة القطيفية (الأمارنثية) (Amaranthaceae):
عشب معمر قائم يصل ارتفاعه إلى 60سم ، ويمكن أن يصل إلى ثمانين سنتيمترًا، وقد يصل قطر النبتة الواحدة منه إلى أكثر من متر، ساقه خشبية، كثيرة وكثيفة الفروع، الأوراق بيضاوية رمحية مسطحة، وتبدو النبتة بلون أخضر رمادي أو مبيض إذ إن أجزاءها مغطاة بزغب فضي كثيف، والأزهار صغيرة بيضاء عديمة الرائحة تظهر في الربيع وتكون على شكل سنابل يصل طولها أحيانًا إلى 30سم، والثمار بيضاء اللون كذلك ومغطاة بأوبار نباتية تكسبها ملمسًا مخمليًا ناعمًا وخاصية إسفنجية.
ينتشر هذا النبات في الأقاليم شبه المدارية، ومعظم أنحاء المملكة العربية السعودية، وهو شائع الانتشار في منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويكثر وجوده في التربة الرملية الطميية، والملحية أحيانًا، وينتشر كذلك في الأراضي المتروكة وحول المزارع، ويتكاثر بالبذور، وبعد الإنبات ينمو بسرعة، وينتج سنابله بسرعة كذلك، كما أنه يعمر ويتحمل الجفاف والملوحة بدرجة ممتازة، ولا يلبث أن يكون عشائر تكاد تكون خالصة من هذا النبات، وتنتشر على مساحات لا بأس بها، كما يمكن إكثاره بالعقل. جذوره جانبية وتنتشر لمسافات لا بأس بها حول النبات بغرض البحث عن الرطوبة في التربة، وبغرض مساعدة النبات على الثبات في وجه العواصف العاتية، فهو ينمو غالبًا في الأمكنة المفتوحة.
يعد نبات الطّرف مثاليًا للبيئة الصحراوية الحارة، فهو مثبت نموذجي لتربة هذه الصحارى، كما أنه ينتج سنويًا كمية لا بأس بها من المادة العضوية مما يساعد على تحسين خواص التربة لأن المواشي لا تقبل على رعيه، فهو ملاذ آمن مستديم للحياة البرية، مما يساهم في إثراء الحياة الفطرية. كان هذا النبات في السابق نباتًا اقتصاديًا، فنظرًا لمواصفات ثماره المخملية الإسفنجية، فقد ظل الإنسان المحلي بهذه المنطقة يجمع سنابله وأعواده الدقيقة، ليصنع منها المساند والمخدات والفرش، وكان منافسًا قويًا للقطن في هذا المجال، كما كانوا يحشون بها بردعة حيوانات الركوب لجعلها مريحة للدابة والراكب، وكانت تجارته رائجة حتى ثلاثين سنة مضت، ثم حل الإسفنج الصناعي مكانه، ولم يعد يستخدم إلا على نطاق ضيق. شكل هذا النبات ونموه يجعلان منه نبات زينة متميزًا في الحدائق العامة والخاصة، وهو لا يكلف جهدًا كبيرًا في رعايته كما أن متطلباته المائية منخفضة، وقد استخدمه السكان المحليون مسكنًا للآلام ومن ذلك آلام الأسنان.