توحي الآثار المادية الباقية بأن النشاط الصناعي كان مزدهرًا في منطقة عسير في فترات ما قبل الإسلام. ويؤكد ذلك أدوات الاستخدام اليومي التي عُثر عليها في بعض المراكز الحضارية في المنطقة، مثل: جرش في محافظة أحد رفيدة، والعبلاء، والقريحا في محافظة بيشة  ،  ومن هذه الأدوات: قطع من الفخار، وعدد من الرُّحي التي كانت تستخدم لطحن الحبوب وبعض هذه الرحي من الحجم الكبير وتشبه تلك التي وجدت في منطقة الأخدود بنجران، خصوصًا رحي جرش  والعبلاء.

 

كما عثر في المنطقة على عدد من مراكز التعدين وبعض المستوطنات الصناعية، يصاحبها عدد من المدقات والمساحيق. وعثر أيضًا على بعض قطع الأسلحة التي تعود إلى فترة ما قبل الإسلام، ومنها بعض السيوف  المكتوب عليها أسماء أصحابها بالخط المسند، ومثل هذا النوع من السلاح موجود في متحف المقر بالنماص، كما تشير إلى ذلك الرسوم الصخرية التي تصور لنا عددًا من الأسلحة، مثل: الدروع، والتروس، والسيوف، والخناجر، وأغطية الرأس، والرماح، والسهام، والنبال. كما أن سكان المنطقة قد بلغوا منـزلة رفيعة في صناعة الأسلحة، ومن المرجح أيضًا أن صناعة أدوات الزراعة وأدوات الاستعمال اليومي كانت مزدهرة في المنطقة