النفاق والمنافقون

الكاتب: المدير -
النفاق والمنافقون
"النفاق والمنافقون





الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

إنّ من المؤكد المعلوم أن النفاق من أسوأ الصفات التي يتصّف بها الإنسان، ويتخلّق بها العبد، لكون المتّصف بها يْظهر للناس خلاف ما يبطن، فيُظهر الإيمان ويُبطن الكفر، ويُظهر الموالاة ويُبطن المعاداة، وهذا في جانب النفاق الأكبر، وهو النفاق الاعتقاديّ، وأما في جانب النفاق الأصغر: وهو النفاق العملي، فيْظهر للناس خلاف ما يبطن من كذب في الحديث، واخلاف للوعد، وغدر عند العهد، وفجور عند الخصومة، وخيانة عند الائتمان، ولهذا جعل الله تبارك وتعالى المنافقين شرًّا من الكافرين، وأنّ المنافقين في أسفل منازل النار يوم القيامة، ولن تجد لهم ناصرًا يدفع عنهم سوء هذا المصير، لقوله تعالى: ? إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ? [النساء:145].

 

ولعظيم شناعة وسوء النفاق والمنافقين سيجمع الله تبارك وتعالى المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويضمرون الكفر مع الكافرين في نار جهنم يوم القيامة جميعًا، كما اجتمعوا على الكفر وموالاة بعضهم بعضًا، قال الله تعالى: ? إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ? [النساء:140].

 

ولقد حذّر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم من جدال المنافقين، فعن عمران بن الحصين رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: «أخوفُ ما أخافُ عليكم جِدالُ المُنافِقِ عليمِ اللِّسانِ»؛ «صحيح ابن حبان/??».

 

ولقد وعد الله تعالى المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم والخلود فيها، واللعنة والطرد من رحمته سبحانه وتعالى، لشناعة ما هم عليه.

 

قال الله تعالى: ? وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ? [التوبة: 68].

 

أي: وعد الله تعالى المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم والخلود فيها، واللعنة والطرد من رحمته، وهي كافيتهم؛ عقابًا على كفرهم بالله العلي الأعلى، ولاجتماعهم في الدنيا على الكفر، والمعاداة للّه تعالى ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم، والكفر بآياته‏، والعياذ بالله تعالى.

 

ولقد بُشّر المنافقون بالعذاب الموجع الأليم، لما اتصفوا به، وكانوا عليه.

 

قال الله تعالى: ? بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ? [النساء: 138]؛ أي: بَشِّر أيها الرسول المنافقين - وهم الذين يظهرون الإيمان والإسلام ويبطنون الشرك والكفر- بأن لهم عذابًا موجعًا، وذلك بسبب محبتهم للكفار وموالاتهم ونصرتهم، وتركهم لموالاة المؤمنين، والبشارة تستعمل في الخير، وتستعمل في الشر بقيد كما في هذه الآية.

 

معنى النفاق لغةً واصطلاحًا:

النفاق لغةً: نسبةً إلى النفق وهو السرب في الأرض، لأن المنافق يستر كفره ويغيبه، فتشبه بالذي يدخل النفق يستتر فيه.

 

وقيل: سمي به من نافقاء اليربوع، فإن اليربوع له جحر يقال له: النافقاء، وآخر يقال له: القاصعاء، فإذا طلب من القاصعاء قصع فخرج من النافقاء، كذا المنافق يخرج من الإيمان من غير الوجه الذي يدخل فيه، فيكون ظاهره الإيمان وباطنه الكفر.

 

«مادة (نفق)، لسان العرب، 10/ 358، وتاج العروس، 13/463، معجم مقاييس اللغة، 5/454، ومفردات القرآن، ص819، شرح السنة النبوية، للبغوي،1/71، 72».

 

النفاق اصطلاحًا: هو إِظْهارُ المرء خِلافَ ما هو عليه، وخِلافَ ما يُبْطِن، أو كَتْمُه خِلافَ ما يُظْهِر.

 

وقيل: هو القول باللسان أو الفعل بخلاف ما في القلب من القول والاعتقاد. «عارضة الأحوذي، 10/9».

 

أقسام النفاق:

ينقسم النفاق إلى قسمين:

أولًا: النفاق الأكبر:وهو النفاق الاعتقاديّ، وهو مخرج من الملة، وهو: إظهار الإيمان وإبطان الكفر، وصاحبه مُخلَّدٌ في الدرك الأسفل من النار، لأنه ليس من الموحّدين - والعياذ بالله تعالى - كالذي حصل في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأشار الله تعالى إليه في قوله سبحانه: ? وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ? [البقرة: 8]. فهؤلاء يظهرون أنهم مسلمون: فيصلون مع الناس، وربما يتصدقون، ويذكرون الله جل وعلا، ولكنهم لا يذكرون الله تعالى إلا قليلًا، ويقرّون بالرسالة ولكنهم كاذبون، يقول الله تبارك وتعالى فيهم: ? إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ? [المنافقون: 1، 2].

 

ثانيًا: النفاق الأصغر:وهو النفاق العمليّ الذي لا يُخرج من الملة ولا يْخرج من الإيمان، وهو مذمومٌ أشدَّ الذمِّ، وهو التَّشبُّهُ بالمنافقين في أخلاقهم، وهذا النوع لا يُخرجُ صاحبه عن الإيمان، إلَّا أنَّه كبيرةٌ من الكبائر، وصاحبُه مُوحِّدٌ غيرُ مُخلَّدٍ في النار، مثل ما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ »؛ «صحيح البخاري/2749».

 

ولقد ورد لفظ المنافقين في أكثر من موضع من كتاب الله تبارك وتعالى، حتى سُميّت سورة في القرآن الكريم بهذا الاسم بلفظ صريح منطوق به، وهي «سورة المنافقون»، وصُدّرت بقوله تعالى: ? إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ? [المنافقون: 1]. وسُميّت سورة المنافقون بهذا الاسم؛ لكونها ذكرت المنافقين وصفاتهم وبعضًا من أقوالهم، وموقفهم من رسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ومن المؤمنين، وأظهرت هذه السورة كذلك مخازي وعيوب المنافقين؛ بذكر صفاتهم الذميمة ودسائسهم، وتآمرِهم على الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله تعالى عنهم، وبيان قبح سرائرهم، وذكر بعض مقالاتهم الشَّنيعة في حقِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء في السورة كذلك تحذير النبي صلى الله عليه وسلم عند حضور المنافقين لمجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم يقولوا بألسنتهم: نشهد إنك لرسول الله، والله يعلم إنك لرسول الله، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون فيما أظهروه من شهادتهم لك، وحلفوا عليه بألسنتهم، وأضمروا الكفر به، والعياذ بالله تعالى.

 

ومن صفات المنافقين كونهم يخافون أن تنزل فيهم سورة تخبرهم بما يضمرونه ويخفونه في قلوبهم ونفوسهم، قال الله تعالى: ? يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ ? [التوبة: 64]، إذًا فيخاف المنافقون أن تنزل في شأنهم سورة تخبرهم بما يضمرونه ويخفونه في قلوبهم من الكفر، وتبين أسرارهم وتفضحهم، حتى تكون علانية لعباده، ويكونوا عبرة للمعتبرين، وقيل: إن الله أنزل هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن المنافقين كانوا إذا عابوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكروا شيئًا من أمره وأمر المسلمين، قالوا: لعل الله لا يفشي سِرَّنا! ، فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: قل لهم:? اسْتَهْزِئُوا ?، متهددًا لهم متوعدًا، فالله جل وعلا مُخرج حقيقة ما تحذرون، وقد وفَّى تعالى بوعده، فأنزل هذه السورة التي بينتهم، وفضحتهم، وهتكت أستارهم‏، ولم يعين ربنا جل وعلا أشخاصهم:‏

الأول:‏ أن اللّه تعالى سِتِّيرٌ يحب الستر على عباده.

 

والثاني:‏ أن الذم على من اتصف بذلك الوصف من المنافقين، الذين توجه إليهم الخطاب وغيرهم إلى يوم القيامة، فكان ذكر الوصف أعم وأنسب، حتى يخافوا غاية الخوف.

 

ولو شاء الله تعالى لأطلع نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم على أشخاص المنافقين، ولكنه أخفاده بحكمته جل وعلا، قال الله تعالى: ? وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ? [محمد: 30].

 

أي: لو نشاء -أيها النبي- لأريناك أشخاصهم، فلعرفتهم بعلامات ظاهرة فيهم، كالوسم في وجوههم، ولتعرفنَّهم فيما يبدو من أسلوب كلامهم الدال على مقاصدهم، وسيظهر ما في قلوبهم، ويتبين بفلتات ألسنتهم، فإن الألسن مغارف القلوب، يظهر منها ما في القلوب من الخير والشر، والله تعالى يعلم أعمالكم فلا تخفى عليه سبحانه وتعالى أعمال من أطاعه ولا أعمال من عصاه، وسيجازي كُلًّا بما يستحق، بعدله وفضله سبحانه جلت قدرته.

 

ومن الصفات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم للمنافقين، الخداع والمخادعة، والمكر البالغ، والعدوان على الناس، والفتور والكسل عند قيامهم للصلاة، وتأديتها رياءً وسمعةً، وكذلك قلّة ذكرهم لله تبارك وتعالى، والتردد والحَيْرة والاضطراب، فهم لا يستقرون على حال، فلا هم مع المؤمنين في طريق الهداية واليقين، ولا هم مع الكافرين، نسأل الله جل وعلا السلامة والعفو والعافية.

 

قال الله تعالى: ? إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ ? [النساء: 142، 143].

 

ولقد وردت خصال وصفات المنافقين في السنة الصحيحة كذلك، ومن هذه الأحاديث، حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ » «صحيح البخاري/2749».

 

ومعنى قوله: «آيةُ المُنافِقِ ثلاث» أي: علامة وصفة النفاق العملي، والتي فيها مشابهة المنافقين في أقوالهم وأعمالهم وتصرفاتهم وأخلاقهم أحد هذه الخصال الثلاث.

 

وعن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه، أنّ النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: « أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ » «أخرجه البخاري (2459) واللفظ له، ومسلم (58)».

 

وفي رواية عن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أَرْبَعُ خِلالٍ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنافِقًا خالِصًا: مَن إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا عاهَدَ غَدَرَ، وإذا خاصَمَ فَجَرَ، ومَن كانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفاقِ حتَّى يَدَعَها » «أخرجه البخاري (3178) واللفظ له، ومسلم (58)».

 

والمراد من هذه الأحاديث الصحيحة، هو التحذير من قبيح هذه الأخلاق وسيِّئِها، لكونها من صفات المنافقين، ومن وافقها فهو شبيه بالمنافقين، ومتخلّق بأخلاقهم، ومتّصف بصفاتهم، ومن وُجِد فيه بعضها حصل عنده من النفاق بقدر ما وُجد فيه من هذه الصفات وتلك الخصال، حتى يتركها ويقلع عنها، وليس المراد والمقصود هو النفاق الأكبر الذي يكون صاحبه في الدرك الأسفل من النار، -والعياذ بالله تعالى-، وإنما المراد النفاق العملي، لأن معنى النفاق في اللغة إظهار المرء خلاف ما يبطن، وهذا المعنى موجود في هذه الخصال المذكورة في الأحاديث الوارد ذكرها، من كذب في الحديث، واخلاف للوعد، ومن غدر عند العهد، ومن فجور عند الخصومة، وخيانة عند الائتمان، ومن المعلوم أن النفاق من أسوأ الصفات التي تكون في الإنسان ويتّصف بها، لكونه يظهر للناس خلاف ما يبطن، وهذه الصفات والخصال، هي:

الخَصلةُ الأولى: «وإذا ائتُمِنَ خان» أي: أن يشتهر المنافق بالخيانة بين النَّاس، وأصلُ الخيانةِ النقصُ، أي: يَنقُص ما ائتُمِن عليه، فلم يَحفَظِ الأمانةَ وإنَّما ضيّعها وتصرف فيها بغير حق عن قصْدٍ وعمد.

 

والخَصلةُ الثَّانية: «إذا حدَّثَ كذَبَ» أي: أن يشتهر المنافق بالكذب في الحديث، حيث يقولُ في كلامه وما يُخبر به على خلاف ما هو عليه، وأصبح ذلك صِفةً مُلازِمةً له في كلِّ أو أكثر أقواله الصادرة عنه.

 

والخَصلةُ الثَّالثة: «إذا عاهد غدر» أي: أن يشتهر المنافق بالغدر إذا عاهد أحدًا، فلا يفِ بالعهد الَّذي عاهده عليه الناس، وما ذاك إلا لضعف في إيمانه أو عدم إيمانه.

 

والخَصلةُ الرَّابعة: «إذا خاصم فجر» أي: أن يشتهر المنافق بالفجورُ والظلم في الخصومة، ويخرجَ عن الحقِّ قصدًا وعمدًا، حتَّى يصيرَ عنده الحقُّ باطلًا، والباطلُ حقًّا، ومن فجوره التوسع في المعصية والكذب، والمعاداة والعدوان والخصومة، وما ذاك إلا لعدم إيمانه أو لضعف في إيمانه.

 

والخَصلةُ الخامسة: «وإذا وعَدَ أخلَفَ» أي: وإذا أعْطَى غيرَه وعدًا لم يُوفِه له؛ وهو على نَوعينِ؛ أحدُهما: أنْ يَعِدَ ومِن نيِّتِه ألَّا يفيَ بوعدِه، وهذا شَرُّ الخُلفِ، والثاني: أنْ يَعِدَ ومِن ومِن نيِّتِه أن يَفيَ، ثُمَّ يَتغيَّرَ فيُخلِفَ مِن غيرِ عُذرٍ له في الخُلفِ.

 

ومما ينبغي أن يُعلم أن هذه الخصال الوارد ذكرها في الحديث تعود وترجع إلى أصل واحد، وهو النفاق الذي يُباينه الصدق، ويُزايله الوفاء، وتُنافيه الأمانة.

 

هذا ما تيسر ايراده، نسأل الله جل وعلا أن ينفع به، وأن يكون لوجهه الكريم خالصًا، ونعوذ بالله العلي الأعلى من النفاق والمنافقين، والحمد لله ربّ العالمين.

 

المصادر والمراجع:

1- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للإمام محمد بن جرير الطبري.

2- الجامع لأحكام القرآن، للإمام محمد بن أحمد بن أبي بكر شمس الدين القرطبي.

3- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للعلامة عبدالرحمن السعدي.

4- التفسير الميسر، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

5- صحيح البخاري، للإمام محمد بن إسماعيل البخاري.

6- صحيح مسلم، للإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري.

7- عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي، للإمام أبي بكر بن العربي المالكي.

8- معجم لسان العرب، للإمام محمد بن مكرم أبو الفضل جمال الدين ابن منظور الأنصاري.

9- تاج العروس من جواهر القاموس، للعلامة مرتضى الزبيدي.

10- معجم مقاييس اللغة، للعلامة أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي.

11- الموسوعة الحديثية في الدرر السنية.

12- المفردات في غريب القرآن، للعلامة أبي القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني.

13- شرح السنة، للإمام أبي محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي.


"
شارك المقالة:
40 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook