يعد النقل الجوي من أفضل وسائل الترحال في المملكة وأنسبها، حيث تفصل بين مدنها المساحات الشاسعة؛ لذا فقد سخّرت الخطوط الجوية العربية السعودية شبكة كاملة من الخطوط الداخلية التي تصل كل مدن المملكة بعضها ببعض، ومنها مدينة أبها حيث يوجد فيها مطار إقليمي إضافة إلى مطار بيشة المحلي.

 

1 - الخطوط الجوية العربية السعودية:

 

كانت البداية في أوائل السبعينيات الهجرية وأوائل الخمسينيات الميلادية حيث قدم المهندس طيار عبدالسلام سرحان من مصلحة الطيران - آنذاك - إلى أبها للبحث عن موقع يصلح لأن يكون مطارًا لهبوط الطائرات، وقام بمساعدة أهل الخبرة في المنطقة بزيارة المواقع المقترحة وهي: منطقة شعار، ومنطقة أبوحدق بالمحالة، ومنطقة النقعان بحجلا (الموقع الحالي لمطار أبها الإقليمي) ومنطقة شرف شهران. وكانت المنطقة الأخيرة هي الأكثر مناسبة حسب تقديرات مندوب مصلحة الطيران وهي منطقة تبعد عن مدينة أبها نحو 45كم وحددت الموافقة من الجهات المعنية بعد عودة المندوب بأيام على اختيار الموقع في شرف شهران (بجوار قاعدة الملك خالد الجوية).

 

وقد أُنشئ مهبط ترابي وكانت أول رحلة للخطوط السعودية تهبط في الموقع من طائرات البربستول بتاريخ 10/2/1377هـ الموافق 4/9/1975م ودخلت بعدها طائرة الداكوتا.

 

وكانت مسؤولية خدمات المطار منوطة بقيادة المدرسة العسكرية بأبها التي كلفت أحد أفرادها بمهمة ترحيل الركاب والبريد الجوي، وعند ضم المدرسة العسكرية بأبها إلى المدرسة العسكرية بالطائف تم تكليف وكيل للقيام بخدمة الركاب ونقل البريد إلى المطار والقيام بعمل الحجز للركاب بمعدل 15- 20 راكبًا فقط كل أسبوع في رحلة كل يوم خميس تصل إلى أبها، طريقها هو جازان - أبها - بيشة - جدة، وكان الوكيل يتولى تجميع الركاب ونقلهم عبر الطريق الترابي للمطار الذي كانت صالته خيمة وفيها مكتب للوكيل. وقد تم إنشاء مبنيين من الصناديق الخشبية تابعين للمطار، أحدهما للوكيل والآخر للحراسات.

 

وقد يكون من المفيد تلخيص تطور الخطوط السعودية وخدماتها في المنطقة في نقاط يمكن متابعتها في الآتي:

 

 تمت ترسية تطور المطار على شركة بن لادن وتم الانتهاء منه في نهاية عام 1382هـ/1962م وتمت كذلك سفلتة المدرج الترابي.

 

 تم تكليف أحد منسوبي الخطوط السعودية للقيام بمهمات الوكيل في العام 1382هـ/1962م في المنطقة.

 

 تم تعيين مدير لفرع الخطوط السعودية بأبها في العام 1383هـ/1963م في موقع صغير بجوار الإمارة سابقًا. 

 

 انتقل مكتب الخطوط السعودية عام 1385هـ/1965م إلى مبنى مستأجر في موقع فندق أبها الحالي.

 

 في عام 1389هـ/1969م زادت أعداد المسافرين إلى نحو 8 آلاف راكب بسبب إدخال طائرة من نوع جديد وهي طراز دي سي 9 وإنشاء قسم لصيانة الطائرات والبدء في ذلك بالمطار الحالي قبل توسعته.

 

 في عام 1389هـ/1969م استمرت العمليات التشغيلية في المطار المدني الأول في موقع القاعدة الجوية الحالية مع استمرار أعمال القوات الجوية بشكل مندمج.

 

 في عام 1390هـ/1970م كان هناك مكتب واحد فقط للحجز والتذاكر لخدمة القطاعات جميعها في منطقة عسير.

 

 في عام 1391هـ/1971م تمت زيادة عدد الرحلات الأسبوعية إلى نحو 5 رحلات منها 3 رحلات إلى الرياض ورحلتان إلى جدة.

 

 في عام 1392هـ/1972م افتتح أول مكتب للحجز والمبيعات بخميس مشيط في مبنى مؤجر.

 

 في شهر شعبان 1392هـ/1972م وصلت أول رحلة بالشعار الجديد في ذلك الوقت باللونين الأخضر والأسود المفصولين بشعار ذهبي إلى اللونين الأخضر والأزرق بدرجتيهما من اللونين: الفاتح والغامق.

 

 في عام 1393هـ/1973م أضيفت طائرات البوينج 737 وشهد العام نفسه بدء ترتيب سفر المدرسين من أبها إلى جدة ومن ثَمَّ إلى دولهم.

 

 في عام 1394هـ/1974م استقلت الخطوط السعودية بعملياتها بوساطة مدرج وصالات مستقلة من الناحية الشمالية للمطار.

 

 في عام 1395هـ/1975م تجاوز عدد الركاب المنقولين من أبها المئة ألف ليصل إلى 106572 راكبًا وقد كان ذلك لإضافة 3 طائرات ترايستار و 7 طائرات بوينج 737 لأسطول السعودية واستخدامها لأبها.

 

 في عام 1398هـ/1978م تم تحويل عمليات طائرات الخطوط السعودية جميعها للعمل في مطار أبها الحالي في مدينة سلطان في حجلا.

 

 تجاوزت أعداد الركاب المنقولين سقف الثلاثمئة ألف راكب في العام 1399هـ/1979م وبلغ العدد 306 آلاف راكب.

 

 تم الانتقال من المبنى المستأجر للسعودية في أبها في العام 1402هـ/1982م إلى مبنى الخطوط السعودية في المجمع الحكومي بأبها.

 

 شهد العام 1404هـ/1984م وصول طائرات الإيرباص إلى أبها.

 

 شهد العام 1408هـ/1988م إصلاح المدرجات.

 

 في عام 1399هـ/1979م تم افتتاح عدد من مكاتب السعودية ومنها مكتب في مدينة الملك فيصل العسكرية وآخر في قاعدة الملك خالد الجوية، ولا يزال هذان المكتبان يعملان. وفي العام 1403هـ/1983م تم افتتاح مكتب للسعودية في مستشفى القوات المسلحة في المنطقة الجنوبية وحولت خدماته عام 1411هـ/1990م إلى مكتب مدينة الملك فيصل العسكرية.

 

 بلغ الشحن الجوي الوارد والصادر عام 1403هـ/1983م أكثر من 4 ملايين كيلو جرام في الوارد ومليون كيلو جرام في الصادر.

 

 تم افتتاح مكتب للخطوط السعودية بالشركة السعودية الموحدة للكهرباء في العام 1405هـ/1985م وتم إقفاله في العام 1416هـ/1995م.

 

 في عام 1408هـ/1988م تم افتتاح مكتب الخطوط السعودية في شركة الفضاء البريطانية.

 

 في عام 1413هـ/1992م تم البدء في إنشاء مبنى جديد للخطوط السعودية في خميس مشيط  وقد تم الانتهاء منه في العام 1414هـ/1993م ويقع في شباعة.

 

 تم افتتاح المبنى الجديد لمكاتب الخطوط السعودية في أبها في أرض المجمع الحكومي مقابل سوق الثلاثاء بتاريخ 15/12 1417هـ الموافق 1996م برعاية الأمير سلطان بن عبدالعزيز.

 

 انتقل مكتب الخطوط السعودية بخميس مشيط إلى مبانٍ مستأجرة إلى أن تم افتتاح المكتب الحالي في عام 1420هـ/2000م وهو يقع على الشارع الرئيس في المدينة.

 

 تطورت الوكالات السياحية في المنطقة، ففي العام 1398هـ/1978م تم افتتاح وكالة سفر واحدة في خميس مشيط وازداد العدد في عام 1402هـ/1982م إلى 4 وكالات، وفي عام 1407هـ/1987م وصل إلى 9 وكالات وفي عام 1410هـ/1989م إلى 13 وكالة رئيسة وفرعية وعام 1415هـ/1994م إلى عام 1417هـ/1996م إلى 35 وكالة رئيسة وفرعية شملت جميع المحافظات والمراكز في منطقة عسير، حيث انتشرت خدمات وكالات السفر لتغطي المحافظات والمراكز التالية: سراة عبيدة، وأحد رفيدة والواديين، وبللسمر والنماص، ومحايل وتثليث، ووادي ابن هشبل.

 

وتمثل مكاتب وكالات السفر في المنطقة حاليًا ما مجموعه 7 مكاتب رئيسة و 17 مكتبًا فرعيًا وإجمالي الوكالات العاملة في المنطقة 24 مكتبًا تغطي المدن الرئيسة جميعها في المنطقة بالإضافة إلى المحافظات والمراكز وقد تم تجهيزها بأجهزة الحاسب الآلي الحديثة المرتبطة مع الخطوط السعودية.

 

 

2 - مطار أبها الإقليمي:  

 

يقع مطار أبها الإقليمي على مقربة من مدينة أبها بمنطقة عسير على بُعد 15كم إلى الشرق من مدينة أبها، ويحتل المطار - بموقعه الحالي - موقعًا متوسطًا بين مدينتي أبها وخميس مشيط. ويخدم مطار أبها الحركة الجوية وحركة النقل الجوي في منطقة عسير والمنطقة الجنوبية عمومًا حيث يعد من أكبر المطارات في المنطقة.

 

وقد أُنشئ مطار أبها في موقعه على أرض تبلغ مساحتها 3.547.000م  ، وتم افتتاح المطار في 15/12/1397هـ الموافق 1977م ويحتوي هذا المطار على: صالات القدوم، وصالات المغادرة، وصالات الشحن الجوي والصالات الملكية، ومبانٍ لمحطات المياه والكهرباء، وكذلك مبنى لبرج المراقبة الجوية، ومبنى آخر للأرصاد الجوية، وغيرها من الخدمات والمرافق والأنظمة وساحات وقوف الطائرات والمدارج والأجهزة الملاحية اللازمة.

 

وقد شهد المطار عددًا من التوسعات والتطويرات كان آخرها التوسعة التي تمت في عام 1411هـ/1990م وشملت المدارج والساحات والصالات والمرافق المساندة. وبعد هذه التوسعة أصبح المطار يستقبل الطائرات العملاقة، مثل: الجامبو 747 والترايستار والإيرباص وغيرها، وزادت بذلك إمكانات المطار لاستيعاب حركة النمو والتطور اللذين شهدتهما المنطقة وبخاصة بعد نجاح أعمال التنشيط السياحي لمنطقة عسير وزيادة حركة الاصطياف للمنطقة. وتستوعب ساحة وقوف الطائرات - البالغة مساحتها 46.230م  - 5 طائرات ضخمة في آنٍ واحد. ويضم مطار أبها الإقليمي عددًا من المرافق، مثل: الصالة الملكية، وصالة كبار الشخصيات، وصالتي القدوم والمغادرة، ومباني الشحن والصيانة والإطفاء والإنقاذ، وبرج المراقبة، ومحطات للكهرباء والطاقة وتحلية المياه والصرف الصحي، إلى جانب المكاتب الإدارية لرئاسة الطيران المدني والخطوط السعودية، والإدارات العاملة بالمطار، إضافة إلى المحال التجارية. ويوجد في المطار مكتب بريد وصالة شحن جوي حيث تشحن الفاكهة المحلية التي توزع بوساطة ناقلات مبردة في أنحاء المملكة كلها، ويخدم المطار سكان المنطقة البالغ عددهم 700 ألف نسمة و 65 مدينة وقرية. وقد شهدت الصالة أعمال ترميم وتجديد وتوسعة أدت إلى إضافة المزيد من الطاقة الاستيعابية، إضافة إلى إنشاء مدرج آخر يساعد في العمليات الجوية خلال تغير اتجاه الرياح، وكذلك فصل الصالة الدولية عن الصالة الداخلية.

 

كما أن بروز منطقة عسير - بوصفها مصيفًا لكثيرين من داخل المملكة وخارجها؛ وبخاصة دول الخليج العربي - دفع رئاسة الطيران المدني ممثلة في إدارة المطار إلى عمل دراسة لتنفيذ توسعة شاملة للمطار والمدارج والساحات والصالات والمرافق؛ ويعد هذا المشروع استجابة لكثافة حركة النقل الجوي وحركة السفر والسياحة والاصطياف وتطورها، إضافة إلى حركة العمران والتنمية في المنطقة في كل المجالات وضرورة رفع مستوى الخدمات والمرافق في المنطقة لمواكبة هذه التطورات.

 

ويبين (جدول 18) إجمالي حركة الشحن الجوي والبريد في مطار أبها الوصول والمغادرة خلال الفترة 1417 - 1426هـ 1997 - 2006م (بالأطنان).

 

أما (جدول 19) فيبين إجمالي حركة المسافرين في مطار أبها الوصول والمغادرة خلال الفترة 1417 - 1426هـ 1997 - 2006م (بالآلاف)

 

3 - مطار بيشة المحلي:  

 

يعود تاريخ مطار مدينة بيشة إلى أول رحلة تهبط في المنطقة الجنوبية، وكان ذلك في نهاية عام 1373هـ/1954م حينما أرسل الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - برقيته رقم 310945 بتاريخ 2/11/1373هـ الموافق 1954م الموجهة إلى أمير بيشة يستفسر فيها عن وجود أرض تصلح لأن تكون مطارًا ومهبطًا لطائرته عند زيارته لبيشة، وتمت المراسلات وإيجاد الموقع ومن ثَمَّ تم إرسال طائرة داكوتا - بوصفها رحلة تجريبية - هبطت في المهبط الترابي قرب الجبل، وقدِم بعدها الملك سعود ومرافقوه في 3 طائرات داكوتا وهبطت في شهر ذي القعدة من العام 1373هـ/1954م وتبعها في نهاية الزيارة الملكية أمر بتسيير رحلات إلى بيشة وتم ذلك في العام 1374هـ/1955م عندما عين وكيل للخطوط السعودية في بيشة وبدأ العمل برحلة واحدة في الأسبوع كان خط سيرها جدة - الطائف - تربة - بيشة - خميس مشيط - نجران - الرياض، وزادت رحلة ثانية في الأسبوع بعد ذلك بفترة وجيزة وبعكس خط السير ومن ثَمَّ تواصلت زيادة عدد الرحلات تباعًا.

 

أما تاريخ إنشاء مطار بيشة المحلي في صورته الحديثة فيرجع إلى نهاية عام 1384هـ/1964م، ففي ذلك العام انتهى العمل من إنشاء مبنى مصغر للمطار ومدرج واحد، واستمر العمل في هذه المباني حتى نهاية عام 1384هـ/1964م. وفي شهر محرم عام 1399هـ/1979م تم الانتقال إلى مباني المطار الجديدة. يبعد المطار بنحو 50م عن حزام مدينة بيشة وتبلغ مساحته نحو 46.327.502م  ويرتفع 3.829 قدمًا عن سطح البحر، ويخدم المطار منطقة بيشة البالغ عدد سكانها حوالي 300.000 نسمة، كما يسهم في خدمة قراها المتناثرة التي يبلغ عددها 240 قرية. ويخدم أيضًا مدينة سبت العلايا وقراها، بلاد شمران وقراها، مدينة رنية - بلاد سبيع وقراها، وتثليث - وقراها، وقرى شهران وبني عمر. ويحتوي المطار على مدرجين: الأول بطول3.050م وعرضه 60م، أما الآخر فهو بطول 3.050م وعرض 40م. وهذان المدرجان مجهزان لاستقبال الطائرات النفاثة من طراز بوينج 707 وبوينج 737 والترايستار 110 وتتسع الساحة لوقوف 3 طائرات من طراز بوينج 737. ويحتوي المطار على صالة ملكية وصالة لكبار الشخصيات وصالة للسفر تتسع لـ 200 راكب وصالة للقدوم. كذلك يوجد مبنى خاص بوحدة الإطفاء مجهز بكل الأجهزة الفنية والقوى البشرية، ومبنى مصغر لمحطة الأرصاد ومبنى آخر للشرطة الجوية، وفيه مكاتب وصالة للجلوس ومكان للأفراد يتسع لـ 100 شخص. كذلك يوجد مبنى خاص لسكن أفراد وحدة الإطفاء، وصالة كبيرة للانتظار وصالة طعام و 10 غرف للنوم تتسع لـ 30 شخصًا. ويوجد أيضًا مبنى خاص بالخطوط السعودية وقسم للشحن الجوي. كما يوجد مبنى لمحطة الكهرباء وقسم للصيانة والتشغيل يشتمل على مكاتب ومستودعات وورش للصيانة والمعدات.

 

ونتيجة للرغبة في تطوير المطار ومدرجاته لاستيعاب طائرات أكبر وخدمة احتياجات المنطقة وسكانها، فإنه تم تطوير المطار أيضًا حيث شمل جوانب عدة، مثل: تطوير المباني حيث صارت تستوعب أكثر من 400 مسافر بدلاً من 200 مسافر، وأيضًا إنشاء مبنى مستقل للشحن والبريد ومبنى لإدارة المطار، وإنشاء مدرج جديد وممر موازٍ، وتوسيع المرافق المساندة وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي وغيرها  

 

أما (جدول 20) فيبين إجمالي حركة المسافرين في مطار بيشة الوصول والمغادرة خلال الفترة 1417 - 1426هـ 1997 - 2006م (بالآلاف).

 

ويبين (جدول 21) إجمالي حركة الشحن الجوي والبريد في مطار بيشة الوصول والمغادرة خلال الفترة 1417 - 1426هـ 1997 - 2006م (بالأطنان).