النقل في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
النقل في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

النقل في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية.

 
1 - لمحة تاريخية:
 
يعد قطاع النقل (عصب التطور) الذي تعيشه المملكة في كل القطاعات الاقتصادية، فقد كانت الدروب الصحراوية هي الطرق السائدة في المملكة قبل تطورها الحديث، وكانت تسير فيها قوافل الإبل، حيث تقطع هذه الدروب في مدة طويلة بالنسبة إلى ما نحن عليه الآن، فتستغرق في رحلاتها فترة من الزمن إلى مناطق داخل الجزيرة العربية أو خارجها. ولما ظهرت السيارة في الجزيرة العربية بعد منتصف القرن الرابع عشر الهجري / العشرين الميلادي وبدأ السكان يكثرون من استخدامها في سفرهم عبر تلك الدروب الصحراوية، عانوا أيضًا من صعوبات تواجههم أثناء السفر، ولكنها قربت المسافات أكثر مما كانت عليه أيام قوافل الإبل 
 
وفي ظل دعم حكومة المملكة مشروعات الطرق والنقل، فقد أسهم هذا القطاع في دعم جهود الدولة لتنمية قطاعات التنمية الأخرى، مثل: الصناعة والزراعة والتجارة وغيرها. وتتضمن تلك الجهود إسهام قطاع النقل في الأنشطة المختصة بنقل الركاب والبضائع جميعها، عبر الطرق، والسكك الحديدية، والنقل الجوي، والنقل بخطوط الأنابيب  .  وتتضح أهمية النقل من الناحية الاقتصادية في مساعدته على ربط مناطق الإنتاج بمناطق الاستهلاك، وفي تأمين انتقال الأفراد، ونقل المواد الخام والبضائع من مناطق الاستثمار وإليها، كما أنه يعد عاملاً مساعدًا في استغلال الموارد الطبيعية. كما أنه لا يمكن إغفال أهمية النقل للموارد البشرية للانتقال بين فرص العمل المتاحة، ومن ثَمَّ جعل سوق العمل أكثر منافسة. ويمكن القول: إن قطاع النقل يُوجد فرص عمل لعدد كبير من السكان سواء في مجال النقل أو في المجالات الأخرى المرتبطة به. ويعد تطور النقل ذا أثر كبير في تكلفة المنتج النهائية حيث تعد تكلفة النقل من أهم العناصر المؤثرة في السعر للمستهلك.
 
2 - التطورات في قطاع النقل:
 
أسهمت وسائل النقل والمواصلات في الإسراع بالتنمية الاقتصادية في المملكة عمومًا ومنطقة القصيم خصوصًا، ولا سيما أن هذا القطاع كان يشكل عقبة في الماضي في وجه التقدم الاقتصادي والإنمائي؛ لذا أعطت الحكومة تلك المشروعات الأولوية، نظرًا لاتساع رقعة المملكة، حيث يعد إنشاء شبكة متكاملة للنقل البري والجوي في منطقة القصيم أحد المعالم البارزة للمنجزات التنموية التي حققتها المملكة، علاوة على كونها أداة مهمة لتوسيع الطاقة الاستيعابية للاقتصاد في المنطقة، كما تساعد على فتح أسواق جديدة للمنتجين في المناطق المختلفة من خلال ربطها بشبكات النقل مع المراكز السكانية. والواقع أن شبكة النقل لم تكن سابقًا في وضع يمكنها من مجاراة السرعة التي تسير بها التنمية الاقتصادية في المملكة. ولكن نتيجة للاستثمارات الضخمة في مشروعات التجهيزات الأساسية، فإن المملكة عمومًا ومنطقة القصيم خصوصًا تتمتع الآن بشبكة نقل حديثة وسريعة، حيث بلغ إجمالي الطرق المعبدة في المنطقة حتى نهاية 1422هـ / 2001م نحو 3330.691كم طوليًا.
 
3 - الجهات ذات العلاقة بقطاع النقل:
 
أ) إدارة الطرق والنقل:
 
وهي المسؤولة عن التخطيط والإشراف على قطاع النقل البري والتنسيق بين وسائله المختلفة، وإصدار التراخيص المختصة بنشاط النقل.
 
ب) الأمانات والبلديات:
 
وهي المعنية بالتخطيط والإشراف على تنفيذ شبكة الطرق داخل المدن والقرى بالمنطقة.
 
ج) رئاسة الطيران المدني:
 
وتتبع وزارة الدفاع والطيران، ويعد مطار القصيم الإقليمي أحد فروع الرئاسة ويعنى بشؤون الطيران المدني.
 
4 - المؤسسات الاقتصادية العاملة في القطاع:
 
أ) الشركة السعودية للنقل الجماعي (سابتكو):
 
تعد شركة النقل الجماعي الناقل الأول في قطاع المواصلات البرية في المملكة، ومنذ تأسيسها تؤدي الشركة دورًا رئيسًا في خدمات النقل الداخلية في القصيم وخدمات النقل البرية بين منطقة القصيم وباقي مناطق المملكة، فضلاً عن العواصم الدولية المجاورة، كما تعد الناقل الرئيس خلال المواسم المهمة، مثل: الحج وشهر رمضان حيث تنقل الراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة.
 
ب) الخطوط الجوية العربية السعودية: 
 
انطلقت الخطوط الجوية العربية السعودية في عام 1364هـ / 1945م، وقد تمكنت خلال السنوات العشر الأولى من إنشائها من ربط جميع مناطق المملكة بعضها ببعض. وتحظى المنطقة بأهمية خاصة في جدول رحلات الخطوط السعودية نظرًا لتطور حركة المسافرين وحجم عمليات الطيران التجارية في مطار القصيم الإقليمي.
 
5 - النقل ودوره في اقتصاد المنطقة:
 
يمثل قطاع النقل أحد القطاعات الرئيسة التي تعتمد عليها عملية التنمية، حيث يسهم بتقديم خدماته لدعم جهود الدولة في تنمية القطاعات التنموية الأخرى: الزراعية والصناعية والتجارية وغيرها، من خلال مجموعة من شبكات النقل وفق الآتي:
 
أ) شبكة الطرق البرية: 
 
تتميز الطرق البرية في المنطقة بشبكة كبيرة من الطرق السريعـة التي تخدمها وتربط المدن والقرى بعضها ببعض، وكذلك بباقي مدن المملكة. كما أن مدن المنطـقـة الرئـيسـة (بريدة - عنيزة - الرس) ترتـبـط بعضها ببعض بشبكة من الطرق السريعـة الحديثـة التي سهلت عملية الانتقال بينها، ويسـرت حركـة النشـاط الزراعي والتجـاري والصنـاعـي بينها، وتم تطوير الشبكة الداخلية للطرق من ازدواجية وإنارة وتشجير للطرق الرئيسة التي تربط بين المدن، كما أنشئت الطرق الدائرية حول مدن المنطقة، كدائري بريدة الذي يبلغ طوله نحو 73كم، ويعد من معالم المنطقة، ويبلغ إجمالي أطوال الطرق القائمة والمسفلتة والمنارة والمشجرة نهاية عام 1425هـ / 2004م 1279.08كم و 3300.818كم طوليًا من الطرق المسفلتة فقط. فضلاً عن شبكة الطرق السريعة والحديثة التي تربط مدن المنطقة بمدن المناطق الأخرى في المملكة.
 
ويوضح (جدول 22) أطـوال الطـرق القائمة والتي تحت التنفيذ والمقترحة في نهاية عام 1425هـ / 2004م في مدن منطقة القصيم ومحافظاتها.
 
ب) المطارات:
 
تتبوأ المطارات عمومًا أهمية خاصة بوصفها النافذة الإعلامية للدولة، والرابط المحلـي والإقليمي والدولي بينها وبين مختلف المدن والدول، بالإضافة إلى ما يترتب على ذلك من الأ هميـة الاقتصاديـة والاجتماعيـة وغيرها. وقد حظيت منطقة القصيم بوجود مطار إقليمي أُنشئ في شهر رجب 1384هـ / 1964م، وهو مجهز بأحدث الأجهزة الحديثة ومهيأ لاستقبال جميع أنواع الطائرات التي تستخدمها المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية. وقد أسهم مطار القصيم في إنعاش المنطقة اقتصاديًا، حيث يشهد حركـة دائبـة في تنقل المسافـرين، من المنطقة وإليها، ويبين (جدول 23) إجمالي حركة المسافرين في مطار القصيم الوصول والمغادرة خلال الفترة 1417 - 1426هـ / 1997 - 2006م.
 
كما يسهم مطار القصيم الإقليمي في إنعاش الحركة التجارية في المنطقة من خلال تصدير بعض سلع المنطقة لمختلف مدن المملكة، وكذلك خارج المملكة، ويوضح (جدول 24) تطور عمليات الطيران التجارية في مطار القصيم الإقليمي  خلال الفترة 1417 - 1426هـ / 1997 - 2006م.
 
كما تتضح الأهمية الاقتصادية لمطار القصيم من خلال تتبع حركة الشحن الجوي في هذا المطار، ويبين (جدول 25) إجمالي حركة الشحن الجوي والبريد في مطار القصيم الوصول والمغادرة خلال الفترة 1417 - 1426هـ / 1997 - 2006م (بالأطنان).
 
شارك المقالة:
52 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook