النقوش والرسوم الصخرية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
النقوش والرسوم الصخرية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

النقوش والرسوم الصخرية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 

الكتابات

 
كشفت فرق مسح أثري عن وجود عدد كبير من النقوش العربية القديمة التي كتبت بخط عرب جنوب الجزيرة العربية في فترة ما قبل الإسلام   المعروف بالخط المسند وهو الخط الرسمي المستخدم في كتابات مجتمع جنوب الجزيرة العربية 
 
وقد كشف فريق من الباحثين   عن مواقع جديدة للنقوش في نواحٍ مختلفة من المنطقة، ولعل أبرز المواقع التي تكثر فيها النقوش: وادي تثليث،  ولا غرابة في ذلك، فتثليث - كما ذكر سابقًا - تقع على الطريق التجاري القديم، ولهذا كانت معبرًا لعدد من قوافل التجارة التي كان يدوّن أصحابها ذكرياتهم أينما حلوا، وحيثما ارتحلوا، كما كانت مسرحًا لعددٍ من قبائل البادية الذين سطروا على واجهات صخورها كل ما يعتريهم من الأفراح والأحزان. وقد ساعد أيضًا على كثرة النقوش في هذه المنطقة، طبيعة صخورها الملائمة للرسم والكتابة. ثم تأتي بيشة بعد تثليث من حيث كثافة النقوش التي تركزت حول مصادر المياه، والكهوف والأمكنة التي يتوافر فيها الظل حيث كانت تمثل محطات للقوافل التجارية، أو أمكنة لاستراحة الرعاة وسكان البادية. وإلى جانب الأجزاء الشرقية من عسير التي تعد الأبرز من حيث كثافة النقوش  والرسوم الصخرية، تكثر النقوش في المرتفعات خصوصًا في منطقة ظهران الجنوب وعلى امتداد فرع الطريق التجاري الذي كان يعبر هذه المرتفعات من الجنوب إلى الشمال والذي اشتهر بدرب الفيل. ومن المؤكد أن تعدد مسارات الطريق أو تغيرها من حين إلى آخر، إضافة إلى توافر موارد المياه، ووجود أمكنة الظل، وتوافر الصخور المناسبة للكتابة؛ قد أسهم بشكل كبير في توزع النقوش في أرجاء المنطقة. وتوجد النقوش كذلك على امتداد الطريق الساحلي ولا سيما النقوش التي تعود إلى العصر الإسلامي  
 
ومن الصعب حصر نقوش منطقة عسير وتصنيفها خصوصًا أن معظم هذه النقوش لم تدرس بعد، ومع ذلك فإنه يمكن القول بأن موضوعات النقوش تدور حول ما يأتي:
 
 النقوش التذكارية.
 
 نقوش التملك.
 
 النقوش الدينية.
 
 النقوش الحربية.
 
 نقوش المودة والمحبة.
 
 نقوش أخرى في موضوعات متعددة 
وتنقسم نقوش المنطقة من حيث الإطار العام إلى قسمين هما: النقوش القصيرة؛ وهي نقوش مقتضبة تمثل كتابات البادية أو ما يعرف بالخط الثمودي، ومثل هذا النوع من النقوش لا يسجل أحداثًا تاريخية، وإنما تدور موضوعاتها حول أحداث شخصية تمثل ذكريات وخواطر، أو تشير إلى ملكيات خاصة أو عامة، وبعضها الآخر هو كلمات تتضمن أسماء أعلام وأمكنة، وتظهر مثل هذه النقوش في العادة مصاحبة لرسوم الإبل ووسم القبائل.
 
أما القسم الثاني فهو نقوش ذات نصوص طويلة وتسجل في الغالب أحداثًا سياسية أو وقائع حربية وهي نادرة. ولعل أبرز هذه النقوش نقش الملك الحبشي أبرهة الذي دونه على المرتفعات القريبة من آبار مريغان شرق مدينة تثليث بعد انتصاره في الحملة التي شنها على قبيلتي معد وبني عامر من كندة. وقد أثار هذا النقش - منذ اكتشافه - اهتمامًا واسعًا بين الباحثين الغربيين من أمثال: كاسكل، وبيستون، وسدني سميث، وألثيم وشتيل، وكستر، وكونراد، كما تصدى الباحث العربي عبدالمنعم عبدالحليم سيد لبعض الدراسات الغربية المتطرفة حول تفسير هذا النقش  
 

الرسوم الصخرية

 
ذكرنا سابقًا أن منطقة عسير تأتي ضمن المناطق المهمة أثريًا في المملكة العربية السعودية من حيث كثافة الرسوم الصخرية، وتختلف منطقة عسير نفسها من محافظة إلى أخرى من حيث غناها وفقرها في مجال الرسوم الصخرية؛ ففي الوقت الذي تتميز فيه محافظات: بيشة، والنماص، وتثليث، وظهران الجنوب، من حيث ثراؤها في مجال هذا النوع من الفن، نجد أن النسبة تقل تدريجيًا في بقية محافظات المنطقة، وقد وضح ذلك من خلال المسح الأثري  .  وتشير هذه الرسوم إلى أن منطقة عسير كانت إحدى المناطق التي استوطنها الإنسان منذ آلاف السنين، وكانت الرسوم الصخرية أحد الأنشطة اليومية التي دَوَّن من خلالها بعضًا من المشاهد عن حياته اليومية عبر فترات زمنية متباينة، بدأت من العصر الحجري الحديث، وشكلت الرسوم الصخرية الآدمية والحيوانية والنباتية أحد أبرز تطوراته، واستمرت خلال العصور التاريخية حتى بداية العصر الإسلامي الذي يرى بعضهم أنه ربما اختفت فيه الرسوم التصويرية إلى حدٍّ كبير، في حين استمرت النقوش الكتابية  
شارك المقالة:
230 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook