فرضَ الله على المُسلِم في اليوم والليلة خمس فرائِض هي الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، وكل واحدةٍ من تلك الصلوات جاءت مَتبوعَةً بشيءٍ من السُّنَنِ التي تُؤدَّى معها في وقتها، بهدف ربط العبد بخالِقه مُباشَرةً في الشِّدة والرّخاء كما شَرعَ الله عزّ وجلّ بعضاً من النَّوافل التي تُؤدَّى في أوقاتٍ مخصوصة، حتى يبقى العبد على تواصلٍ دائمٍ بخالقه فلا يلجأ إلا إليه.
صلاةُ النَّافلة كالصَّلوات المفروضة تُؤدَّى بأركانها وشُروطها وسُنَنها، أما وَقتُها: فكلُّ وقتٍ من أوقات الليل والنَّهار يجوز للمسلم أن يُصلي فيه النافلة باستثناء أوقات الكراهة وسيأتي ذكرها لاحقاً، وتُصلى النَّافلة في النَّهار ركعتين ركعتين فقط، ويُكره أن تًصلى أربعاً بتسليمةٍ واحدة في النهار، أما في الليل فتُصلى ركعتين ركعتين أو أربعاً بتسليمةٍ واحدة أو ستاً أو ثماني أو أكثر من ذلك أو أقل، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمر قال: (صلاةُ اللَّيلِ والنَّهارِ مَثنَى مَثنَى، والوترُ رَكْعةٌ مِن آخرِ اللَّيلِ)، وإنما افترقت صلاة النَّهار عن صلاة الليل حتى لا تفوق صلاة النافلة في النهار صلاة الفرض في عدد الركعات؛ أما صلاة الليل فالأصل فيها القيام والتَّنفُّل فجاز أن تزيد عنها في عدد الرَّكعات، وأفضل الصَّلاة ما كانت ركعتين ركعتين في الليل والنهار، وذلك لفعله صلى الله عليه وسلم حيث روى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قال: قُلْتُ: (لَأَرْمُقَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ عليه الصلاة والسلام اللَّيْلَةَ فَتَوَسَّدْتُ عَتَبَتَهُ أَوْ فُسْطَاطَهُ (البيت من الشَعْر) فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ هُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ أَوْتَرَ، فَذَلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً).
أمّا عن كيفيتها التفصيلية: فهي صلاة كغيرها من الصّلوات يستفتحها المسلم بتكبيرة الإحرام، ثمّ دُعاء الاستفتاح، ثم قراءة سورة الفاتحة، وما تبع ذلك من ركوع وسجود وقيام وقراءة وتشهد وتسليم.
صلاة النّافلة: النوافل جمع نافلة، والنَّافلة لغةً: ما زاد على النَّصيب المقدَّر، أو الحق أو الفرض، أو ما يُعطيه الإمام للمجاهد زيادة عن سهمه، والنافلة أَعَمُّ من السُّنَّة، فهي تنقسم إلى: نوافل مُعَّينة، ومنها السُّنَنُ الرَّواتب وسيأتي ذكرها، وسنن مُطلَقَة ومثالها صلاة قيام الليل، وهناك تعريف آخر للنافلة هي: كل صلاةٍ غير الفرائض والسُّنن المؤكّدة، أي كلُّ صلاة غير الفرض، ويكون فعلها على سبيل التخيير لا على سبيل التَّكليف؛ فالمسلم يؤديها باختياره وبإرادته وليس لها وقتٌ مخصوصٌ كالفرائض والسُّنن المؤكّدة كصلاة العيدين وغيرهما. ومن الأمثلة على صلاة النافلة:
إن حُكم صلاة النافلة بين الجواز والاستحباب والسُّنية، بل إنها في بعض الأوقات تُصبح مكروهةً وذلك يرجع لسببين:
موسوعة موضوع