النية للصلاة

الكاتب: مروى قويدر -
النية للصلاة

النية للصلاة.

 

 

تعريف النيّة:

 

بيّن العلماء المقصود بالنيّة لغةً واصطلاحاً على النحو الآتي:

  • النيّة لغةً: مصدر نوَى يَنوِي، نِيَّةً، فهو ناوٍ، والمفعول منها مَنْوِيّ، والنيّة تأتي بمعنى القَصد والعَزم على فِعل الشيء، يُقال: نوَى على الأمر: أي قَصده وعَزم على فِعله، ونَوَاهُ بِخَيْرٍ: أي قَصَدَهُ بِهِ، وأَوْصَلَهُ إِلَيْهِ، ويُقال: نَوَاهُ اللهُ: أي حَفِظَهُ، ومثل ذلك قولهم: (نَوَاكَ اللَّهُ أَيُّهَا الْمُسَافِرُ) ونَوَى الْمُهَاجِرُ: تَحَوَّلَ مِنْ مَكَانه وابتعد، إذا بَعُدَ، ونَوَى الشيءَ: جَدَّ واجتهد في طلبه، وجمع نيَّة نيَّات، وتُجمع كذلك على نَوَايا.
  • النية اصطلاحاً: هي انبعاث القلب نحو ما يراه مُوافِقاً من جَلب نفعٍ، أو دَفع ضرٍّ حالاً، أو مآلاً وعرَّفها ابن نجيم صاحب كتاب الأشباه والنظائر بأنّها: قَصد فِعل الطاعة، وفِعل القُربة أو التَّقرب إلى الله تعالى من خلال إيجاد فِعل، وقِيل: هي الإرادة والقَصد المُنبعِث -المُتوجِّه- نحو أداء فعل؛ ابتغاء وجه الله -عزّ وجلّ-، وامتثالاً لأمره وحُكمه في ما أمر ونهى.

 

كيفية النيّة للصلاة:

 

سبقت الإشارة في الفقرة الأولى إلى أهميّة النيّة في العبادات إجمالاً؛ فالنيّة تُحدِّد نوع العبادة وطريقة أدائها، كما أنّها تُحدِّد القَصد منها، وفي ما يأتي بيان أهمية، وكيفيّة، وتأصيل النيّة في الصلاة على وجه التخصيص، وذلك من نواحٍ عدّة.

 

حقيقة النيّة في الصلاة

اختلف العلماء في حقيقة، وتأصيل، ومكان النيّة في الصلاة، كما اختلفوا في حقيقتها في سائر العبادات؛ فهل تُعتبَر النيّة رُكناً من أركان الصلاة، أم أنّها شَرطٌ من شروط صحّتها، وفي ما يأتي بيانُ أقوال العلماء في ذلك على وجه التحديد:

  • يرى جمهور الفقهاء أنَّ النيّة رُكنٌ من أركان الصلاة؛ لأنَّ الركن ما كان داخلاً في الشيء؛ والنيّة داخلة في الصلاة، فتكون رُكناً للصلاة لا شرطاً من شروطها؛ لأنّ الشرط ينبغي أن يتقدَّم على الشيء ثم يستمرَّ من خلاله، وهذا الأمر غير مُتوفِّر في النيّة.
  • يرى القاضي أبو الطيب وابن الصبّاغ أنَّ النيّة شرطٌ من شروط الصلاة وليست رُكناً لها؛ لأنّ الركن يحتاج إلى نيّة، فلو قلنا إنّها رُكن، لاحتاجت إلى نيّة تسبِقُها.

 

كيفيّة النيّة في الصلاة

لم يختلف الفقهاء في كيفيّة التلفُّظ بالنيّة لمن يريد أداء الصلاة مع اختلافهم في حقيقتها، فجميع الفقهاء بلا استثناء أجمعوا على أنَّ النية قَصد الطاعة كما سبق، والقَصد يتحقَّق بدون لفظ، وإنما اشتُرِط التلفُّظ في بعض العبادات استثناءً، ومع ذلك فقد ورد خلافٌ بين الفقهاء في بعض المسائل المُتعلِّقة بالنيّة، ولا مجال لذكرها وتفصيلها في هذا المقال؛ لطول الخَوض فيها، وفي ما يأتي بيان كيفيّة النيّة في الصلاة:


تكون نيّة الصلاة بأن يستشعرَ من يريد أداء الصلاة فِعلها بقلبٍ مُؤمِن، كما عليه أن يعتقدَ وجوب الصلاة، ثم ينوي أداءها في ذلك اليوم، ويُعيّنُ الصلاة التي أراد أداءها، وعدد ركعاتها، وإماماً أو مأموماً - مُقتدِياً -، أو مُنفرِداً، ثمّ ينتقل إلى تكبيرة الإحرام مُقارِناً بها النيّة، ويُشترَط أن يتوافرَ في نيّة الصلاة عدّة شروط، هي: إسلام المُصلِّي، وأن يكون مُميِّزاً وعالِماً بالفعل الذي نوى أداءه، كما يُشترَط عند الحنفيّة اتّصال النيّة بالصلاة بلا فاصل أجنبيّ قد يفصلُ بين النيّة وتكبيرة الإحرام، أمّا الفاصل فهو فِعل ما لا يليق بالصلاة من الأكل، أو الشُّرب، أو الكلام الخارج عن الصلاة، وغير ذلك، أمّا إذا كان الفاصل ممّا يليق بالصلاة كالوضوء، أو الذهاب في طريق المسجد، فليس في ذلك ضرر.


وقد اشترط الفُقَهاء في النيّة أن تكون في أوّل الصلاة، بحيث تقارن تكبيرة الإحرام من المأموم حقيقة أو حُكماً، فلو شرع المُصلِّي في أداء الصلاة بنيّة الانفراد مثلاً، ثم وجد إماماً مُجاوِراً له في أثناء أدائه للصلاة فنوى مُتابَعته، فإنّ صلاته لا تصحّ؛ لعدم تحقُّق نيّة الجماعة في ابتداء الصلاة، والعكس كذلك؛ فلا يجوز لمن كان يُصلّي مع إمام في جماعة أن يُفارقَه ويُتمَّ صلاته مُنفرِداً إلّا لضرورة، ومن الضرورات أن يُطيل الإمام الصلاة بحيث يُضرُّ به، وخالف الشافعيّة في ذلك؛ فأجازوا للمأموم مُفارَقة الإمام ولو بدون عذر، كما أجازوا للمُنفرِد أن ينويَ الجماعة أثناء الصلاة إن وجدَ من يأتمُّ به، إلّا أنّ ذلك مكروهٌ عندهم، أمّا صلاة الجُمعة والصلوات التي تُشترَط فيها الجماعات، فلا يجوز للمُنفرِد تغيير نيّته فيها؛ إذ يُشترَط لها نيّة الجماعة عند ابتداء الصلاة.

شارك المقالة:
61 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook