يُطلق مصطلح الهجرة النبوية على ذلك الحدث التاريخي الذي حصل في شهر محرم، حيث هاجر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من مكة إلى المدينة المنورة، لتكون هذه الهجرة سبيلاً لإنشاء الدولة الإسلامية، وبداية نشر الإسلام إلى أنحاء المعمورة، ودخول الناس فيه أفواجاً، وقد انتهت بتلك الهجرة النبويّة فصول المرحلة المكية التي كان لها طابعها الخاص، وبدأت مرحلة جديدة من مراحل السيرة النبويّة.
كان لحدث الهجرة النبويّة أسباب عديدة، يُذكر منها:
إن لحدث الهجرة النبوية دروساً كثيرةً، منها: إبراز أهمية التضحية في سبيل الدعوة، فقد ترك النبيّ الكريم أحب البلاد إليه، وهي مكة المكرمة من أجل الدعوة، كما لم يتسلّل اليأس إلى قلب النبيّ الكريم حينما تعرّض للأذى والصدّ من قومه، فما أثناه ذلك عن البحث عن أرضٍ صالحةٍ للدعوة، ومن دروس الهجرة حُسن الصحبة، وقد تجلّى ذلك المعنى بأبهى صوره في مصاحبة أبي بكر الصديق للنبيّ عليه الصلاة والسلام، كما كان للتخطيط المسبق دورٌ كبيرٌ في إنجاح الهجرة النبوية، فالراحلة تُجهّز وتُعلَف قبل أربعة أشهر من الهجرة، وعلي -رضي الله عنه- ينام في فراش النبيّ تمويهاً لكفار قريش، ومن دروس الهجرة كذلك: شدّة التوكل على الله، فقد وقف المشركون على باب الغار ولو نظر أحدهم إلى موطىء قدمه لرأى النبيّ وصاحبه، ولكن شدّة التوكل على الله بدّدت مخاوف الصديق، حينما قال له النبيّ: (ما ظَنُّك يا أبا بكر باثْنَيْن اللهُ ثالثُهما)
موسوعة موضوع