الهربس

الكاتب: وسام ونوس -
الهربس

 

 

الهربس

 

يُعدّ مصطلح الهربس (بالإنجليزية: Herpes) مصطلحاً عاماً يُعبّر عن الإصابة بالهربس الفمويّ والهربس التناسليّ، وهو عبارة عن عدوى فيروسيّةٍ مزمنةٍ، يُسبّبها فيروس الهربس البسيط (بالإنجليزية: Herpes Simplex)، وتؤدي إلى ظهور تقرحاتٍ جلديّةٍ في الجزء المصاب، وتجدر الإشارة إلى أنّ فيروس الهربس البسيط من النوع 1 هو الفيروس المسؤول عن الإصابة بالهربس الفمويّ الذي يؤدي إلى ظهور القُرح في الفم أو حوله، بينما يعدّ فيروس الهربس البسيط من النوع 2 مسؤولاً عن الإصابة بالهربس التناسلي الذي يؤدي إلى ظهور قُرحٍ في منطقة الأعضاء التناسليّة، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض الأشخاص قد يحملون عدوى فيروس الهربس دون ظهور أيّة أعراضٍ عليهم، أمّا في حال ظهور أعراضه فيمكن أن تتضمّن ظهور آفاتٍ جلديّةٍ وبثورٍ مؤلمةٍ قد تكون حمراء، أو مملوءةً بسائلٍ، أو قشريةً، بالإضافة إلى الشعور بألمٍ أثناء التبول وخروج بعض الإفرازات المهبليّة في حال الإصابة بالهربس التناسليّ.

 

علاج الهربس

في الحقيقة، لا يوجد علاجٌ نهائيٌّ لعدوى فيروس الهربس، إذ لم يتمّ إلى الآن تطوير دواءٍ قادرٍ على القضاء على فيروس الهربس، فالأشخاص الذين يصابون بالفيروس يحملونه لبقية حياتهم، حيث يستمرّ الفيروس بالعيش في الخلايا العصبية للمصاب، وقد يعاني البعض من تكرار ظهور الأعراض بشكلٍ منتظم، بينما يعاني آخرون من ظهور الأعراض مرةً واحدةً، ثم يصبح الفيروس خامداً بعد ذلك، وقد تؤدّي بعض المحفّزات إلى اندلاع أعراضه، وتجدر الإشارة إلى أنّ العلاج يركّز على التخلّص من القُرح المصاحبة للعدوى والتقليل من خطر اندلاع أعراض العدوى، ونبيّن بعض هذه العلاجات في ما يأتي.

 

العلاجات الدوائية

تجدر الإشارة إلى أنّ القُرح الناجمة عن العدوى قد تزول دون الحاجة إلى علاج، وبالرغم من ذلك، فقد يصف الطبيب أحد أنواع مضادّات الفيروسات (بالإنجليزية: Antiviral)؛ مثل دواء آسيكلوفير (بالإنجليزية: Acyclovir)، ودواء فامسيكلوفير (بالإنجليزية: Famciclovir) لمنع الفيروس من التكاثر، وبالتالي تسريع زوال الأعراض والتقليل من حدّتها، وتقليل خطر انتقال العدوى إلى الأشخاص الآخرين. وغالباً ما يصف الطبيب هذه الأدوية في المرة الأولى التي تظهر فيها الأعراض على المصاب، حيث تصبح الأعراض بسيطةً عند تكرر ظهورها بحيث لا تحتاج إلى علاجٍ في الغالب. بينما يحتاج البعض إلى علاجٍ دوريٍ في كل مرةٍ تظهر فيها الأعراض على المريض وذلك في حال كانت نوبات اندلاع المرض تتكرر أقلّ من ستّ مراتٍ في السنة بحيث يصف الطبيب هذه الأدوية لمدّة خمسة أيّامٍ في كلّ مرةٍ تظهر فيها الأعراض، وفي حال كانت نوبات اندلاع المرض تتكرر أكثر من ستّ مرات في السنة فقد يحتاج المصاب إلى استخدام هذه الأدوية بشكلٍ دائمٍ ويوميٍ، إذ يكون الهدف من العلاج في هذه الحالة هو منع تكرار ظهور الأعراض، وعلى الرغم من أنّ هذه الأدوية تُقلّل من خطر انتقال العدوى إلى شخصٍ آخر، إلّا أنّها لا تقي منه بشكلٍ مضمون، وتتوفّر هذه الأدوية على شكل حبوبٍ فمويّةٍ أو كريماتٍ موضعيةٍ، كما تتوفر على شكل حُقنٍ يتمّ اللجوء إليها في الحالات الشديدة، وللتخفيف من الآلام المصاحبة للقُرح الجلديّة يمكن اللجوء إلى الأدوية المسكّنة للألم؛ مثل الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).

 

العلاجات المنزلية

توجد عددٌ من النصائح التي يمكن اتّباعها، والعلاجات التي يمكن القيام بها في المنزل للمساعدة على التخفيف من الأعراض المصاحبة لعدوى الهربس، نذكر منها الآتي:

  • الكمّادات الدافئة أو الباردة: يمكن وضع الكمّادات الدافئة عند ملاحظة بدء تشكّل القرحة الجلديّة، أو بعد ظهورها إذ إنّها يمكن أن تساعد على التخفيف من الألم والانتفاخ المصاحب لها، ويمكن تحضير الكمادات الجافة من خلال ملئ جوربٍ بالأرز وتسخينه بالميكرويف لأقلّ من دقيقة، كما يمكن استخدام أكياس أو حزم الثلج، أو قطعة قماشٍ نظيفةٍ مملوءةٍ بالثلج للتخفيف من الانتفاخ المصاحب للقرحة الجلديّة، ويمكن إعادة وضع هذه الكمّادات كلّ أربع ساعات.
  • معجون منزليّ: يمكن صنع معجونٍ منزليّ من بيكربونات الصودا أو ما يُعرف بصودا الخبز (بالإنجليزية: Baking soda)، أو من نشا الذرة للمساعدة على لتجفيف البثور والتخفيف من الحكّة المصاحبة لها، ويمكن تطبيق هذه الطريقة من خلال غمس قطعةٍ رطبةٍ من القطن في صودا الخبز أو نشا الذرة، ووضعها على البثور بشكلٍ مباشر.
  • الثوم: تشير بعض الأبحاث إلى امتلاك الثوم بعض الخواصّ المضادّة للفيروسات، لذلك يمكن طحن الثوم الطازج وخلطه مع زيت الزيتون ثمّ دهنه على القُرح للتخفيف منها، ويمكن تطبيق هذا المزيج ثلاث مرّاتٍ يوميّاً.
  • خلّ التفّاح: يمكن مزج كميّةٍ من خلّ التفاح مع ثلاثة أضعافها من الماء الدافئ وتطبيقها على القُرح، حيثُ إنّ خلّ التفاح يمتلك بعض الخواصّ المضادّة للالتهابات والفيروسات.
  • النظام الغذائيّ: يُساعد اتّباع نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ على تعزيز المناعة ومنع تكرار نوبات اندلاع المرض لدى المصاب، ويجب الحرص على احتواء الوجبات الغذائيّة على كميّاتٍ كافيةٍ من مضادّات الأكسدة، وأوميغا 3، والبروتينات، وفيتامين سي، كما يجب الحرص على تجنّب تناول كميّاتٍ كبيرةٍ من السكّر، وتجنّب تناول الكحول والأطعمة المكرّرة.
  • الزيوت العطريّة: تمتلك بعض الزيوت العطريّة أو الزيوت العادية بعض الخواصّ المضادّة للفيروسات والتي تساعد على محاربة عدوى فيروس الهربس، مثل زيوت الزنجبيل، والبابونج، والزعتر العطرية، وكذلك زيت الأوكالبتوس وزيت شجرة الشاي، ولكن يجدر التنبيه إلى ضرورة تخفيف هذه الزيوت بزيت آخر كزيت جوز الهند قبل تطبيقها على الجلد حتى لا تتسبّب بحرقه، كما يُفضل اختبارها على على جزءٍ صغيرٍ من الجلد قبل استخدامها للتأكد من عدم تسبّبها بتهيّج الجلد.
  • جل الصبّار أو الألويفيرا: يمكن تطبيق جل الصبّار النّقي بشكلٍ مباشرٍ على الجزء المصاب، إذ يساعد هذا الجل على تسريع التئام الجروح والآفات الجلدية.

 

المكملات الغذائية

توجد بعض المكمّلات الغذائيّة التي تُعزّز الجهاز المناعيّ في الجسم وتساعده على مقاومة اندلاع نشاط الهربس، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول أحد هذه المكمّلات بسبب تداخلها مع بعض أنواع الأدوية، وفي ما يأتي بيانٌ لبعض هذه المكمّلات:

  • الزنك: تساعد مكمّلات الزنك على التخفيف من عدد نوبات اندلاع المرض السنويّة، ويكفي الحصول على ما يعادل 30 ميليغرام من الزنك يوميّاً.
  • البروبيوتيك: إذ تحتوي مكمّلات البروبيوتيك (بالإنجليزية: Probiotics) على البكتيريا النافعة، وقد أظهرت عدد من الدراسات فاعليّة بعض سلالات هذه البكتيريا في محاربة عدوى الهربس وتعزيز صحة الجهاز المناعيّ.
  • فيتامين ب المركب: تساعد مكملات فيتامين ب المركب (بالإنجليزية: Vitamin B complex) على تعزيز عمليّات الأيض، وزيادة طاقة الجسم، ودعم نمو الخلايا، وتعدّ هذه الوظائف مهمةً في حال اندلاع نشاط الفيروس.

 

الوقاية من الهربس

توجد عددٌ من النصائح التي يُمكن اتّباعها عند اندلاع العدوى وظهور أعراضها للمساعدة على منع انتقال عدوى الهربس إلى الآخرين أو الوقاية من الإصابة بها، نذكر منها الآتي

  • تجنّب الاتصال الجسديّ المباشر مع الأشخاص الآخرين.
  • الحرص على غسل اليدين بشكلٍ دوريّ وتطبيق العلاجات على القُرح باستخدام مسحات القطن؛ لتجنّب لمسها بشكلٍ مباشر.
  • تجنّب مشاركة الأغراض الشخصيّة التي قد تحمل الفيروس مع الآخرين كالمنشفة، والأكواب، والملاعق، ومرهم الشفاه، ومستحضرات التجميل، والملابس.
  • تجنّب التقبيل أثناء ظهور القُرح الفمويّة، وتجنّب ممارسة العلاقة الجنسيّة عند ظهور القُرح التناسليّة.
  • في حال معاناة الأم الحامل من عدوى الهربس قد يصف الطبيب بعض أنواع الأدوية التي تساعد على منع انتقال العدوى إلى الجنين.

 

شارك المقالة:
288 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook