الهربس التناسلي أحد الأمراض المنقولة عن طريق الجنس، وهي عدوى شائعة تحصل بسبب فيروس الهربس البسيط (herpes simplex virus HSV)، وتتسبب بحصول فقاعات مؤلمة على الأعضاء التناسلية والمناطق المجاورة. نطلق عليه اسم مرض منقول جنسياً ("sexually transmitted diseases - "STD) لأن الهربس التناسلي ينتقل عن طريق المعاشرة الجنسية.
يمكن لفيروس الهربس البسيط أن يصيب أي غشاء مخاطي (البطانة الرطبة)، مثل الأغشية المخاطية في الأعضاء التناسلية، أو الأغشية المخاطية للفم.
الهربس التناسلي مرض مزمن (طويل الأجل)، حيث يستطيع الفيروس أن يبقى لمدة طويلة في الجسم لينشط من جديد لاحقاً (النكس)، وتكون نسبة النكس في أول سنتين من الإصابة بالعدوى أكبر بأربع إلى خمس مرات. بيد أن نشاطه يقل بمرور الوقت فيقل تواتر حالات النكس وشدتها.
يوجد نوعان من فيروس الهربس البسيط: النوع 1 والنوع 2. كلا النوعان معديان للغاية وينتشران بسهولة من شخص إلى آخر بالتماس المباشر.
ينتشر الهربس التناسلي عادةً عن طريق ممارسة الجنس مع شخص مصاب بالعدوى. حتى ولو لم يكن عند الشخص المصاب بالهربس التناسلي أية أعراض، لا يزال بإمكانه نقل العدوى إلى شريكه الجنسي.
8 من أصل كل عشرة مصابين بفيروس الهربس البسيط لا يعلمون بإصابتهم به، لأن الحالة تمر بدون أعراض أو بالقليل من الأعراض البدئية. ويمكن لمثيرات معينة أن تنشط الفيروس لتتسبب بهجمة هربس تناسلي.
يحدث الهربس التناسلي كما تحدثنا بسبب أحد نوعي فيروس الهربس التناسلي، النوع الأول HSV-1، والنوع الثاني HSV-2. يمكن لكلا النوعين أن يصيبا الأعضاء التناسلية ومنطقة الشرج (الهربس التناسلي) بالإضافة إلى الفم والأنف (قرحات الزكام – قروح البرد cold sores) والأصابع واليدين (داحس whitlow)، لكن يصيب فيروس الهربس البسيط من النوع الأول منطقة الفم عادة، وتحصل غالبية حالات الهربس التناسلي بسبب فيروس الهربس البسيط من النوع الثاني.
يدخل الفيروس إلى الجسم عن طريق الجروح الدقيقة الموجودة في الجلد أو عن طريق الأغشية المخاطية الموجودة في الفم والمهبل والشرج والإحليل وتحت القلفة (الزائدة الجلدية التي تغطي رأس القضيب عند غير المختونين). بعد الإصابة بعدوى فيروس الهربس التناسلي، سوف يصاب بعض الأشخاص بهجمة الهربس التناسلي. بعدها يصبح الفيروس هاجعاً (خامداً) ويكمن في الجسم. يمكن أن يتنشط الفيروس عند بعض الأشخاص مرة أخرى ليتسبب بهجمات إضافية من الهربس التناسلي – والتي نعرفها باسم هجمات النكس.
ينتقل الهربس التناسلي من شخص إلى آخر أثناء المعاشرة الجنسية، حيث يمكن لأي شخص، ذكراً أو أنثى، نشيط جنسياً أن يُصاب بالمرض وأن ينقله للآخرين قبل الهجمة أو خلالها أو بعدها، وتتضمن طرق الانتقال:
من الممكن أن تنقل الحامل المصابة بالهربس الفيروس إلى جنينها في حال حدوث هجمة هربس تناسلي وقت الولادة.
في حال إصابتك بأحد نوعي فيروسات الهربس البسيط سيظل بالإمكان أن تُصاب بالنوع الآخر حتى لو لم تُلاحظ أعراضه.
لا ينتقل الهربس التناسلي بمشاركة الحمام أو المناشف أو في حمامات السباحة أو من كراسي التواليت أو بمشاركة أدوات الطعام.
لا يحدث عند كثيرٍ من المرضى أية أعراض أو علامات مرئية على الإطلاق، لذلك قد لا يعلمون بإصابتهم بالمرض. بينما قد تظهر الأعراض عند مرضى آخرين في غضون 4-5 أيام من التقاطهم للفيروس. بيد أن الفيروس يمكث في جسم بعض المرضى لعدة أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات قبل ظهور الأعراض والعلامات. لهذا فإن ظهور الأعراض عندك لا يعني بالضرورة أنك أصبت بالفيروس منذ فترة قريبة.
تكون أعراض وعلامات الهجمات الناكسة أخف عادةً من أعراض وعلامات الهجمة الأولى، وتشفى بسرعة أكبر (في نحو أسبوع).
يوجد في العادة إحساس بالوخز كمنذر باكر بالهجمة ويمكن أن تظهر عند الشخص أعراض شبيهة بالإنفلونزا قبل ظهور الهجمة. تكون الفقاعات والقروح أقل وأصغر وأقل إيلاماً وأسرع شفاءً من تلك التي نصادفها في الهجمة الأولى. تظهر الهجمة عادة في نفس أجزاء البدن التي ظهرت فيها الهجمة السابقة، غير أنها تظهر بجوارها عند آخرين.
يكون تشخيص الهربس التناسلي أسهل وأكثر دقة عندما تكون العدوى نشيطة، لذلك يجب طلب الرعاية الطبية حالما تظهر الأعراض.
إذا كان لديك شك بالإصابة بالهربس التناسلي لأول مرة (العدوى الأولية)، فيجب زيارة طبيب الأمراض التناسلية أو طبيب الجلدية بأسرع وقت ممكن.
سوف يقوم الطبيب بطرح أسئلة عليك عن الأعراض التي تعاني منها، ولو شك بإصابتك بالهربس التناسلي سوف يسألك حول:
وبعد أن يجري الطبيب الفحص الجسدي، سوف يستخدم ماسحة لأخذ عينة من سوائل الفقاعة. الماسحة عبارة عن قطعة صغيرة من مادة ماصة (مثل الشاش أو القطن) تتصل مع طرف عصا أو سلك. ثم يرسل الطبيب العينة إلى المختبر حيث تُفحَص بحثاً عن فيروس الهربس البسيط. وقد يطلب الطبيب التحري عن باقي الأمراض المنقولة جنسياً.
يجب أن تعرف أنه حتى لو جاءت نتائج العينة سلبية تجاه فيروس الهربس البسيط، يمكن أن تكون مصاباً بالهربس البسيط، ولن يتم إثبات التشخيص إلا عند حدوث هجمة النكس.
هدف معالجة الهربس التناسلي هو تسكين الألم ومنع تكاثر فيروس الهربس البسيط.
توجد ثلاثة أنواع من المضادات الفيروسية وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج الهربس التناسلي، وهي:
هناك العديد من الأمور التي يمكن أن يقوم بها المريض بنفسه، من مثل:
يُعرَف عن زيت الزيتون قدرته على ترطيب الجلد. زيت الزيتون غني بمُضادات الأكسدة وهو أحد أفضل العلاجات المنزلية للهربس التناسلي. خذ كوب من زيت الزيتون وسخنه، ثم أضف له القليل من زيت الخزامي وشمع العسل، وامزج الخليط جيداً. ادهن منطقة الآفات بالمزيج بعد أن يبرد ثلاث مرات يومياً.
يملك العسل خواصاً مضادة للجراثيم ومضادة للفيروسات. كما يسرع العسل من شفاء فقاعات وقروح الهربس. واحد من أفضل خيارات العسل هو عسل المانوكا Manuka honey، وكل ما عليك فعله هو دهن آفات الهربس التناسلي بعسل المانوكا عدة مرات يومياً.
صودا الخبز مكون فعال يمكنك استعماله للتخلص من الهربس التناسلي بسرعة. تساعد الصودا على تسكين الألم والحكة في القروح. خذ قطعة قطن واغمسها في صودا الخبز. ادهن المنطقة المصابة بالصودا مباشرة. وتساعد الصودا كذلك على تجفيف الفقاعات النازة.
القنفذية عشبة طبية لها خواص مضادة للفيروسات، بالإضافة إلى قدرتها على تقوية جهاز المناعة. يمكن استعمال جميع أجزاء القنفذية (الأزهار والأوراق والجذور) في علاج الهربس التناسلي. يمكن تناول القنفذية على شكل شاي أو أقراص أو عصائر.
زيت شجر الشاي علاج مفيد من أجل شفاء قروح الهربس التناسلي. خذ كأس ماء وأضف له القليل من قطرات زيت شجر الشاي. استخدم قطارة لوضع المزيج على آفات الهربس التناسلي.
استُخدِم الثوم كعلاج طبي منذ 5 آلاف سنة من أجل تحقيق الشفاء من كثيرٍ من الاضطرابات الصحية، حتى جاء الطب الحديث وأثبت امتلاك الثوم لخواص مضادة للجراثيم والفيروسات بفعل العديد من المركبات فيه أبرزها الأليسين allicin الذي يملك خواصاً مضادة للفيروسات. هذا علاوة على دور الثوم في تقوية جهاز المناعة.
يمكنك الاستفادة من الثوم في تحضير حمام مقعدة: قَشِّر عدة فصوص من الثوم وقَطِّعها لشرائح ثم أضف لها كأس ماء مغلي. اترك المزيج يبرد ثم اسكبه في حوض استحمام للمؤخرة. اجلس في الحوض بحيث يغمر الماء المنطقة التناسلية والشرج، وابق في الحوض لـمدة 10-15 دقيقة.
تساعد النصائح التالية في الوقاية من انتشار فيروس الهربس البسيط إلى الآخرين:
يجب في حال الإصابة بالهربس التناسلي تجنب ممارسة الجنس (المهبلي أو الشرجي أو الفموي) إلى أن تشفى جميع الفقاعات والقروح المفتوحة في المنطقة التناسلية. كما يجب عدم ممارسة الجنس عند وجود أعراض الهربس التناسلي الأخرى (مثل النخز والحكة في البداية) لأنه يكون معدياً جداً في هذه المرحلة.
كما يجب تفادي مشاركة الأدوات الجنسية لأنها أحد وسائل العدوى بالأمراض المنقولة جنسياً، ويجب غسلها وتغطيتها بعازل ذكري في حال مشاركتها.
كما يجب تجنب تبادل القبل في حال الإصابة بقرحة الزكام.
يجب استخدام الواقي الذكري دوماً عند ممارسة أي نوع من المعاشرة الجنسية (مهبلية، شرجية، فموية) حتى بعد زوال الأعراض، وهذا أمر مهم بشكل خاص عند ممارسة الجنس مع شريك جديد.
لو كنت مُصاباً بالهربس التناسلي وظهرت أعراض المرض على شريكك، فيجب أن تشجعه على زيارة طبيب الأمراض التناسلية لكي يجري الفحوص اللازمة.
يمكن للفقاعات الحاصلة في الهربس التناسلي أن تصاب في حالات نادرة بعدوى جرثومية. ويمكن للعدوى الجرثومية أن تنتشر في حال حدوث ذلك إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل اليدين أو الشفتين أو الأصابع.
قد ينتشر الفيروس في حالات نادرة جداً إلى مناطق من الجسم مثل الدماغ أو العينين أو الكبد أو الرئتين. يكون ذوي الجهاز المناعي الضعيف تحت خطر أكبر للإصابة بتلك المضاعفات، كما عند مرضى الإيدز أو المصابين باضطرابات صحية معينة.
يحمل فيروس الهربس في بعض الحالات مخاطر أثناء الحمل ويمكن أن ينتقل إلى الطفل في وقت الولادة.
في حال أُصيبت الحامل بالهربس التناسلي قبل حملها، تكون خطورة إصابة الجنين قليلة جداً. لأن الحامل سوف تمرر أضداد الهربس إلى طفلها في أشهر الحمل الأخيرة، ما سوف يجعله محمياً منه. ترتفع فرصة إصابة الطفل في حال كان عند الأم فقاعات أو قروح مفتوحة أثناء الولادة إلى 3%.
تزداد فرصة إصابة الطفل بالهربس في حال أصيبت الأم بالعدوى الأولية في ثلثي الحمل الأول والثاني. وترتفع الفرصة بشكل ملحوظ في حال أصيبت الأم بالعدوى الأولية في ثلث الحمل الثالث، وقد يضطر الطبيب للجوء إلى العملية القيصرية من أجل حماية الطفل من الإصابة بالعدوى.
يحدث الهربس عند حديثي الولادة في حال التقط الطفل فيروس الهربس البسيط من أمه عند الولادة. الهربس عند حديثي الولادة حالة خطيرة قد تسفر عن موت الوليد، ويمكن أن تصيب: