الوسائل الإعلامية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الوسائل الإعلامية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الوسائل الإعلامية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 

الصحافة

 
تعاملت المنطقة مع الوسائل المقروءة من كتب وصحف ومجلات منذ عُرفت في الحجاز ونجد والمنطقة الشرقية، كما تعاملت مع الوسائل المقروءة الخارجية وخصوصًا المصرية منها واللبنانية والعراقية والكويتية، فقد اتجه مبدعو المنطقة إلى البحث عنها حسب إمكاناتهم وحسب الوسائل المتاحة. ولأن الحجاز في مطلع القرن الرابع عشر الهجري كان يتمتع بنهضة فكرية، ولعدم توافر المقوّمات الثقافية في عسير؛ فقد يمّم ذلك الجيل المتطلع من أبناء عسير وجوههم نحوه، وتأثروا بجوه الأدبي والاجتماعي، وعندئذ بدؤوا يتلمسون الأسباب التي تضعهم في مسارات الحياة الأدبيــة والفكرية متطلعين إلى الاستزادة. ونظرًا إلى وجود موظفين من خارج المنطقة - ومعظمهم من الحجاز - فقد ساعدوا أيضًا على تحريك الهمم لدى هؤلاء الناشئة من خلال الندوات والمجالس الخاصة التي يتم فيها تبادل الكتب والمجلات الوافدة من الحجاز مثل (المنهل) و (قريش)، ومن مصر مثل (الرسالة) و (الثقافة) و (الهلال)  .  أما الكتاب فإن الحصول عليه " دونه خرط القتاد... "  ،  ولندرة بيعه وضيق ذات اليد فقد وفر الوافدون إلى المنطقة ممن لهم قدرات مالية وكذلك بعض المكتبات التجارية التي نشأت بعض الكتب الدينية والتاريخية، وكذا بعض الدواوين الشعرية مثل: ديوان الزهاوي، والرصافي، والبارودي، وشوقي، وحافظ، والجارم  
 
إن وجود مثل هذه الكتب والدواوين، ووصول الصحف والمجلات إلى عسير وخصوصًا إلى أبها، بالإضافة إلى ظهور جيل وافد يملك ثقافة، وآخر متطلع نشأ على تراب المنطقة، أثمر ما يُطلق عليه (الحراك الثقافي).
 
لقد التقى خالد رجب، ومحمد صالح كتبي، وعبدالمالك الطرابلسي، وحسين إسكندراني، ومحمد أحمد قدسي مع جيل متطلع يمثله: أحمد بن إبراهيم النعمي الذي كان يتطلع إلى إيجاد حركة أدبية في عسير مع زميله خالد رجب المدني على الرغم من عدم وجود الصحافة، فاتجه النعمي - ومن معه من أبناء جيله المثقفين ومنهم: عبدالله الحميد، ومحمد أنور، وسيف الألمعي - إلى تشجيع الطلاب على اقتناء الكتب والمجلات الثقافية، وفي خضم هذا الحراك الثقافي والتطلع إلى أفق ثقافي، ظهر جيل أكثر حماسًا واطلاعًا - وبخاصة في مجال الأدب - في المنطقة وخصوصًا في أبها، فقد أخذ في الاشتراك في الصحف المحلية التي كانت تصدر في الحجاز، والصحف الخارجية وخصوصًا المصرية منها، وهذا الطموح دفع بعضهم إلى الكتابة في الصحف ليمثلوا جيلاً فرض وجوده الثقافي على الجيل الآخر  . 
 
إن هذا الجيل يمثل مزيجًا من أولئك المتطلعين وممن تأثر بثقافة الوافدين وكذا من المتحمسين الذين جاؤوا بعدهم  ،  فكان منهم من كتب في الصحافة المحلية   مثل عبدالله بن حميد وهو من جيل سابق، وابنه محمد وهو من جيل لاحق يُعد أكثر حماسًا ممن قبله لتوافر الوسائل المعينة خصوصًا المادية، ومن جيله حسين بن ظافر الأشول وعلي علوان، وهؤلاء أخذوا في كتابة المقالة والقصة وخصوصًا محمد الحميد. أما الكتابة المقالية فكان الأشول أكثرهم انتشارًا. ونتيجة لهذا التطلع فإن صحف الحجاز أخذت تلتفت إلى عسير، فبعضها فتح وكالة له في أبها مثل مجلة (المنهل)، وذلك في عام 1357هـ/1938م. أما الصحف؛ فمنها ما خصص صفحة لأخبار عسير كما فعلت (عكاظ)، ومنها ما اعتمد على مراسلين من عسير لتثبت رسالتهم في صفحاتها، مثلما فعلت: صوت الحجاز (البلاد السعودية)  
 
إن هذا التعامل - عن بعد - مع الوسائل الإعلامية من قِبَل بعض مثقفي عسير ازداد بمرور السنين بفعل كثرة المتعلمين والمتطلعين، وهو تعامل استمر ولا يزال مستمرًا على الرغم من ظهور بعض وسائل النشر الإعلامية في المنطقة مثل:
 
1- مجلة (الجنوب):
 
كانت عسير - مع مطلع القرن الخامس عشر الهجري - على موعد مع صدور أول مجلة بها، فقد صدرت مجلة (تجارة الجنوب)  عن الغرفة التجارية الصناعية في أبها عام 1404هـ/1984م، وعلى الرغم من كونها مختصة بالتجارة والصناعة، إلا أن الاحتفاء بها كان شديدًا، خصوصًا بعد أن تولى الإشراف عليها الأديب علي آل عمر العسيري، واختُصر اسمها ليصبح (الجنوب) بعد عام من صدورها، ما حملها على العناية بالثقافة في عسير بشكل خاص، ولم تعد مقتصرة على التجارة وأخبار الاقتصاد.
 
إن اهتمام هذه المجلة بالثقافة جعلها تستقطب عددًا من الكتاب المحليين ومن خارج المنطقة، ما جعل صفحاتها تتحول إلى ميدان للمنافسة دون تغلب جانب على آخر، الأمر الذي جعلها شبيهة إلى حدٍّ ما بمجلات (الفيصل) و (العربية) و (اقرأ) و (اليمامة)، واستفادت من عدم وجود منافس لها في المنطقة فاتجهت إلى الكشف عن الآثار، وعن الموهوبين، والمعمرين، والمتاحف، والأمكنة، والأسواق الشعبية، والتاريخ، فتعددت بالتالي أبوابها، وأصبحت دوحة زاهية الألوان، ومتنفسًا لعدد من الأدباء والكتاب المحليين، كما كانت نافذة يطل منها القارئ المحلي وغيره من خارج المنطقة على أخبار عسير؛ فقد طافت في أعدادها على معظم مناطق الجنوب في استطلاعات للبيئة، والتنمية، والآثار، والعادات والتقاليد، والثروات الصناعية، والحرف، وجمعت من المعمرين ذكرياتهم ووثقت تجاربهم، إضافة إلى توثيق أبرز المناسبات، حتى توقفت مؤقتًا في ذي الحجة عام 1408هـ/ 1988م   بعد هذا العطاء لظروف مادية، وكان قد صدر منها ستون عددًا، ثم عاودت الصدور باسمها الأول ولكن في وقت تعددت فيه السبل الثقافية أمام المتطلعين ليجدوا منافذ إعلامية أخرى.
 
1- مجلة (الجنوب):
 
كانت عسير - مع مطلع القرن الخامس عشر الهجري - على موعد مع صدور أول مجلة بها، فقد صدرت مجلة (تجارة الجنوب)  عن الغرفة التجارية الصناعية في أبها عام 1404هـ/1984م، وعلى الرغم من كونها مختصة بالتجارة والصناعة، إلا أن الاحتفاء بها كان شديدًا، خصوصًا بعد أن تولى الإشراف عليها الأديب علي آل عمر العسيري، واختُصر اسمها ليصبح (الجنوب) بعد عام من صدورها، ما حملها على العناية بالثقافة في عسير بشكل خاص، ولم تعد مقتصرة على التجارة وأخبار الاقتصاد.
 
إن اهتمام هذه المجلة بالثقافة جعلها تستقطب عددًا من الكتاب المحليين ومن خارج المنطقة، ما جعل صفحاتها تتحول إلى ميدان للمنافسة دون تغلب جانب على آخر، الأمر الذي جعلها شبيهة إلى حدٍّ ما بمجلات (الفيصل) و (العربية) و (اقرأ) و (اليمامة)، واستفادت من عدم وجود منافس لها في المنطقة فاتجهت إلى الكشف عن الآثار، وعن الموهوبين، والمعمرين، والمتاحف، والأمكنة، والأسواق الشعبية، والتاريخ، فتعددت بالتالي أبوابها، وأصبحت دوحة زاهية الألوان، ومتنفسًا لعدد من الأدباء والكتاب المحليين، كما كانت نافذة يطل منها القارئ المحلي وغيره من خارج المنطقة على أخبار عسير؛ فقد طافت في أعدادها على معظم مناطق الجنوب في استطلاعات للبيئة، والتنمية، والآثار، والعادات والتقاليد، والثروات الصناعية، والحرف، وجمعت من المعمرين ذكرياتهم ووثقت تجاربهم، إضافة إلى توثيق أبرز المناسبات، حتى توقفت مؤقتًا في ذي الحجة عام 1408هـ/ 1988م   بعد هذا العطاء لظروف مادية، وكان قد صدر منها ستون عددًا، ثم عاودت الصدور باسمها الأول ولكن في وقت تعددت فيه السبل الثقافية أمام المتطلعين ليجدوا منافذ إعلامية أخرى.
 
2- مجلة (بيادر): 
 
هي ملف ثقافي إبداعي يصدره النادي الأدبي في أبها، صدر العدد الأول منه عام 1408هـ/1988م في الوقت الذي توقفت فيه مجلة (الجنوب)، كان الملف في بدايته سنويًا، وبعد صدور أربعة أعداد منه فكر المشرفون على تحريره في إصداره كل ستة أشهر، وبعد العدد الثالث عشر في عام 1415هـ/1994م أصبح يصدر كل أربعة أشهر  .  كان الملف في بدايته صدى لما يدور في جنبات النادي من مناشط، ثم فتح المجال أمام المحاولات الإبداعية من خلال دعوة أصحابها لممارسة إبداعهم عبر الملف  . 
 
3 - مجلة (جامعة الملك خالد): 
 
يشرف عليها المجلس العلمي في الجامعة، وهي مختصة بالبحوث العلمية المحكمة، وخصوصًا التي ترد إليها من المتخصصين.
 
4- حوليات سوق حُباشة: 
 
ملف ثقافي، تخصصي في محتواه، يصدره مركز الدكتور عبدالله أبي داهش للبحث العلمي في أبها باسم (حوليات سوق حباشة - الباحث في دراسات أدب الجزيرة العربية وتاريخها)، يعد هذا الملف من المصادر المهمة التي يفيد منها الباحث، وخصوصًا في تاريخ عسير.
 
5- صحيفة (الوطن): 
 
كانت عسير على موعد مع صدور أول صحيفة منها عندما صدر العدد الأول من صحيفة (الوطن) في 3 رجب 1421هـ الموافق 30 سبتمبر 2000م، لتعلن انطلاقة صوت إعلامي عبر (مؤسسة عسير للصحافة والنشر)، وهو صوت بدأ قويًا ليجد له مكانًا في صحافة الوطن، وقد امتد إلى خارج الحدود، الأمر الذي جعله مصدرًا مهمًا، بل من المصادر الموثوق بها سياسيًا وفكريًا واجتماعيًا.
 

الإذاعة

 
أُنشئت في أبها محطة للإرسال الإذاعي على الموجة المتوسطة وبقوة بدأت بـ 10 كيلووات، وتم تطويرها وتوسعة طاقتها، فأُنشئت مرسلات للتغطية الإذاعية النهارية في بيشة، والتغطية عبر موجة (FM) مع مراكز الإرسال التلفزيوني.
 

 التلفزيون

 
أُنشئت محطة التلفزيون في أبها، وتم افتتاحها عام 1397هـ/1977م ضمن ست محطات رئيسة توجد في كل من: مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة، والقصيم، والدمام، وهي تضم الاستديوهات والأقسام الفنية والإدارية ومركزًا للإنتاج السينمائي، وتساعد في البث شبكة من مراكز الإرسال التلفزيوني التي شُيدت في معظم أنحاء المنطقة لتغطيتها بالقناتين الأولى والثانية.
 
إن لهذه المحطة وجودها المميز بين المحطات الأخرى المنتشرة في البلاد لما تحظى به من اهتمام من المسؤولين، الأمر الذي جعلها تحتل مكانة مهمة في إعداد البرامج، وخصوصًا الثقافية منها مثل (حوار الثقافة)، والاجتماعية أيضًا وخصوصًا ما يتعلق بالألوان الشعبية، ولم تقتصر على هذه الألوان، بل تعدتها إلى الحياة الاجتماعية وتلونها وتعددها في بيئة يكثر سكانها وتتعدد بيئاتهم.
 
والوسائل المسموعة والمرئية هي من اختصاصات وزارة الثقافة والإعلام، التي سعت إلى افتتاح مركز إعلامي في أبها لتقديم الخدمات الإعلامية التي تقوم بها المراكز الإعلامية الأخرى في المملكة، وتوزيع النشرات والكتب والمصورات التي تُعرِّف بالمنجزات التي تحققت في مختلف أرجاء المملكة، وتنظيم العروض والمعارض الإعلامية والبرامج الثقافية، مثل إقامة المحاضرات والأنشطة الثقافية والفنية المختلفة  
 
شارك المقالة:
37 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook