على الرغم من أن تخطيط البيوت وما تحتويه من غرف ومنافع ليس على نمط واحد في جميع أنحاء المدينة المنورة إلا أن هناك قواسم مشتركة بحسب طبيعة الحياة العامة للسكان وثقافتهم، مع وجود تفاوت في عدد الغرف - مثلاً - وسعة المجالس، وعدد أدوار المبنى، وأسلوب تشييده، وطريقة زخرفته، وتزيين جدرانه ومداخله.. وما إلى ذلك بحسب الحالة الاقتصادية والمكانة الاجتماعية للأسرة، إلا أن التشابه يبدو في نمط التخطيط بوجه عام، وفي تسمية الغرف وأجزاء البيت، وطريقة استخدام كل جزء أو غرفة حسب موقعها، وما يخصص لاستقبال الضيوف أو يكون خاصًا بأهل البيت، وما عين منها للرجال وما هو خاصّ بالنساء، ونحو ذلك مما له علاقة بثقافة أهل المدينة المنورة وعاداتهم وتقاليدهم. وسوف نورد هنا وصفًا تفصيليًا للبيت المدني، مع الإشارة إلى استخدام كل جزء من أجزائه حسب ما توافر من معلومات:

 

 المصطبة: وهي مكان يعد للجلوس خارج باب المدخل، وترتفع عن الأرض نحو 50 - 70سم، تبنى من الحجر، وتستخدم للجلوس في فترة ما بعد الظهيرة أو ليالي الصيف إذ يتسامر عليها الجيران.

 

 الدهليز: هو أول ما يدخله الداخل إلى المنـزل بعد باب الزقاق، وهو على شكل ممر صغير، إلا أنه قد يكون على شكل صالة واسعة نسبيًا في بيوت الأغنياء والعائلات الكبيرة.

 

 دكة الدهليز:  في بعض المنازل تُنشأ دكة للجلوس في الدهليز وبخاصة في أيام الصيف، وهي أيضًا مجلس للضيف المستعجل، وقد يكون هناك أكثر من دكة حسب الحاجة أو القدرة المادية.

 

 المقعد: هو أول غرفة على يمين الدهليز أو يساره، ويستقبل فيه الضيوف في أيام الصيف، ويطل بشباك على الزقاق، وقد يستخدمه بعضهم مكتبًا أو جناحًا لنوم الرجال من الضيوف. وأحيانًا يكون في البيت أكثر من مقعد في الأدوار العليا بالإضافة إلى المقعد في الدور الأرضي.

 

 بيت البئر: هو المكان الذي توجد فيه البئر، وغالبًا ما يكون خلف منطقة الدرج.

 

 الديوان: هو إيوان مفتوح للجلوس في الدور الأرضي، وغالبًا يكون مفروشًا بالحجر، وهو مفتوح في وسط أعلاه إلى أعلى المنـزل أي إلى السطح، وغالبًا ما تكون في الديوان غرفة داخلية بابها من وسط الإيوان، كما أن بعض الدواوين يكون في وسطها ما يشبه النافورة الصغيرة، وهي ما تسمى بـ (الفسقية).

 

 القاعة: هي المجلس الداخلي للجلوس في الدور الأرضي، ويكون طريقه من داخل الديوان مفروشًا بالحجر، وهو أيضًا مفتوح في وسط أعلاه إلى السطح.

 

 الجلا: هو الفتحة التي تكون في الديوان والقاعة - أو في أحدهما - إلى السطح، وعليها غطاء يقفل أثناء هَطول الأمطار ويفتح للضوء والتهوية، واسمه مأخوذ من الجلوة أي الكشف.

 

 القاعة المعلقة: هي مجلس مخصص للجلوس، ويكون في الأدوار العلوية، وفي وسطه جلا إلى السطح.

 

 المركّب (المطبخ): كلمة المركّب مأخوذة من التركيب ومعناه قديمًا الطبخ؛ لأن عملية الطبخ كانت تتم بتركيب القدر على ثلاثة أحجار أو على رافع حديدي توضع تحته النار، ويكون المطبخ بعيدًا عن المجلس والكوانين، وتكون أرضيته من الحجر، وتحفظ فيه أواني الطبخ من القدور ونحوها.

 

 المؤخر: هو الغرفة الثانية في البيت وهي غرفة المعيشة للأسرة، وعادة تكون بها نافذة كبيرة وليست لها نافذة خارجية، وقد تستخدم للنوم في أيام الشتاء.

 

 الدقيسي: هو الغرفة التي فوق المدخل في الدور الأول (بعد الأرضي) في الجزء العلوي من بيت الدرج، وتستخدم في تخزين الفحم، وعادة تحجب عن الأنظار بسقف مستعار أو نحوه، ويقال إن أهل المدينة المنورة كانوا يخفون فيها المقتنيات الثمينة في الماضي.

 

 الصفة: هي المكان المعد للجلوس العادي لأهل المنـزل بين الغرف الرئيسة (صالة الجلوس حاليًا).

 

 الروشان (والجمع: رواشين): هو نافذة الغرفة التي على الواجهة وبخاصة المجلس، ويكون بارزًا عن الغرفة إلى الشارع، ولا يسمى روشانًا إلا إذا كانت به غولة أو شيش بارز.

 

 المجلس: هو الغرفة التي تقع في الدور الثاني (بعد الأرضي) وهو مخصص لاستقبال الضيوف، ويسمى المجلس بالروشن لوجود الرواشين به.

 

 السيب: هو الممر بين الغرف أو أجزاء المنـزل سواء في الدور الأرضي أو الأدوار العليا.

 

 الغولة: هو الجزء البارز من النافذة إلى الشارع.

 

 السقيفة: هي المكان المظلل والمعد للجلوس إما في البستان أو في سطح المنـزل.

 

 الطيرمة: هي مكان في السطح مخصص لوضع فُرُش النوم فيه، وعادة يكون فوق سلم الدرج ومظللاً بسقف، ولا توجد الطيرمة إلا في البيوت ذات الارتفاع (دورين أو أكثر)، ويستخدمها بعضهم لحفظ الحطب أو بعض المؤونة، أو لتجفيف التمور.

 

 العتبة: هي موضع الخطوة الأولى لدخول المنـزل أو الغرفة.

 

 الخزانة: هي المكان المعد لوضع الأرزاق أو أي أغراض أخرى فيه.

 

 الخارجة: هي مكان معد للجلوس في السطح أو في أي دور من أدوار المنـزل، وتكون مكشوفة؛ أي تحت السماء.

 

 البسطة: هي الدرجة المنبسطة بين لفات الدرج (السلالم) عندما ينعطف هذا الدرج.

 

الحنية (بيت الدرج): هي المكان الواقع تحت لفات الدرج (السلالم)، وفي الغالب يوضع بها المرفع الذي يحمل شِراب الماء.

 

 المسروقة: هي الغرفة الصغيرة التي تكون بين الأدوار، وتكون مختزلة من بعض الغرف أو منحنيات الدرج.

 

 السرداب (الروندية): هو المكان المنخفض عن مستوى المنـزل، وينـزل له بدرج، وتكون نوافذه عالية قرب السقف على مستوى أرض الشارع، فيما يكون أحيانًا من دون نوافذ.

 

 فرش الحجر: هو ممر في الدور الأرضي، ويفرش بالحجر ليكون باردًا أيام الصيف.

 

 النـزلة:  هي البيت الذي يكون في البستان.

 

 العشة: هي جزء من البستان مهيأ للجلوس ومظلل بالجريد.

 

 العزلة: هي المكان الذي توضع فيه الدواب، ويسمى أيضًا (الحوش)، وهو ليس في كل بيت، ولكن البيوت الكبيرة عادة تحتوي على حوش يخصص للماعز والضأن.

 

 الخن: هو بيت الدجاج أو الدواجن.

 

 المبيت: هو غرفة في السطح، ويتبعه مطبخ وبيت خلاء (حمام)، وغالبًا تنام فيه الخادمات إذا كان في البيت خادمة أو أكثر، وأيضًا تحفظ فيه الفُرُش المخصصة للنوم على السطح صيفًا.

 

 البربوخ: هو جزء من أجزاء مركبة بعضها على بعض، مصنوع من الفخار داخل فتحة معروفة لمياه مجاري الحمامات أو (البلاليع) من دور إلى دور.

 

 المجاري: هي الفتحات في أرضية المنـزل الداخلية التي تستقبل مياه الحمامات والمطابخ كلٌّ على حدة، وتمتد حتى (البيارات) المنشأة خارج المنـزل، وهذه المجاري مغطاة بقطع من الحجارة متلاصقة ومدفونة في الطين.

 

 الطهارة (المرحاض): ويسمى أيضًا بيت الماء، وبيت الأدب، وبيت الخلاء، وهو المعروف في العربية بالكنيف وقد كان الحمام مستقلاً عن المرحاض، أما اليوم فهو يوجد إلى جانب الغرف.

 

 الحمام: ويسمى أيضًا (المروش)، وقد كان منفصلاً مستقلاً عن المرحاض - كما سبق ذكره - وتكون أرضيته - وأرضية المرحاض أيضًا - مبلطة تبليطًا جيدًا بالنورة المخدومة (الجص) لمنع تسرب المياه  

 

وهكذا نرى أن البيت التقليدي في المدينة المنورة قد اشتمل على كل ما يحتاج ساكنوه وفقًا لقيمهم وعاداتهم الأصيلة؛ فقد كانت المجالس - التي هي لاستقبال الضيوف - من أهم مكونات المنـزل وأرحبها، كما أن الفصل بين الرجال والنساء كان موضوعًا في الحسبان في تصميم المنـزل المدني مهما كان حجمه وأيًا كانت كلفة إنشائه