الوضع الحالي ودوره في الاقتصاد بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 الوضع الحالي ودوره في الاقتصاد بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

 الوضع الحالي ودوره في الاقتصاد بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
 
تتمتع منطقة مكة المكرمة بمساحات صالحة للزراعة تتجاوز ثلاثمئة ألف هكتار تنتشر في المحافظات وخصوصًا في القنفذة والليث والطائف  .  ويتركز الإنتاج الزراعي للمنطقة في بعض المحصولات مثل: الخضراوات (الباذنجان والباميا والطماطم والكوسة) والفاكهة، والحبوب (السمسم والدخن والذرة الرفيعة). وكانت الزراعة في منطقة مكة المكرمة تعتمد على مياه السيول؛ فتقسم الأراضي إلى مربعات أو مستطيلات بوساطة العقوم، حيث يقام على مجرى كل وادٍ عقم ترابي رئيس يعمل على تحويل مياه السيول إلى الأراضي الزراعية التي تقع أسفل العقم، ويُشيَّد العقم بوساطة الأبقار، أما المواقع التي تقع في سفوح الجبال فيتم تشييد العقوم فيها بوساطة الشجيرات الشوكية الجافة والأحجار التي تعمل على تحويل المياه إلى الأراضي الزراعية التي تقع على جانبي الوادي  
 
نظرًا لسعة منطقة مكة المكرمة فإن الخصائص الزراعية لأراضي المنطقة مختلفة ومتنوعة، كما تتفاوت درجة التنمية الزراعية من مكان إلى آخر؛ لذلك نجد تنوعًا في خصائص الوحدة الفزيوغرافية فيما يتعلق بتوافر الأراضي الزراعية أو ببعض أنواع التنمية: استخدام مياه السيول، الزراعة على المصاطب مثلاً، الأمطار التي تراوح بين 20 و 200مم وأكثر من ذلك على المناطق الجبلية، ومع أن الأمطار تسبب الكثير من الدمار للمزارع والمساكن إلا أن السكان يستبشرون خيرًا بمقدمها ويتناقلون أخبارها.
 
تتركز المناطق الزراعية في منطقة مكة المكرمة في القطاعات الخمسة عشر التالية:  
 
1 - السهول الساحلية لوادي ذهبان ووادي عمق:
 
تمتد السهول الرسوبية على مساحات صغيرة (قرابة 705 هكتارات من الأراضي المروية) مع أراض تحدها السدود الصغيرة التي تم إنشاؤها بصورة بدائية من أجل الاستفادة من مياه الفيضانات، وتتمثل الزراعات الرئيسة في زراعة الذرة الرفيعة والدخن والسمسم إضافة إلى زراعة أشجار النخيل.
 
2 - الحوض الداخلي لمنطقة تلال البرك:
 
يقع هذا الحوض الداخلي شمال شرق البرك، في مجموعة التلال المشرفة على البحر الأحمر، وهو يضم عدة سهول واسعة نوعًا ما، تغلب فيها التربة الطينية جيدة النوعية، وتتم زراعة هذه الأراضي بالاعتماد على مياه المطر (زراعة بعلية) إلا أن الأراضي مجهزة بشكل أحواض من أجل تجميع مياه الانسيابات السطحية، وتبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة قرابة 900 هكتار، يتم فيها على الأخص زراعة السمسم والذرة الرفيعة التي يتم استهلاكها محليًا، وتتم أعمال تحضير الأراضي بعناية فائقة بعد تسويتها وإنشاء السدود الترابية التي تحد أحواض الغمر ذات المساحة المتفاوتة جدًا. وما يجدر بالذكر أن الأراضي المزروعة تراوح بين كونها جيدة وممتازة.
 
3 - السهل السفلي لوادي حلي:
 
أظهرت نتائج الإحصاء الزراعي وجود 9320 هكتارًا من المساحات المروية، وتشكل الذرة الرفيعة أهم الزراعات القائمة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مزروعات الدخن والسمسم اللذين يتم ريهما بصورة رئيسة بوساطة مياه الانسيابات السطحية. ولقد انتشرت أيضًا زراعة الخضراوات التي تروى بوساطة مياه الآبار، كما تم خلال السنوات الأخيرة إنشاء بساتين كثيرة لأشجار الفاكهة، ويوجد في هذا السهل بعض مزارع النخيل المروية.
 
4 - سهل أسفل وادي يَبَة:
 
الزراعات الرئيسة في وادي يبة هي الذرة الرفيعة والدخن والسمسم، وقد انتشرت في السنوات الأخيرة زراعة الخضراوات وأشجار الفاكهة، إضافة إلى بعض مزارع النخيل، ومما يجب ذكره هو إمكان حدوث فيضانات عنيفة في هذه المنطقة، ولمواجهة ذلك تم إنشاء بعض أعمال الحماية من أجل الحد من الأضرار التي تلحق بالمساكن والمزروعات.
 
5 - السهل أسفل ووسط وادي قنُونا:
 
تتصف الأراضي الزراعية الموضعية الموجودة شرقي القنفذة بشكلها المستطيل، وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية في السهل الأسفل الذي يغطي الإمارة الفرعية أحد بني زيد قرابة 10600 هكتار منها 2040 هكتارًا يتم ريها بوساطة مياه الآبار و 7575 هكتارًا تتم زراعتها اعتمادًا على مياه الفيضانات. وفي سهل وسط الوادي (سبت الجارة) تبلغ مساحة الأراضي المروية قرابة 4740 هكتارًا منها قرابة 1820 هكتارًا مرويًا بوساطة المياه الجوفية. أما الزراعات الرئيسة فهي الذرة الرفيعة، والدخن، والسمسم، إضافة إلى الخضراوات التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة بشكل واسع، وزراعة أشجار الفاكهة.
 
6 - منطقة المظيلف ودوقة:
 
بلغت مساحة الأراضي الزراعية قرابة 14150 هكتارًا منها 8820 هكتارًا يتم ريها بوساطة المياه الجوفية في منطقة المظيلف، وقرابة 7200 هكتار (منها 5450 هكتارًا من الأراضي المروية) في منطقة دوقة، ولا يتوافق هذا التوزيع حتميًا مع الحدود الإدارية للمناطق. أمّا الزراعات الرئيسة فهي (الحبوب، الذرة الرفيعة، والدخن) ويلاحظ وجود بعض زراعات العلف.
 
7 - الأحواض الداخلية لوادي قنونا ويَبَة:
 
تقع هذه الأحواض طوال الوديان التي تخترق سلسلة التلال المشرفة على السهل الساحلي، ويتم في الوقت الحاضر زراعة جميع الأراضي الزراعية تقريبًا، وتتم العناية بصورة خاصة بأعمال تحضير الأراضي؛ من أجل الاستفادة بأقصى حد ممكن من مياه الانسيابات السطحية التي يتم تجميعها وجرها نحو أحواض الزراعة، وهناك أيضًا عدد كبير من الآبار الأنبوبية (140 بئرًا أنبوبية)، وتتم زراعة قسم من الحوض الداخلي ليبة على المصاطب الزراعية: قرابة 3500 هكتار (شبه مروية) في وادي قنونا وقرابة 3950 هكتارًا (شبه مروية) في حوض يبة، ويدل التعبير (مروية) على الأرجح على الري بمياه الآبار بوساطة الغمر بمياه الفيضانات، وتشكل الذرة الرفيعة أهم المحصولات الزراعية، إضافة إلى القمح في بعض الأمكنة والسمسم والخضراوات وأشجار الفاكهة وبعض أشجار النخيل.
 
8 - السهل أسفل وديان الشاقة:
 
على الرغم من وجود إمكانات واسعة، فإن مساحة الأراضي الصالحة للزراعة قرابة 3200 هكتار، والمحصولات الزراعية الرئيسة في هذه المنطقة هي: الذرة الرفيعة والدخن والسمسم وبعض الخضراوات والفواكه.
 
9 - سهل أعلى وادي الشاقة:
 
تتركز الأراضي المزروعة بصورة خاصة في أقسام السهول ذات القاع المنبسط التي تم تجهيزها على شكل أحواض، وخصوصًا في وادي أضم، بالإضافة إلى الأطراف التي تم تحضيرها بشكل مصاطب زراعية (منطقة أَضَم حلية)، ومن العسير تقدير مساحة الأراضي الزراعية فقد تكون مساحة الأراضي الزراعية المجزأة جدًا قرابة 800 هكتار، وهنالك عدد كبير من واحات النخيل الصغيرة التي يتم ريها بوساطة طبقة المياه للتكوينات الرسوبية الفيضية، وكذلك الأمر لبعض حقول الذرة الرفيعة والقمح.
 
10 - سهول واديي الليث ومَنْسا:
 
تقع الأراضي الواسعة في السهول السفلى، وهي تغطي مساحة قدرها قرابة 27000 هكتار، فيها نحو 21500 هكتار من الأراضي المروية بوساطة الغمر بمياه الفيضانات، وبقليل من مياه الآبار، وبخاصة في أضم وحلية والجائزة وغميقة. الزراعات الرئيسة هي الذرة الرفيعة والخضراوات بالإضافة إلى القمح في السهل الأوسط، كما أن هناك عددًا كبيرًا من مزارع النخيل الصغيرة وبساتين الفواكه، وتعاني المنطقة من أخطار الفيضانات العنيفة التي تلحق أضرارًا بالغة بالمزروعات.
 
11 - سهل وادي فاطمة: 
 
تقدر مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في سهل وادي فاطمة بنحو 2000 هكتار، وتتركز مشروعات التنمية الزراعية بصورة خاصة في تطوير إنتاج الخضراوات (طماطم وفاصولياء وبصل وغيرها) التي تسوق في مدينة جدة، كما يغطي العلف مساحات من الحقول الصغيرة المتعددة، ويلاحظ على طول هذا السهل واحات نخيل صغيرة وقديمة يميل بعضها إلى الزوال بسبب هبوط منسوب الطبقة المائية الجوفية.
 
12 - سهل وادي خليص:
 
يتركز القسم الأعظم من المناطق الزراعية الموجودة في المحافظتين الفرعيتين خليص والكامل طوال هذا السهل، وتبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة نحو 1230 هكتارًا، وهي غالبًا ما تكون مجزأة إلى حقول صغيرة المساحة يتم ريها بوساطة الآبار قليلة العمق، ويتجه النشاط الزراعي في السهل الأسفل إلى إنتاج الخضراوات.
 
ولا نجد في هذا القسم من السهل أشجار النخيل، في حين أننا نجد تركيزًا مهمًا لمزارع النخيل التقليدية في القسم الأوسط منه وعلى المصاطب الضيقة لأطراف الوادي، إلا أن الهبوط المستمر لمنسوب المياه الجوفية يؤدي في بعض الأمكنة إلى هجر مزارع النخيل التقليدية وزوالها في بعض الأحيان؛ إذ لا توجد هنالك أي مزرعة نخيل حديثة العهد، ونلاحظ في جميع أنحاء السهل وجود عدد كبير من المزارع الصغيرة لأشجار الحمضيات وبخاصة الليمون.
 
13 - سهل وادي رابغ: 
 
يتجه النشاط الزراعي هنا نحو زراعة الخضراوات التي يتم تسويقها في جدة، وتبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة قرابة 1035 هكتارًا، وتم خلال السنوات القليلة الماضية إنشاء عدد كبير من بساتين الفواكه الجديدة (الليمون، البرتقال)، كما أننا نجد في هذه المنطقة عددًا من مزارع النخيل التقليدية تنتج كمية ونوعية غير جيدة من التمور، إلا أن المزارعين يتجاوبون حاليًا مع السياسة التي تهدف إلى إنشاء مزارع النخيل الجديدة مقابل إعانات تمنحها الحكومة.
 
14 - السلاسل الجبلية لمنطقة الطائف:
 
يوجد في هذه المنطقة الجبلية عدد من السهول الصغيرة التي يسمح مقطعها بإنشاء سلسلة من المصاطب يتم زرعها بصورة كثيفة. ويتجه النشاط الزراعي نحو إنتاج الخضراوات والفواكه مثل العنب، مع عدد قليل من مزارع النخيل والقمح والحراج، وقُدرت مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بنحو 13810 هكتارات.
 
15 - سهول وديان صبيح ورنية وتربة:
 
تحتل زراعة النخيل في وادي تربة مكانًا مهمًا من النشاط الزراعي (قرابة مليون شجرة نخيل)، ويتم حاليًا تطوير زراعة أشجار الفواكه الجديدة، وإنتاج الخضراوات (طماطم وبطاطس) التي تسوق في مدينة الطائف، وتم تقدير مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في وادي تربة بنحو 4260 هكتارًا، أما في وادي رنية فيرتبط النشاط الزراعي الرئيس فيها بزراعة أشجار النخيل التي تم تقدير عددها بنحو 180000 وتنتج 9300 طن سنويًا، كما توجد بعض بساتين الفاكهة ولا سيما الليمون وبعض حقول زراعة القمح التجريبية، أما الخضراوات فيتم استهلاكها على الصعيد المحلي وتقدر مساحة الأراضي الزراعية بوادي رنية بنحو 1930 هكتارًا.
 
وطوال وادي صبيح الذي يمتد على نحو 120كم هناك عدد كبير من مزارع النخيل تم تقديرها بنحو 120000 شجرة منتجة، ونحو 7000 طن سنويًا، وتمثل المزارع الحديثة نحو 6% من مساحة الأراضي المزروعة، كما أننا نلاحظ وجود عدد من البساتين الحديثة لأشجار الحمضيات، وعلى الأخص الليمون، كما يزرع العلف من أجل الاستهلاك المحلي فقط. وقد قدرت مساحة الأراضي المزروعة بوادي صبيح بنحو 3415 هكتارًا.
 
شارك المقالة:
58 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook