اليمامة في العهد الراشدي ومهماتها بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
اليمامة في العهد الراشدي ومهماتها بالرياض في المملكة العربية السعودية

اليمامة في العهد الراشدي ومهماتها بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
بعد القضاء على حركة الردة كان من الطبيعي أن ينصَّب على اليمامة من يقوم بإدارتها، فقد عين خالد بن الوليد سمرة بن عمرو العنبري على اليمامة بعد مغادرته إياها في رواية البلاذري  ،  في حين يورد خليفة بن خياط ما يدل على أن سليط بن قيس هو الذي ولي أمر اليمامة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه إذ ذكره ضمن عمال أبي بكر. وورد أيضًا أن أبا بكر عين مطرف بن النعمان بن سلمة واليًا ماليًا على اليمامة. وإزاء هذا التضارب الظاهر في تلك الروايات يبدو لنا أن سليط بن قيس الصحابي، ذا الفضل والسابقة، تولى أمور الإمامة وشؤون القضاء، في حين خلف سمرة بن عمرو العنبري خالدًا على الجند وإدارة المستقرات التميمية الجديدة، وتولى مطرف بن النعمان شؤون بني حنيفة في تلك الظروف الانتقالية من تاريخ القبيلة
 
وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه يفهم مما يذكره الطبري أن اليمامة كلها ارتبطت أولاً بولاية عمان، فأصبح حذيفة بن محصن يتولى الإقليمين، ثم ارتبطت بولاية البحرين سنة 16هـ / 637م إذ وليها العلاء بن الحضرمي، في حين ظل حذيفة بن محصن على عمان في تلك السنة. وممن تولى اليمامة والبحرين بعد ذلك عثمان بن أبي العاص وأبو هريرة  .  وتولى قضاء اليمامة في عهد عمر بن الخطاب سلمة بن وقش الأنصاري  .  ويظهر أن ارتباط اليمامة بولاية البحرين ظل قائمًا في عهد عثمان بن عفان. أما في عهد علي بن أبي طالب فبناءً على ما يذكره بعض الباحثين، فقد ارتبطت تلك الولاية بمكة والطائف  
 
لقد أولت الخلافة الراشدة مسألة نشر التفقه في الدين بين الأهالي جُلَّ عنايتها إلى جانب إقرار الأمن والنظام في كل الولايات، ومنها ولاية اليمامة. ولعل اختيار صحابة لهم باع في التفقه والرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم لتولي مناصب الإدارة في اليمامة وما جاورها، كأبي هريرة وعثمان بن أبي العاص ما يدل على ذلك. كما عنيت الخلافة الراشدة بالقضايا التعليمية والتثقيفية، وبذل الخلفاء جهودهم في سبيل دمج البداة العرب في جسم الأمة من أجل أن تتجاوز تلك القبائل مرحلة الانضواء الشكلي إلى الولاء الحقيقي للدين الحنيف، والاستجابة الفعلية لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولتعمل زعامتها في ظل مفهوم الأمة الواحدة بدل الأعراف القبلية المتعصبة
 
ومن مهمات الولاية الرئيسة في العهد الراشدي، إمداد جبهات القتال وأمكنة الرباط وتزويدها بالمقاتلين. فقد حث عمر رضي الله عنه عمالاً على الكور والقبائل في سنة ثلاث عشرة للهجرة، على انتخاب حملة السلاح وأهل الفروسية والنجدة والرأي ليوجههم بعد ذلك إلى جبهات الفتح  
 
حدثت هجرات قبلية من المنطقة؛ وبخاصة من القبائل المضرية وفروع بكر بن وائل المستقرة في اليمامة مواكبة لحركة الفتوحات الإسلامية، فشاركت في عمليات الفتح، واستوطنت في الأقاليم المفتوحة لتكسبها الصفة العربية الإسلامية، إذ أسهمت تلك القبائل اليمامية في ترسيخ أثر اللغة العربية ونشر الدين في تلك الأقاليم.
شارك المقالة:
43 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook