اليمامة وعالية نجد في العهد الأموي في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 اليمامة وعالية نجد في العهد الأموي في المملكة العربية السعودية

اليمامة وعالية نجد في العهد الأموي في المملكة العربية السعودية.

 
انتهى عهد الخلافة الراشدة ليحل محله حكم بني أمية للعالم الإسلامي 41 - 132هـ / 661 - 750م، وكان أبرز منجز يحفظه التاريخ لتلك الدولة في بداية حكمها أن مؤسسها معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه جمع الأمة ونقلها من وضعية كانت تهدد بتشرذمها وتفسخها إلى وحدة عامة شملت العالم الإسلامي كله.
 
وفي عهد بني أمية شهدت اليمامة وعالية نجد مجموعة من الأحداث والتطورات من أبرزها:
 هجرات القبائل من المنطقة إلى مناطق الفتوح. وأن جزءًا من القبائل القيسية في الشام مثل (باهلة، وكلاب العامرية، وقشير) شكلت مع العرب اليمانية في الشام القاعدة المتينة التي ساندت قيام الدولة الأموية، مع أن دورهم تراجع بعد ذلك، ليعود مرة أخرى إلى النشاط والقوة حسب مقتضيات السياسية الأموية التوازنية تجاه القبائل.
 شهدت اليمامة في العهد الأموي جهودًا محدودة من قِبل بعض الخلفاء استهدفت عمارة بعض الأراضي الزراعية  
 كذلك شهدت اليمامة حركة النجدات (وهم من الخوارج)   66 - 72هـ / 686 - 691م إذ استقل أولئك باليمامة وما جاورها، وامتد نفوذهم إلى حضرموت واليمن 
ارتبطت اليمامة في أوائل الحكم الأموي بولاية المدينة النبوية؛ فطوال حكم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كانت اليمامة من التوابع الإدارية للمدينة النبوية. ويعني ذلك أن أبرز من تولاها وأشرف على شؤونها مروان بن الحكم وسعيد بن العاص، فقد توليا المدينة بالتعاقب معظم فترات ذلك العهد  .  وفي أثناء ولاية مروان بن الحكم على المدينة وإشرافه على ولاية اليمامة، برز أثر مولاه أبي حفصة بوصفه عاملاً على الجباية. ومن ثَمَّ ترسخت مكانة أبي حفصة وذريته في المنطقة بوصفها أسرة ذات نفوذ وحظوة عند الأمويين ثم العباسيين 
 
عني معاوية بن أبي سفيان بالاستثمار في مجال الزراعة في الخضرمة، إذ وطن هناك مجموعة كبيرة من الرقيق بلغ عددهم بنسائهم وأولادهم أربعة آلاف  .  وربما كان ذلك جزءًا من سياسة اتبعها في أقاليم أخرى منها المدينة النبوية إذ إن له أراضي صواف بالمدينة تنتج التمر 
وليس من المعروف على وجه الدقة أجناس هؤلاء الرقيق، ولعل الدولة الأموية شعرت بحاجة المزارع المهجورة إلى أيدٍ عاملة وعمارة وإصلاح في ظل هجرة جزء من السكان إلى المناطق المفتوحة (المدن) التي تم تمصيرها. ومع أن تلك السياسات الأموية الهادفة إلى تعمير بعض المساحات الزراعية قد أسهمت في إنعاش الحياة الزراعية في أراضٍ مملوكة للخليفة أو لبيت المال، إلا أن النشاط الزراعي في تلك المنطقة وغيرها من المناطق تأثر سلبًا بالسياسات الجبائية وسوء معاملة الفلاحين من قِبل السعاة وغيرهم  ،  بالإضافة إلى عوامل الجدب والقحط والآفات المهلكة للزرع والحرث 
 
شارك المقالة:
64 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook