امتداد حركة المنتديات الثقافية إلى القطاع الأهلي بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 امتداد حركة المنتديات الثقافية إلى القطاع الأهلي بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

 امتداد حركة المنتديات الثقافية إلى القطاع الأهلي بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
لم يقتصر الاهتمام بالحركة الثقافية على المؤسسات الحكومية بل امتد ذلك إلى القادرين من الأهالي، الذين شعروا بأن تقدير الثقافة، ودعمها، وتكريم المثقف يحقق لهم حضورًا في الوهج الثقافي، ويؤدي عنهم مسؤولية النهوض بالمستوى الثقافي لوطنهم، ويجعل الحركة الثقافية ملازمة للوعي الاجتماعي، ومصاحبة للرقي الحضاري، فكان أن قام عدد من الصالونات الأدبية والثقافية، يتم فيها اللقاء بين أطياف ثقافية مختلفة تطرح فيها قضايا وحوارات، ويتم من خلالها تبني مشروعات ثقافية، فبعض الصالونات لا يقصر نشاطه على مجرد اللقاء والحوار، بل إنها تمتد بذلك إلى دعم الإصدارات الثقافية، وتهيئ المكان والدعم لخدمة المواهب الثقافية، وإظهار الصوت الثقافي لأبناء هذه البلاد، على النحو الذي سيتطرق إليه الحديث أثناء الإشارة إلى هذه الصالونات وفعلها الثقافي، ومن أهم هذه الصالونات:
 
أ - اثنينية عبد المقصود خوجة: 
 
ارتبط اسم هذا الصالون بموعد إقامته مساء يوم الاثنين، ولئن كانت نشأة هذه الاثنينية في المرحلة السابقة، إذ بدأت نشاطها عام 1403هـ / 1983م، إلا أننا آثرنا تأجيل الحديث عنها إلى هذه المرحلة، نظرًا لأنها بدأت تتكون مع غيرها من الصالونات في هذه المرحلة، ما يشبه الظاهرة الثقافية التي جعلت أثرياء المثقفين والوجهاء يتجهون في هذه المرحلة إلى فتح داراتهم، وبذل شيء من إمكاناتهم وأموالهم في خدمة الحركة الثقافية، وإبراز الدور الحضاري، والوعي الثقافي لإنسان هذه البلاد، وأجلنا الحديث عنها إلى هذه المرحلة أيضًا لئلا يتكرر الحديث عنها هنا وهناك. ويظهر نشاط الاثنينية الثقافي في مجالات منها:
 
1 - التكريم:
 
كرمت الاثنينية عددًا من الشخصيات الثقافية، والإعلامية والسياسية، ويتم التكريم بتقديم برنامج يشتمل في أغلب الأحوال على الآتي:
 
 كلمة الاثنينية، يقدمها عبد المقصود محمد سعيد خوجة، يتحدث فيها عن الضيف، وتاريخه، وما قدم، وعلاقته بالوسط الثقافي الاجتماعي، ونشاطه في الحركة الثقافية، ومجال اهتماماته.
 
 كلمات من مجموعة من الشخصيات عاشروا الضيف، أو زاملوه في مرحلة من المراحل، أو كانوا في مكان يجعل كلمتهم عن الضيف ذات دلالة، ومؤدية لشهادة عن فعله في الوعي والثقافة.
 
 تقديم الضيف شهادة عن تجربته، وعن ذكرياته، وعن علاقته بالفعل والنشاط الذي استقطب اهتمامه، وشغل به.
 
 إقامة حوار مع الضيف، عن جوانب يجد محاوروه أن إثارتها تسلط ضوءًا على تجربته، أو تظهر وجهة نظر فيما قدم، أو قراءة لعلاقته بالسياق الثقافي والاجتماعي.
 
وقد كرمت الاثنينية عددًا من الشخصيات الثقافية والسياسية والإعلامية التي يضيق المجال عن ذكرها، وسنذكر أمثلة تمثل مختلف الفئات المكرمة:  
 
 حفل تكريم الأساتذة المشاركين في ندوة (قراءة جديدة للتراث) التي نظمها نادي جدة.
 
 حفل تكريم رؤساء الأندية الأدبية.
 
 حفل تكريم معالي الدكتور عبد السلام المسدي.
 
 حفل تكريم معالي الأستاذ حسين عرب.
 
 حفل تكريم الأستاذ الطيب صالح.
 
 حفل تكريم الدكتور نذير العظمة.
 
 حفل تكريم الشاعر أحمد صالح الصالح.
 
 حفل تكريم الأستاذ عبد هـ خال.
 
 حفل تكريم الأستاذ إبراهيم البليهي.
 
 حفل تكريم الدكتور يوسف عز الدين.
 
 حفل تكريم الدكتور تركي بن حمد التركي الحمد.
 
 حفل تكريم الأستاذ محمد المنصور الشقحاء.
 
 حفل تكريم الأستاذ عبد العزيز سعود البابطين.
 
 حفل تكريم الأستاذ عابد محمد علي خزندار.
 
 حفل تكريم الأستاذ محمد رضا نصر الله.
 
 حفل تكريم الأستاذ مشعل السديري.
 
 حفل تكريم الأستاذ عبد الله الداري.
 
 حفل تكريم الأستاذ عبد الحميد مشخص.
 
 حفل تكريم الأستاذ قاسم حداد.
 
2 - التعاون مع المؤسسات الثقافية:
 
ومن ذلك تعاونها مع النادي الثقافي الأدبي بجدة، فقد استضافت عام 1409هـ / 1989م ضيوف الندوة التي عقدها النادي تحت عنوان (قراءة جديدة لتراثنا النقدي)، وتم الحوار بين ضيوف الندوة وعدد من وجوه الثقافة والمجتمع من رواد الاثنينية, واستضافة المشاركين في الملتقى الرابع لقراءة النص عام 1425هـ / 2004م، ومن ذلك أيضًا استضافة بعض اللقاءات التي نظمتها إدارة الثقافة والمكتبات بإدارة التعليم بجدة مثل الأمسية الشعرية التي أقامتها لعدد من الشعراء في موسم عام 1422 - 1423هـ / 2001 - 2002م.
 
3 - الإصدارات الثقافية:
 
قامت الاثنينية بتوثيق فعالياتها، وأصدرتها في سلسلة تحمل اسم (إصدارات سلسلة الاثنينية) إذ يتم نشر فعاليات كل موسم تحت عنوان (فعاليات الاثنينية) وإلى جانبه العام الذي تمت فيه تلك الفعاليات منذ عام 1403هـ / 1983م.
 
كذلك قامت الاثنينية بطباعة ونشر بعض الأعمال الأدبية منها:
 
 عبدالله بلخير شاعر الأصالة، محمود رداوي، 1415هـ / 1995م.
 
 ديوان قلبي على وطني، يحيى السماوي، 1413هـ / 1993م.
 
 ديوان الأعمال الكاملة للشامي، أحمد الشامي، الأولى 1412هـ / 1991م.
 
 ديوان زكي قنصل، 1416هـ / 1995م.
 
 الأعمال الكاملة للشاعر أحمد الغزاوي، 1421هـ / 2000م.
 
 التوازن معيار جمالي، غادة الحوطي، الأولى 1415هـ / 1995م. الثانية 1421هـ / 2001م.
 
 الأعمال الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجة، حسين عاتق الغريبي، الأولى 1422هـ / 2001م.
 
ب - ثلوثية محمد سعيد طيب:
 
وقد اشتهرت هذه الثلوثية بما يطرح فيها من آراء وحوار حول موضوعات تتحرك في الساحة الثقافية، والمشهد الاجتماعي، والواقع السياسي، وبتواضع يراها صاحبها أنها أخذت من الاهتمام وتسليط الأضواء من البعض - بحسن نية أو غيرها - أكثر مما تستحق، فهي لا تعدو كونها مجلسًا خاصًا لأناس خاصين، يناقشون فيه أمورًا غير خاصة  .  وليس للثلوثية جداول أو برامج لما يثار فيها، فهي مجلس لقاء للحوار، يترك فيها الحديث على سجيته ينساب بين المتحاورين، يلتقي فيها المثقفون من الشباب إلى جانب المثقفين من الجيل السابق، فهي كثيرًا ما أتاحت الفرصة لرجال الفكر والثقافة للالتقاء ببعض الشخصيات ذات العطاء المتميز، ويسمي الطيب ما يجري في ثلوثيته (الحراك الثقافي)  
 
ج - أحدية العشقي:
 
ويلتئم شمل روادها مساء يوم الأحد في منـزل الدكتور أنور عشقي، ويطرح فيها موضوعات يكلف أصحابها بإعدادها، فيكلف أحد المختصين بالكتابة في موضوع يعنى به، يتحدث فيه مدة ثلاثين دقيقة، ثم يتلوه معقب يعلق في حدود عشر دقائق على المحاضرة، ثم يفتح الحوار، وبعد انتهاء الأسئلة يكون العشاء، ثم الشعر ويعدّ كل من الشيخ أحمد الشامي، معروف الدواليبي، ود. حسان رفة من أبرز من حاضر في الأحدية. وقد ارتبطت الأحدية بالمركز الذي أسسه صاحبها (مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية)، وأصبحت توزع خلاصتها على 32 مركزًا إستراتيجيًا على مستوى العالم 
 
شارك المقالة:
39 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook