تعرّف انخفاض درجة حرارة الجسم (بالإنجليزية: Hypothermia) على أنها حالة طبية تحدث عندما يفقد الجسم حرارة أكثر مما ينتج، وتحدث هذه الحالة نتيجة التعرض للماء البارد أو الطقس البارد جداً، وتعد درجة حرارة الجسم منخفضة عندما تبلغ 35 درجة مئوية للبالغين، أما بالنسبة للرضع أقرت منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization) أن درجة حرارة جسم الرضيع تعد منخفضة عند بلوغها 36.5 درجة مئوية، ومن الجدير بالذكر أن درجة حرارة الجسم الطبيعية تبلغ37 درجة مئوية، وتعد هذه الحالة طارئة لأنه عند حدوثها لا يعمل كل من القلب والجهاز العصبي وغيرها من أعضاء الجسم بصورة طبيعية، لذلك يشكل انخفاض درجة حرارة الجسم حالة مرضية خطيرة، خاصة إذا ما وصلت درجة الحرارة إلى ما دون 32 درجة مئوية، وتعد درجة الحرارة مقياساً لقدرة الجسم على انتاج الحرارة وفقدها، لذلك تعد صحة الجسم جيدة عند محافظته على درجة الحرارة ضمن المعدل الطبيعي حتى في الحالات التي تتغير فيها درجات الحرارة خارج الجسم، ومن الجدير بالذكر أنه عند انخفاض درجات الحرارة والتعرض لمسببات انخفاضها بشكل مستمر يستجيب الجسم لذلك بطرق مختلفة للحفاظ على درجة حرارته الطبيعية، حيث يعمل نظام الدفاع التلقائي للجسم لمنع المزيد من فقدان الحرارة، وذلك من خلال: التقليل من تدفق الدم إلى الجلد، إفراز بعض الهرمونات التي تساعد على إنتاج الحرارة، والارتعاش أو القشعريرة (بالإنجليزية: Shivering)، إذ يساعد الارتعاش على الحفاظ على درجة الحرارة طبيعية داخل الاعضاء الرئيسية.
تعتمد الأعراض المرافقة لانخفاض درجة حرارة الجسم على درجة حرارة البيئة المحيطة بالفرد ومدة التعرض لها، وتعد القشعريرة إحدى أعراض انخفاض درجة الحرارة، حيث تدل القشعريرة الشديدة على أن درجة حرارة الجسم منخفضة بشكل كبير، بينما القشعريرة البسيطة التي يمكن التحكم بها تدل على أن درجة حرارة الجسم منخفضة بشكل بسيط، ومن الجدير بالذكر أن الأعراض المرافقة لانخفاض درجات الحرارة عند الرضع تختلف عن التي تظهر عند البالغين، حيث يظهر جلد الرضيع باللون الأحمر الزاهي ويكون شديد البرودة، كما أنه يلاحظ انخفاض كل من معدل نشاطه وبكائه، وكما ذكر سابقاً تختلف الأعراض المرافقة لانخفاض درجة الحرارة باختلاف شدة إنخفاضها، حيث إنه يوجد ثلاث مراحل لانخفاض درجة الحرارة، نذكرها مع الأعراض المرافقة لها فيما يأتي:
يعد انخفاض درجة الحرارة من الحالات التي تستدعى التدخل الطبي، وخاصة عند ظهور مجموعة من الأعراض والعلامات على الطفل نذكر بعض منها فيما يأتي:
يعد التعرض للطقس البارد أكثر أسباب انخفاض الحرارة شيوعاً، وبشكل عام يؤدي التعرض لفترات طويلة لدرجات حرارة أقل من درجة حرارة الجسم إلى انخفاض درجة الحرارة الجسم، وكما ذكر سابقاً تنخفض درجة حرارة الجسم عندما يفقد الجسم الحرارة أكثر مما ينتجها، ومن الجدير بالذكر أن الأطفال الرضع تنخفض حرارة أجسامهم أكثر من البالغين وذلك لأنهم لا يملكون احتياطي للطاقة تمكنهم من الارتعاش لرفع درجة حرارة أجسامهم، وبشكل عام يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الجسم لدى الأطفال، ومنها:
يشخص الطبيب انخفاض درجات الحرارة من خلال قياسها وملاحظة الأعراض الظاهرة على المصاب، وكما ذكر سابقاً يقسم انخفاض درجة الحرارة إلى ثلاثة أقسام بناء على شدة الإنخفاض، فقد يكون الإنخفاض خفيفاً، أو معتدلاً، أو شديداً، وذلك بناء على درجة الحرارة التي تم الحصول عليها بعد قياسها، ومن الجدير بالذكر أن درجة حرارة الجسم يمكن قياسها من مواضع مختلفة في الجسم وأكثرها شيوعاً الفم، والأذن، ومنظقة تحت الإبط، والمستقيم، ويجب التنويه إلى أن قراءات درجة الحرارة تختلف باختلاف الموضع التي تم قياسها منه، فمثلاً تكون درجة حرارة الجسم عند قياسها من الأذن أو المستقيم أعلى بقليل من القراءات التي تظهر عند قياسها من الفم، وتعد قراءة درجة الحرارة التي يتم أخذها من المستقيم هي الأدق.
يحتاج الطفل المصاب بانخفاض درجة الحرارة إلى تلقي العللاج الفوري، لأن إنخفاض درجة الحرارة يعد من الحالات الحرجة التي تتطلب المعالجة الفورية وذلك لتجنب المضاعفات التي قد تحدث، ويجب التنبيه إلى ضرورة طلب المساعدة الطبية الطارئة في حال تعرض الطفل للارتعاش الشديد والتشويش، بالإضافة إلى ذلك يجب البدء بالانعاش القلبي الرئوي (بالإنجليزية: Cardiopulmonary Resuscitation) واختصاراً CPR عند ملاحظة أن الطفل لا يتنفس أو في حال كان تنفسه ضحلاً، ومن الإجراءات التي يمكن القيام بها لعلاج انخفاض حرارة الجسم نذكر الآتي: