إنّ الإنسانَ مفطورٌ على حُبِّ الجمال في كلِّ شيء، فوَضع الجمالَ في مكانِ معيشته، وضِمن البناء المعماريّ لمدينته، وجمّلَ نفسه بالأزياء والحُليّ المختلفةِ. وتُعدّ الحضارة الفرعونيّة من الحضارات القديمة التي اهتمّت بالجمال، فابتكر المصريون كُحل العيون، والشَّعر المستعار، والمَرايا المصنوعة من النحاس أو الفضّة، بالإضافة للحُليّ والمُجوهرات المتنوّعة.
تختلف النظرة إلى الجمال باختلاف المجتمعات والثقافات والأفكار والعادات وتعاقب الأوقات؛ إذ إن لكلِ مجتمع أو ثقافة أو حقبة تاريخيّة نظرة خاصّة نحو الجمال، وقد كان لجمال المرأة نصيبٌ من الاختلاف والتنوّع في إدراكه وفهمه بين الشعوب، وفيما يأتي معلومات عن أجمل نساء الأرض قديماً وحديثاً.
سجّل التّاريخ معلوماتٍ عن نساءٍ تمتّعنَ بجمالٍ أعطاهنّ القوَّة لحُكمِ أكبر الإمبراطوريّات، ومن أشهرِ النّساء اللواتي خلّد التاريخ جمالهنّ نذكرُ:
حصلت المرأة في العصر الجاهليّ على الكثير من الاهتمام فيما يخصُّ جمالها وصِفاتها؛ حيث اهتمّ الشعراء بوصف النساء في الشّعر. وقد فُتن الكثير من شعراء الجاهليّة بالنساء وجمالهنّ، مثل عنترة بن شدّاد، وجميل بثينة، وعمر بن أبي ربيعة. أمّا في العصر الإسلاميّ فقد طغت قِيمُ العفّة والنّبل على معايير جمال المرأة الظاهريّ.
يتطلّع عددٌ من النّساء في العصر الحديث إلى مفهوم الجمال بإطاره الضيّق والمرتبط بجمالهنّ الشكليّ، ويصوّر جمال المرأة في الواقع الحاليّ بنطاقٍ ضيّق ومحصور ومحدود، كأن توصف المرأة الجميلة على أنّها المرأةُ طويلةُ القامةِ والنّحيفة، وتُبدي النّساء رغبةً في توسيع نطاق مفهوم الجمال الخاص بهن؛ ليضمّ مختلف الأشكال والأحجام والأعمار. ويُعتبر شعور المرأة الداخليّ هو الذي يجعلها تنظر إلى نفسها على أنّها جميلة، وليس الانطباع الشكليّ الخارجيّ الخاص بها. ويمكن تعزيز الشعور بالجمال عند المرأة من خلال الآتي:
الجمال ضد القبح، وهو الزّينة والحُسن، ويعرَّف اصطلاحاً بأنه حُسن الشيء ونُضرته وكَماله على وجهٍ يليق به. ويأتي جمال الإنسان من تسوية خلقته، وعدم وجود نقصٍ أو خلّل في بُنيته، ولا يرتبط الجمال بالصورةِ الظاهرة للإنسان فقط، بل يتعدى ذلك لجمال الباطن، والقلب، والفعل، والعمل.
يوجد الجمال في الكثير من المظاهر المتنوّعة، مثل جمال الأرض وطبيعتها، وجمال الكون بسمائه ومجرّاته وكواكبه، وجمال الإنسان، والجمال الخاص بالحيوانات، وجمال الكلمات والمعاني كالأسماء والأقوال والصفات. ويُقسم الجمال إلى نوعين، وهما:
إنّ جميع النّساء جميلات ولكلِّ واحدةٍ جمالٌ يميّزها عن غيرها، كما تختلفُ معايير الجمال من مكانٍ لآخر، ولكلّ شخص نظرةٌ مختلفة عن الجمال الّذي يَلفت نظره، وفيما يأتي بعضُ المعايير العامّة للجمال التي قد تكون مُشترَكةً بين الناس في هذا:
يتمّ استغلال مفهوم الجمال عندَ المرأةِ من خلال وسائلِ الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعيّ؛ حيث تُفرضُ معايير وهميّة باستخدام الصّور المعدّلة على برامج الحاسوب المختلفة؛ ممّا يجعل بعض الفتيات يسعينَ إلى تحقيق صورةٍ وهميّةٍ للجمال. ويسبب الوهم مشاكل نفسيّة، مثل ضعف الثّقة بالنّفس وقلّة تقدير الذّاتِ، فتلجئ بعض النّساءُ إلى عمليّات التجميلِ، والعاداتِ الصحيّة السيئة، والهواجس الماديّة المتمثّلة في شراءِ مستحضراتٍ تجميليّة وغيرها من السّلعِ. وقد استُغلّ جمال المرأة بمفهوم عُرِفَ بسلعةِ الجمال، فربطَ جمالها بجانب الإعلاناتِ وعروض الأزياءِ، وتمّ تهميش دورها في مجالاتِ الحياةِ المُهمّة والمؤثّرة، فربطت المرأة نجاحها بمدى جاذبيتها الشكليّة؛ لذلك يجب عليها إدراك أن جمالها لا يرتبطُ بمعايير الإعلامِ الوهمية، فلكلّ فتاة جمالٌ يميّزها ونجاح مرتبطٌ بثقافتها وجمال روحها وإنجازاتها في المجتمع