يرتبط مفهوم الشخصيّة القويّة بالمُصطلح ألفا، وهي عبارة تدل على القوّة والمُنافسة، وحب الإنجاز، والسعيّ خلف الطموح، وهي شخصيّة عظيمة ومميّزة، لكن يعاني أصحابها من سوء فهم من حولهم؛ لطبيعتهم، وسمات شخصيّتهم الفريدة من نوعها التي تفرض نفسها على من حولها، وتجعلهم يخافون من التعامل معهم، أو يُتهمون بالغرور والهيمنة، أو الوقاحة وسوء التصّرف، وعدم احترام الآخرين، لكن كما ذُكر سابقاً يرجع السبب في ذلك عدم الفهم الصحيح لهم ولطبيعة شخصيّتهم المُريحة والمُتجانسة داخليّاً، والتي ستُذكر أبرز صفاتها لاحقاً.
يتمتع أصحاب الشخصيّة القويّة بالعديد من الصفات المميّزة، ومنها ما يأتي:
يرغب أصحاب الشخصيّة القويّة بتقديم الأفضل من خلال التركيز على العمل، وإتقانه، ومُحاولة تجاوز العقبات التي قد تعترض طريقهم، والتفكير في حلول للمصاعب التي تُعرقل طريقة سير العمل كما يتمنّون، كما أنّهم لا يُحبون تضييع الوقت على أمورٍ غير مُفيدة، ولا يتجاوبون مع الأعذار غير المنطقيّة، ولا يتسامحون مع من يُقدّم عُذراً كاذباً بهدّف التملّص من واجبه، أو تبرير تقصيره، وعدم محاولته إنجاز العمل بأمانة أو بذل جهدهم لإتقانه.
تظهر ثقة أصحاب الشخصيّة بنفسهم من خلال العلامات والسلوكيات الآتية:
يتحلى أصحاب الشخصيّة القويّة بالقدرة الجيّدة على التكيّف ومواكبة التغيير، وإدارة المواقف الصعبة بطريقة إيجابيّة ومميّزة، وعدم الاستسلام للواقع أو الخسارة، حيث يتمتعون بثقة عاليّة في التعامل مع التغيّرات الديناميكيّة، ورغم شعورهم بالخوف إلا أنه لن يكون عائقاً أمامهم أو سبباً للاستسلام، حيث يميلون للتفكير بالالتفاف حول الحُفر والعثرات، بدلاً من السقوط بها، وتحدي الصعوبات والمخاوف، ومراحل انعدام الأمن واستغلالها للتقدّم والتطور والوصول للنجاح.
يستخدم أصحاب الشخصيّة القويّة عقلهم بطريقةٍ شبه دائماً في تحليل المواقف والتصّرف واتخاذ القرارات في حياتهم، ومُعظمهم أشخاص واقعييّن وغير عالقين بالماضي، حيث إن عقلهم يؤهلهم للتصرف بإدراك ومنطق كبير بما يدور من حولهم، من خلال استخدام الملاحظة، والحدس الصحيح، والإدراك، والربط، والمُقارنة، وتحليل الأمور، وعدم خداع أنفسهم، أو التنبؤ واستخدام الخيالات المُستقبليّة والتصورات التي تُسبب لهم الخوف من القادم.
يؤمن أصحاب الشخصيّة القويّة بأنهم أحرراً ولا يدينون للأشخاص من حولهم بجميلٍ، وبالمُقابل يحترمون حقيقة أنّ الآخرين غير مدينون لهم بشيءٍ أيضاً، لكنهم يتمتعون بالطيبة والعطف والرحمة التي تدفعهم لمدّ يد العون لغيرهم، وعدم التخاذل في سبيل مُساعدتهم بلا تردد من باب الاحترام والعطف، وليس من باب الالتزام والشعور بالخجل أو الإكراه، حيث إنهم لا يشعرون بالمسؤوليّة اتجاههم لكن لديهم دافع شخصيّ نبيل بالاهتمام بمن حولهم وتقديم الرعاية لهم والاكتراث لرفاهيتهم وراحتهم، وهي صفة جميلة ومميّزة لأصحاب هذه الشخصيّة.
يهتم أصحاب الشخصيّة القويّة بأهدافهم ويسعون للحصول عليها، ولا يُحبون إضاعة الوقت بالثرثرة التي لا جدوى منها، والتحدّث مع أشخاص لا يُثيرون اهتمامهم، ويؤمنون بأن الأفعال تُصدّق وتوثّق أقوال المرء، لذا لا يرغبون بالأحاديث التي لا تخدم مصالحهم، لكن بالمُقابل فإنهم يهتمون بالتفاصيل الصغيرة التي يراها البعض غير مُفيدة، لكنها بالنسبة لهم تُهمهم في تحقيق غاياتهم ومصالحهم، عدا عن ذلك فهم ماهرون في الاستماع بطريقةٍ جديّة تُربك المُتحدّث وتُحيّره، وعندما يكون أصحاب الشخصيّة القويّة من الأشخاص المُثقفين والمُتعلمين فهم لا يُحبّون التحدّث مع أصحاب الأفكار المُتسرّعة والأحكام الجاهلة التي تفتقر للتفكير والوعيّ لما تحمله من معاني، وهي ميّزة فعّالة لتعليم الآخرين وتوعيّتهم لضرورة التفكير قبل التحدث بجهلٍ وبلاهة.
هنالك بعض الصفات الأخرى التي تُميّز أصحاب هذه الشخصيّة عن غيرهم، ومنها:
يُمكن للمرء الحصول على شخصيّة قويّة من خلال اتباع التوجيهات والنصائح الآتية: