حرصت الشّريعة الإسلاميّة على بقاء المساجد عامرة بروّادها من خلال التّأكيد على ثواب صلاة الجماعة في المساجد، فما هو حكم الصّلاة في المساجد في الإسلام ؟ وما هي أهميّتها بالنّسبة للفرد والمجتمع ككلّ ؟
اختلف علماء المسلمين في حكم الصّلاة في المسجد، فمنهم من قال بأنّها واجبةٌ على التّعيين، بمعنى أنّها واجبٌ على كلّ فردٍ مسلم يسمع نداء الصّلاة بحيث أنّه يؤثم على عدم الخروج إليها وإقامتها مع المسلمين، ويتبنّى هذا الرّأي طائفةٌ من الحنفيّة وأغلب الحنابلة، ومن الأدلّة التي يستندون عليها ما ورد من الأحاديث الصّحيحة ومنها قوله عليه الصّلاة والسّلام: "وَالّذي نَفْسي بيدَهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بحَطَبٍ فيحتطب، ثُمَّ آمُرُ بالصَّلاةِ فَيُؤدَّنُ لهَا، ثُمَّ آمُرُ رَجُلًا فَيَؤُمَّ النّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفُ إلى رجَالٍ " لا يَشْهَدُنَ الصَّلاة " فأُحَرِّقُ عَلَيهِمْ بُيُوتَهُمْ، وَالّذي نَفْسي بيَدِهِ لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنّهُ يَجِدُ عَرْقاً سَمِيناً أَوْ مِرْمَامتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ " مُتّفقٌ عَلَيْهِ وَاللّفْظُ للْبُخَاريِّ.