بحث شامل عن بر الوالدين

الكاتب: رامي -
بحث شامل عن بر الوالدين
محتويات المقال

بر الوالدين
لماذا أمرنا الله ببر الوالدين؟
من الأسباب الإضافية لحقوق الوالدين وبر الوالدين:
كيف يكون بر الوالدين :
دور الدولة في الإسهام في بر الوالدين:
بر الوالدين في الإسلام
ماذا فعل الغربيون في الحد من عقوق الوالدين؟
بر الوالدين

بر الوالدين من أكثر الصفات المطلوبة لتعمير الأرض ونشر السلام والتسامح ورد الجميل” فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان” وهما أولى بالبر والرعاية إذ قدما الكثير من العمر والوقت والصحة والمال لتنشئة الأبناء حتى يشتد العود ويكبر ويصبح قادرا على الاعتماد الذاتي على النفس وعلى الغير.

لماذا أمرنا الله ببر الوالدين؟

الوالدين هما الأصل الذي نشا منه الإنسان بالتعاقب والتكاثر الذي ينشأ من بداية الخلق من آدم عليه السلام وزوجه حواء، فكانا البيئة التي نبتت فيها النطفة الإنسانية بأمان ورعاية وحنان، هذه البيئة لها حقوق ومن ضمنها السلامة والوقاية وحرية الفكر والتصرف والاعتقاد وغيرها.
ولكن لما فرض عليها العناية بالنطفة الجديدة لسنوات تقدم فيها جزءا كبيرا من عوامل الحياة، كان لها من الواجبات ما يماثل أو يقدر قيمة الجهد المبذول سابقا، كل هذا من اجل ضماان العدالة والرحمة وقوة المجتمع الإسلامي اللازم لرفع راية الحق وصد أعداء الله.

من الأسباب الإضافية لحقوق الوالدين وبر الوالدين:

بر الوالدين يساعد في تكوين أسر آمنة محبة قوية الترابط والتماسك.
بر الوالدين يعمل على زراعة الرحمة والعطف في النفوس وكذلك تعد رد للجميل والمعروف لأصحابه وبالتالي تستمر مسيرة العطاء والأخذ المتبادل العادل.
من أثر البر ونتائجه بر الأولاد لأبائهم البارين بوالديهم أي بجدودهم، كما تدين تدان وهي عقوبة مقررة للعاقين وجزاء حسن للبارين في الدنيا قبل الآخرة
الاعتراف بحسن التربية والأخلاق وصون معروفهم في ترسيخ الإيمان والمعتقد الإسلامي في نفس الابن والابنة البارين.
حماية الإنسان عند ضعفه وكبره وشيخوخته.
الاستفادة من النصح والخبرة والتجرة السابقة للأبوين.
لدورهم الهام في تفتيح العقول بالعلم والتعليم بالحياة أو عن طريق التعليم المدرسي والجامعي
حفاظا على المواريث التي قدرها الله تعالى للعباد، وجعل البر وسيلة بناء تقوي الأسر وبالتالي المجتمع المتماسك بأسره القوية، يمكنه ضحد وصد هجوم الأعداء ورفع راية الإسلام والحق والسلام.
تعلم الرفق واللين في الكلام والتعامل والتربية سلوكا وقولا وفعلا.
” وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا”
عدم تشجيع الآخرين على العقوق، وكذلك الآباء على إهمال تربية أبنائهمأو التخلص منهم كما يحدث حاليا عفانا الله وإياكم من إلقاء الرضع بالقمامةو غيرها.
محاربة لظاهرة أبناء الشوارع بقطع أساسها من البداية، والذي ينتج عن سوء الخلق والعقوق والأطماع الأنانية وغيرها من الكبر والغرور، بر الوالدين يعلمنا التواضع ووضع حدود للنفس الأمارة بالسوء.
يخفف الدعاء الصالح من الابن البار الصالح عن والديه بعد الموت أو يرفع درجاتهما بالجنة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إن الله عزوجل يرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة،فيقول : ياربأنى لي هذه؟،فيقول باستغفار ولدك لك”

بر الوالدين

كيف يكون بر الوالدين :
الصوت الهادئ وعدم التأفف من مطالبهما.
السمع لكل ما يقولون ما دام يحرصون على منفعته وصالحه ولا يغضب الله عزوجل
التذلل والرفق واللين وحسن الانصات لهما
تقديم ما تحب لهما على نفسك أي الايثار كما سبق وأثروك على أنفسهم
الدعاء لهما
عدم الجدال الكثير معهما، واختيار اللفظ عند التحدث
تقدير عواقب ما تقول عليهما
الابتعاد عن المن عليهما
التفسح لهما في المجلس وتوقيهما بجلوس محترم
ترك كل ما يشينهما من سوء الخلق و تعريضهما و سمعتهم للإهانة
تقديم المساعدة متى احتاجوا غليها
الصبر على حاجتك أو قضائها بنفسك إن كنت تستطيع ولا تجعلهما كالخدم عندك
محاولة التقريب فيما بينهما والإصلاح
أخذ مشورتهما في قراراتك المصيرية فهم أكثر خبرة وتجربة
قضاء ما عليهما من نذر أو صيام وحسن التصدق عليهما
تنفيذ الوصية ما دامت لا تخاف الإسلام
المؤانسة والزيارة وعدم تركهما فترات طويلة بدون رؤيتك ومودتك
حسن دعوتهما إلى مبادئ الإسلام وقيمه والتمسك به
إفراحهما بحفظ كتاب الله والتفوق الدراسي
الهدية كلما استطعت
صلة رحمهما ومن يودون
الأم والأب مقدمان على الزوجة والأبناء خاصة إن كانا صالحين ويشهد لهما جميع من حولهما، وخاصة الصالحين.
لا تتهم أمك ولا أباك ولكن قوم وأصلح ما أعوج بحسن الصبر والأدب والتواضع.
لا تكن لئيما ولا تسبب لهما الأذى بمخالطة الرفقة السيئة أو الوقوع في المحرمات وغيرها

وتذكر أنك بطلب المعونة من الله وحسن الأدب، وتذكر عواقب العقو يمكنك أن تساعد نفسك على حسن البر بهما والتعامل معهما بسلاسة، ثم اقرأ عن النماذج البارة كيف كانت حياتها متأثرة بهذا البر الكثير والخير العظيم ليكونوا قدوة لك:

منها على سبيل المثال :

سيدنا إسماعيل، الذي كاد أن يذبح وفداه الله تعالى ، وأبيه إبراهيم عليهما السلام الذي ألقي في النار وحاربه أبوه
سيدنا يحيى عليه السلام، سيدنا عيسى مع امه
سيدنا يوسف مع ابيه وإخوته
دور الدولة في الإسهام في بر الوالدين:

ربط المصالح الخاصة باإنسان بهويته وتوثيقها بهويات الأبوين إن كانا على قيد الحياة
سن عقوبات رادعة على المتجاوزين للحدودوالمتعدين على آبائهم بأشكال العنف المختلفة.
ربط التوريث والملكية بموافقة الوالدين بعد تطبيق شريعة الله أولا وعدم الاعتراف بالملكيات المأخوذة بالاغتصاب إلا بإثباتا وشهادة قولية من الأبوين.
قصر دور المسنين على العجزة مجهولي الهوية الأسرية ومعاقبة تاركيهم وإلزامهم بنفقات شهرية لهم.
منع كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم سن ال65 سنة من العمل مع تقديم معاشاتهم المستحقة لهم، وفرض نفقة على الأبناء القادرين على إعالة الوالدين إلى جانب عوائلهم.
عمل مشروعات مناسبة يمكن أن تخصص لكبار السن وتناسب قدراتهم وانماط حركتهم وصحتهم وجعل عوائدها حرة لهم للاستثمار والنفقة.

بر الوالدين في الإسلام

قال تعالى في  سورة لقمان :” وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ “
حث الإسلام وامر ببر الوالدين بالآيات القرآنية والنصوص النبوية المشرفة، فمن الحديث:
عن عائشةر ضي الله عنها قالت:نمت فر؟أيتني في الجنة، فسمعت صوت قارئ يقرأ القرآن، فقلت : من هذا؟ فقالوا : هذا حارثة بن النعمان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”كذلك البِّر،كذلك البِّر،وكان أبر الناس بأمه”

ومن القرآن:

قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)

ومن الحديث أيضا:

عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – قال: جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فاستأذنه في الجهاد فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ” أحي والداك؟ ” قال نعم، قال: ” ففيهما فجاهد ”

قال النبي   : (من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله)

عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن مسعود قال: سألت النبي أي العمل أحب إلى الله؟ قال: { الصلاة على وقتها }. قلت: ثم أي؟ قال: { بر الوالدين }. قلت: ثم أي؟ قال: { الجهاد في سبيل الله } [متفق عليه].
أيضا جعل من البر، بر الأصدقاء والمعارف للوالدين بعد موتهما
قال صى الله عليه وسلم:”إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولى”

عقوق الوالدين ونتائجه على الفرد والمجتمع
العقوق هو مخالفة المراد والمطلوب، وفعل الأذى بمختلف صوره، وأبسطه أف، وقد نهي عنها الأبناء: ” فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً”
عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا:” الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين وقتل النفس،واليمين الغموس”
* عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من الكبائر شتم الرجل والديه ) قالوا يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه ؟ قال ( نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه )
عاقبة العقوق:

عقوق مماثل بالدنيا وعقاب مضاعف بالآخرة.
الفقر وضيق الرزق” إنما ترزقون بضعفائكم”
ضيق النفس بالأمراض النفسية وكراهيتها لذاتها ومحيطها
تسليط الظالمين على العاق
نقص المال والبركة من المال المغصوب منهما وسرعة تلفه او ضياعه أوسرقته من الغير
كثرة الأمراض العضوية والتشكي.
الوحدة والشعور بالاغتراب الذاتيوكثرة المشكلات في العمل ومع الأهل ومع الجيران.
قسوة القلب ونقص الإيمانبسبب الجحود لمعروف السابق، فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله وأولى بالشكر من قدموا لك الرعاية من مولدك حتى كبرك.
الغثم والذنب بمخالفة الأوامر الالاهية المباشرة والنصوص الشريفةالمصرح فيها بفضلهما ووجوب برهما
كثرة دور المسنين والمتشردين والمتسولين
الاستهتار الأبوي بعدشعورهمبضياع جهدهم سدى وعدم الفائدة من التربية والتضحية والبذل، وبالتالي انتشارها كثقافة اجتماعية فتظهر اطفال الشوارع والرضع المهملين بالقمامة والمصارف، الإجرام الأسري بكل أنواعه، قتل الطفولة.
فقد الروابط الأسرية وبالتالي المساهمة في رفع عوامل الصحبة السيئة الفاسدة وما يترتب عليها من مفاسد أخلاقية وإدمان وإجرام وما يصاحب ذلك من أمراض خطرة ووفيات وحوادث وغيرها، وكل هذا يؤثر سلبا على الدولة ويجعلها هشة ومعرضة للتفتت والاعتداءات والغزو الثقافي والعسكرين وفقد الهوية الدينية والوطنية.

عندما تموت الأم ينادى منادى من السماء ويقول يابن آدم ماتت التي كنت أكرمك من أجلها، فاعمل لنفسك لكي نكرمك من أجله

ماذا فعل الغربيون في الحد من عقوق الوالدين؟

اهتمت الدول الأوروبية بكبار السن صحيا وتربويا وتوظيفهم في المشاركات الاجتماعية الثقافية مع كل أفراد المجتمع من خلال:
– نشر ثقافة الاهتمام العائلي وترسيخه بالتعليم والتوعية الإعلامية والكتب والإرشاد النفسي وغيرها.
ا؟لمر الذي انعكس بشكل كبيرعلى نسب الوفيات والإجرام الأسري هناك التي لوحظ انخفاضها في بعض المناق بشكل شبه كبير ويظهر هذا في كثرة إظهار أدوار كبار السن في البرامج والتلفزة التمثيلية من أفلام ومسلسلات وغيرها.
بخلاف الدول العربية التي بدأ معدل إهمال الكبار فيها يزداد ومعها حالات العقوق والإجرام ضد الوالدين داخل الأسر بشكل كبير.

شعر عن برالوالدين

بر الوالدين

كتبت: أسماء إبراهيم

قالوا سلاما على دنياي لما فقدتكم
والنفس مكلومة الحسرات أسا بعدكم
هما الأبوان كانوا النعمة الكبرى
بعد السلام والإسلام ذي القمم
بذلوا النفيس وأجهدوا النفس حبا وتكرمة
من أجل أبناء عقوا وجحدوا
دنيا ومال قد سعوا نحوهم لاهثين وما
أدركوا الخير في بر الوالدين وفضلهم
ذاك العقاب لسوف يعود يوما قاسيا
عليكم فقدموا لأنفسكم
فالسن بالسن ولعين بالعين
وكما تدين يا إنسان تدان

الأب قدوة والأم مدرسة

للطيبة واللين ما أحلاهما

وتهون كل أنواء الحياة وتصبح

من مذريات الأمر لأجل رضاهما

أوصى بهم رب العباد أن افتدي

نفسك بأخذ ثواب المجاهد

برعاية أب عجوز أو أم مكلومة

قد نال منها الصبر والتعب كل مبلغ

وارأف بأحوال كان فيما مضى

تهفو لأنماط الحياة المزخرفة

لكنها

ضحت لأجلك واختارت عذب التألم

سهرت وكافحت الهموم وقد رضت

تملأ ثغرها ابتسامة رضا من صبي يرضع

 
شارك المقالة:
46 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook