حثّ الله -تعالى- عباده على التحلّي بالأخلاق الكريمة الحسنة، ومن تلك الأخلاق الكريمة؛ خلق الأمانة، فإنّه خلقٌ ذو أهميّةٍ عظيمةٍ، أعلى الله -تعالى- من شأن ذلك الخلق، وأمر بحفظه، وذكره في عدّة مواضعٍ في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)، فإن انتشر خلق الأمانة بين أفراد المجتمع، وعمّ بينهم، فإنّ ذلك سيؤدي إلى تماسك المجتمع وقوّته، وعلى عكس ذلك، فإن انتشرت الخيانة بين أفراد المجتمع، فإنّ ذلك يؤدي إلى هلاك المجتمع، وهلاك الأفراد، من خلال انتشار الجرائم بين الأفراد.
إنّ خلق الأمانة بمعناه الاصطلاحيّ: هو كلّ أمرٍ فرضه الله -تعالى- على عباده؛ من صلاةٍ، وصيامٍ، وزكاةٍ، وكلّ ما يؤمّن عليه العبد من قبل أيّ طرفٍ آخرٍ؛ كأن يودع الإنسان سرّاً لصاحبه، فكتمان السرّ أمانةٌ، ومن يودع عند طرفٍ آخر وديعةً، فإنّ حفظها أمانةٌ، فالله -تعالى- أمر بإرجاع الأمانات إلى أهلها، وحذرّ من الخيانة، وقد عدّ الله -تعالى- من يكون أميناً أنّه من المؤمنين والمفلحين، والناس بطبيعتهم يحبّون التعامل مع الإنسان الأمين، الذي يثقون به؛ لما عُرف عنه من أمانته، ومن لم يؤدّ أمانته، فإنّ ذلك يؤدي إلى ضياع الأمانة، وإن ضاعت الأمانة، فضياعها يعدّ من علامات الساعة، ويوم القيامة يظهر كلّ ما يفعله العبد، فإن كان مضيعاً للأمانة، فذلك يؤدي إلى خزي صاحبها يوم القيامة، ودليل ذلك قول الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَخونُوا اللَّهَ وَالرَّسولَ وَتَخونوا أَماناتِكُم وَأَنتُم تَعلَمونَ)فليسأل الإنسان الله -تعالى- أن يكون أميناً دائماً، وأن يُعينه على ذلك
إنّ مفهوم الأمانة مفهومٌ كبيرٌ، يغطّي مفاهيماً كثيرةً بداخله، فإنّ للأمانة أنواعٌ فهي لا تقتصر على نوعٍ معيّنٍ فقط، بل تشمل أنواعاً أخرى، وفيما يأتي بيان بعض أنواع الأمانة:
توجد العديد من الأمور التي يجب على العبد فعلها كي يكون أميناً، وفيما يأتي بيان بعضها: