إذا أردنا الحديث عن حياة شخصٍ ما فإنّنا نقول سيرةُ فُلان، لأنَّ السيرة هي ما يُجمَلُ فيها تاريخ الأشخاص من حيث مولدهُم واسمهم والأحداث التي جرت في زمانهِم وأبرز انجازاتهم، وكذلك وفاتهم، والسيرة في العادة هيَ سردٌ للأحداث من قبِل معنيّين ومُقرّبين لذلك الشخص
أمّا نسبهُ عليهِ الصلاةُ والسلام فهوَ من أشرف العرب نسباً وأوسطهِم، والوسط في الأمر أفضلهُ وأشرفُه، فهوَ مُحمّد بن عبدالله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، وفي سلسلة النسب الشريف هذه آباءٌ أطهار من أمّهاتِ طاهرات شريفات، لم يمسّ نسبهُم أيّ شائبة فهوَ أطهر النسب وأشرف الحسَب.
عاشَ صلّى الله عليهِ وسلّم يتيماً حينَ توفّي عنهُ والدهُ عبدالله فتكفّلهُ عمّهُ أبو طالب، وعاشَ عليهِ الصلاة والسلام عيشة الكفاف في كنف عمّه أبو طالب، حتّى تزوّج بخديجة بنت خويلد، والتي أكرمهُ الله في عهدها بالوحي حينَ بلغَ الأربعين من عُمره، فكانت تلك بداية الرسالة والوحي والأمر بالدعوة إلى الله.
توفّي صلّى الله عليهِ وسلّم بعد هجرته من مكّة إلى المدينة بنحوِ إحدَى عشرةَ سنة، وذلكَ بعدَ أن غلبهُ المرض، وكانت وفاتهُ عليهِ الصلاةُ والسلام في يوم ذكرى ولادته، وذلك في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول في السنة الحادي عشرة للهجرة، وكانَ عُمرهُ عليهِ الصلاة والسلام ثلاثاً وستّينَ سنة.