الوحي في الإسلام هو الرِّسالة السَّماويّة من الله سبحانه وتعالى إلى أنبيائه ورُسله عليهم السَّلام؛ فتحمل هذه الرِّسالة - التي تكون طُوال فترة النُّبوة - الدِّين والتعاليم الرَّبانيّة والإعجاز، والتَّثبيت والإجابة والاطلاع على الغيبيات بحسب مقتضى الحال لكلِّ نبيٍّ ورسولٍ بعد إرادة الله تعالى.
ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العُزُّى ابن عمّ أمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها كان شيخاً كبيراً فاقداً للبصر معتنقاً للنَّصرانيّة عالماً بكلِّ ما جاء بالإنجيل؛ فعندما عاد الرَّسول صلى الله عليه وسلم من الغار خائفاً ممّا حدث معه، وقصّ القصص على زوجته، هدّأت من روعه وانطلقت به إلى ابن عمها؛ فأخبره النّبي صلى الله عليه وسلم بقصّة الوحيّ، فقال له ورقة:"هذا النَّاموس الذي نزَّل الله على موسى"، وقد أخبر ورقة النّبي صلى الله عليه وسلم أنّ قومه سوف يعادونه ويحاربونه.
بعد نزول الوحي على النّبي صلى الله عليه وسلم انقطع لعدّة أيامٍ قضاها الرَّسول على عادته في غار حراءٍ بعد سماعه كلام ورقة بن نوفل؛ حيث أتمّ هناك الأيام المُتبقيّة من شهر رمضان؛ فكان لانقطاع الوحي أثرٌ كبيرٌ في ذهاب ما لحق بالرَّسول صلى الله عليه وسلم من الرَّوع، ولكي يتهيأ لاستقبال الأمر العظيم أمر الدَّعوة، وحصول التَّشويق والانتظار لعودة الوحي مرّة أخرنزل قول الله تعالى:"يا أيها المُدَّثر* قمْ فأنذر* وربّك فكبّر* وثيابك فطهِّر* والرُّجز فاهجر"؛ فكانت هذه الآيات بداية رسالة الإسلام التي كُلِّف بها محمدٌ صلى الله عليه وسلم، والتَّكليف على نوعين هما: