المسجد مكان أداء العبادة من صلواتٍ واعتكافٍ، وهو أيضاً مكان تلاقي المسلمين واجتماعهم، ومركز تحاوُرِهم وتشاوُرِهم. كان المسجد في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وعهد من جاء بعده من خلفاء المسلمين مكان انطلاق جيوش المسلمين، التي فتحت مشارِق الأرض ومغاربَها، وهو كذلك مكان تخريج العُلَماء والقادة والمُبدِعين؛ حيث عُقِدت فيه المجالس العلميّة، والحلقات الحواريّة، والنّدوات الأدبيّة منذ عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وحتّى الوقت الحاضر، ولكلّ ذلك فقد احتلّ المسجد مكانةً خاصّةً في الإسلام؛ لما له من دورٍ في بناء المُجتمعات بشكلٍ عامّ، والنّظام الإداريّ الإسلاميّ بشكلٍ خاصّ؛ فكان النّواة الأولى لانطلاق الدّولة الإسلاميّة، والأساس المنيع في بداية نشأتها، وقد احتفظت المساجد بهذا الدّور الرّائد عصوراً عدّة.
يرتبط المسجد بالشّعيرة الأهمّ في الإسلام، وهي الصّلاة، ومع أنّ وظيفة المسجد في الإسلام لا تقتصر على الصّلاة والعبادة فحسب؛ إلّا أنّ أبرز ما يُميّز المساجد إقامةُ الصّلاة فيها؛ حيث يجتمع المسلمون في المسجد لأجلها خمس مرّاتٍ في كلّ يوم، وممّا ينبغي على المسلمين الانتباه إليه وتأمينه من حقوق المساجد ما يأتي:
خطيب المسجد وإمامه قائدان في مسجدهما، وتجب عليهما بعض الحقوق تجاه مسجدهما، ومنها: