بحث عن سورة النصر

الكاتب: مروى قويدر -
بحث عن سورة النصر

بحث عن سورة النصر.

 

 

سبب نزول سورة النّصر:

 

ذكر الإمام البخاري في صحيحه سبب نزول سورة النّصر، من رواية الصحابيّ الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حيث قال: (كانَ عمَرُ يُدْخِلُنِي معَ أشْيَاخِ بدرٍ، فكأَنَّ بعضَهُمْ وَجَدَ في نفْسِهِ، فقالَ: لِمَ تُدْخِلُ هذا معنَا ولنَا أبناءٌ مثْلُهُ؟ فقالَ عمَرُ: إنَّهُ منْ حيثُ علِمتُمْ، فدَعاهُ ذاتَ يومٍ فأدْخَلَه معهم، فما رُئِيتُ أنَّهُ دعاني يومَئِذٍ إلا ليُرِيَهُم، قالَ: ما تقولونَ في قولِ اللهِ تعَالى: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالفَتْحُ)، فقالَ بعْضُهُم: أمرنا نحمدَ اللهَ ونستَغفِرَهُ إذا نصرَنَا وفتحَ علينَا، وسكَتَ بعضُهُم فلمْ يَقُلْ شيئاً، فقالَ لي: أكَذَاكَ تقولُ يا ابنَ عباسٍ؟ فقلْتُ: لا، قالَ: فمَا تقولُ؟ قلتُ: هوَ أجلُ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أعْلَمَهُ لهُ، قالَ: (فإِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالفَتْحُ)، وذلِكَ علامةُ أجلِكَ، (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً)، فقالَ عمرُ: ما أعْلَمُ منهَا إلا مَا تقولُ)، أمّا وقت نزول سورة النّصر، فقد اختلف العلماء في ذلك على قولين، بيانهما على النحو الآتي:

  • القول الأوّل: إنّ سورة النّصر نزلت في السنة العاشرة من الهجرة النبويّة، أمّا فتح مكّة فقد كان في السنة الثامنة من الهجرة، والنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عاش بعد نزول سورة النّصر سبعين يوماً، وتُوفّي في شهر ربيع الأوّل من السنة العاشرة للهجرة.
  • القول الثاني: إنّ سورة النّصر نزلت قبل فتح مكّة المكرّمة، وفيها وعدٌ للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من الله -سبحانه وتعالى- بأن ينصره على أهل مكّة ويفتحها عليه، وقول الله تعالى: (إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ)، يقتضي الاستقبال.

 

مناسبة سورة النَّصر لما قبلها:

 

أخبر الله -سبحانه وتعالى- في نهاية سورة (الكافرون) التي تسبق سورة النّصر من حيث ترتيب سور القرآن الكريم في المصحف الشريف، بأنّ دين الإسلام الذي يدعو إليه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يختلف عن دين الكفّار، وفي سورة النصر جاء الإخبار من الله -سبحانه وتعالى- لنبيّه محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ دين الكفّار زائل، وأنّ دين الإسلام سينتصر ويعلو عندما يأتي الفتح، وفي هذا بيان لفضل الله -سبحانه وتعالى- على نبيّه محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- بالنصر على الكافرين، وفتح مكّة، وانتشار دين الإسلام، ودخول الناس في دين الله أفواجاً، وفيها إشارة إلى دُنوّ أجَل سيدنا محمّد صلّى اللَّه عليه وسلّم، كما فسّره ابن عباس رضي الله عنهما.

 

دروس وعِبَر من سورة النَّصر:

 

تضمّنت سورة النّصر للعديد من الدروس والعِبر التي تظهر عن طريق تفسير آياتها، وبيان مقاصدها، ومن الدروس والعِبَر ما يأتي:

  • تبشير النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بنصر الله -سبحانه وتعالى- له.
  • تحقيق البِشارة الربانيّة التي وعد الله -تعالى- بها نبيّه محمّداً صلّى الله عليه وسلّم؛ حيث جاء النّصر من الله -سبحانه وتعالى- لنبيّه كما بشّره به، وتمَّ تمكين المسلمين من مكّة المكرّمة، وجميع نواحيها.
  • دخول الناس في دين الإسلام أفواجاً، بخلاف ما كان عليه الأمر قبل فتح مكّة المكرّمة؛ حيث كان دخول النّاس في الإسلام حينذاك بأعدادٍ فرديّةٍ.
  • تحقيق معنى أنّ النصر بيد الله سبحانه وتعالى، حيث قال الله تعالى: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)، وقال أيضاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
  • أمْر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- والمسلمين، بشكر الله -تعالى- وحمده على نعمتَي النّصر والفتح.
  • وجوب تنزيه الله -تعالى- عن النقائص والعيوب.
  • تحقيق معنى الكمال المُطلَق لله -سبحانه وتعالى- في قلوب المسلمين.
  • تذكير المؤمنين بنِعَم الله -تعالى- وفضائله التي لا تُحصى.
  • أمْر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بالاستغفار، وهو أمرٌ له ولأمّته.
  • الإشارة إلى أنّ نصر الله -تعالى- لدين الإسلام لا يتوقّف، ويزداد نصر الله للمسلمين بازدياد حمده واستغفاره وتسبيحه؛ فقد قال الله تعالى: (لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ).
شارك المقالة:
98 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook