هُو دِينُ الله تعالى الّذي لا يُقبَلُ عِندَ الله سِوا هذا الديّن، والإسلامُ يَعتَمِد على القُرآنِ والسّنّة فِي التَشرِيعاتِ الّتي مَصدَرُها الأساسُ وَحيٌ مِنَ الله وَهذا ما يَجعَلُ الإسلامُ يَختَلِف عَن باقِي الأديانِ بِربُوبيّتهِ ولا يُمكن أن يَدخُل الّلغوَ والكَذِبَ فِيه، فَ سَيّدُنا مُحمّد أتَى لِيوصِل رِسالة إلى العالَم لِيُخبِرُنا عَن دِينِ الله وَطَريقةِ تَطبيقهُ والتّشريعاتِ والمَبادِئ والأخلاقِ الرّبانِيّة حَتّى نَصِل إلى طَريقُ اللهِ ولا يُوجَد هُناكَ طَريق سِوى تَطبيقُ ما فِي القُرآنِ والسُنّة، حَتّى وَلَو تَفَرّع أفرُع كَثيرةٍ مِنَ الإسلامِ إلاّ أنّ الطَريق الّتي رَسَمَها النّبِيُّ مُحَمّد عَليهِ أفضلِ الصّلواتِ والتّسليم هُوَ الطّريقُ الصّحيح وَغيرُ ذلِك جَميعُها باطِلة قَد يُؤدّي إلى الشّركِ بالله أو الإيمانِ بِمُعتَقَد خاطِئ فَيَجِب أن يحذَر المُسلم التّقِي مِن جميعِ الأمورٍ المتعلّقةِ بإيمانهِ بالله تعالى لأنّهُ مِنَ المُمكِن أن يَكونَ هُناكَ معتقد خاطِئ قَد يُدخِلهُ النّار كالإستِعانَةِ بِغَيرِ الله كَما يَفعلُ أهلُ الشّيعةِ عِندما يَستَعِينونَ بِ سَيّدنا عَليّ عليهِ السّلام وَهُوَ مِنَ البَشَر مِثلُنا مِثلهُ غَيرَ أنّهُ صَحابيّ وَرَجُل صالِح، فَهذا أمرٌ بِحَدّ ذاتهِ قَد يُدخل مَن يآمِن بها فِي دائِرَةِ الشّرك وَهِيَ الأخطَر، فَكُن على حَذَر وابحَث دَائِماً عَنِ الحَقيقة لأنّ حَقيقَةِ التَقَرّب مِنَ اللهِ مَوجودَةٌ في القرآن والسنّة وغيرُ ذلك لا تُؤمِن بِشَيء.
فِي الحَقيقَةِ ليسَ هُناكَ وَقِت مُعَيّن أو مُحَدّد لِظُهُورِ الإسلامِ غَيرَ أنّهُ هُناكَ مُعتَقَد راسِخ مَوجودٍ مُنذُ خَلقِ الكَون وَهِيَ أنّهُ لا إله الاّ الله، فَمُنذُ أن خَلَقَ اللهُ تَعالى سَيِّدُنا آدَم أبُو البَشَرِيّة وَجَمِيعَ الأنبياءِ قَبلَ سَيّدنا مُحَمّد كانُوا يُوصِلُونَ نَفسِ الرّسالَة وَهِيَ الإيمانُ باللهِ تَعالى وَعَدَم الإشراكِ فِيهِ، وَهذا مَا حَدَثَ عِندَما أنزَلَ الله تَعالى الكُتُب السّماوِيّة وَهُوَ الإنجيل على سيّدنا عيسى عليه السّلام والزبور على سيّدنا داوود عليهِ السّلام والتوراة على سيّدنا مُوسى عليهِ السّلام، وَلكِن مُشكِلَةِ هَذِهِ الكُتُب قَد تَمّ تَحرِيفُها والتّغييرِ فِيها، وَبَعدَهَا القرآنِ الكَريم الّذي أنزَلَهُ الله تعالى على سيّدنا محمّد عليهِ أفضل الصلوات والتسليم وَهُوَ الكِتابُ الوَحِيد الّذي لم يَدخُل فِيهِ التّحريف، والحَقيقةِ أنّ جَميعِ الكُتُب السَماويّة قَد أنزلها اللهٌ لتبليغِ نفسِ الرسالةِ ولا تَتَخَالَف مَع بَعضِها البَعض ونفسِ الأوامر والنّواهِي الّتي أمَرَنا اللهُ تعالى بِها، لأنّ الطَرِيقُ إلى الله مَعروف وَهُوَ عَدَم الإشراكِ فِيه وَبَعدَها يَكونُ هُناكَ قَواعِد أخرى بَلّغَهَا اللهُ تعالى وَقَد ظَهَرت لَنا فِي القُرآنِ الكَرِيم.
فِي الحَقيقَةِ أنّ الإسلامَ قَد ظَهَرَ بِشَكِل وَاضِح بِظُهُورِ سَيّدنا مُحَمّد عليهِ أفضَلُ الصّلواتِ والتّسليم الّذي نَقَلَ لَنا القرآن الكرِيم عَن طَريقِ الوَحي وما كان يلفظُ مِن قَول إلاّ لَدِيهِ وَحيٌ يُوحى لهُ وَتَكَفّل الله تعالى بِحِمايَةِ هَذِهِ الرّسالَة إلى يَومِ القيامَة.
هناك أربع خلافات إسلاميّة بعدَ وفاةِ النبي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم وهي :
بَعدَ وَفاةِ النّبِي مُحمّد صلّى اللهُ عليهِ وسلّم كانَت أعظَمُ مُصيبةٍ للمُسلِمين فَمَوتِ الرّسول قَد شجّعَ الكَثيرَ مِنَ القبائِل على تَركِ الإسلام والإرتِدادِ عَن دِينِ الله تَعالى فاستَلَمََ زِمَامَ الأمُور بَعدَ النبيّ أبو بكرِ الصدّيق بعدَ أن بايعهُ الناس فقامَ أبو بكر الصدّيق وقال خطابهُ المشهور وهو :
(أمّا بَعد، أيّهُا النّاس، فَإني قَد وُلِّيتُ عَليكُم وَلَستُ بِخيرِكُم، فَإنْ أحسَنتُ فأعِينونِي، وإنْ أسَأتُ فَقوِّمُونِي، الصّدقِ أمانَة، والكذبِ خِيانة، والضَعيفُ فِيكُم قَوِيٌّ عِندِي حَتّى أرجِعَ عَليهِ حَقَّه إن شاءَ الله، والقَوِيُّ فِيكَم ضَعيف حَتى آخذُ الحَقَّ مِنهُ إن شاءَ الله، لا يَدَع قَومٌ الجِهادِ فِي سَبيلِ الله إلا خَذَلَهُم الله بالذّلِّ، ولا تشيعُ الفاحِشَة فِي قَومٍ إلا عَمَّهُم اللهُ بالبَلاء، أطِيعونِي ما أطَعتُ اللهَ ورسُولَهُ، فإذا عَصيتُ اللهَ ورسولهُ فَلا طَاعَةً لِي عَليكُم، قُومُوا إلى صَلاتِكُم يَرحَمَكُم الله).
وَهُو أكثَرُ الخِلافاتِ الّتي فَتَحَها المُسلِمِينَ مَع أنّ حُكُم عُمر بِنِ الخَطّاب رَضِيَ اللهُ عَنهُ كانَت فَقَط 10 سِنين وَفُتَحَ فِي عَهدِهِ الكَثيرُ مِنَ الدُول وَهِيَ : بلادُ الشّام وبلادِ الرّافِدَين (العراق) وَمِصِر، وَقُتِلَ عُمَر بِنِ الخَطّاب رَضِيَ اللهُ عَنهُ على يدِ أبو لؤلؤةِ المجوسي.
إستَمَرّ حُكمِ عُثمان 12 سَنَة وَفِي السّنين السّتَةِ الأولى كانَت سَنواتٍ هَادِئَة على المُسلِمين وَسِتُّ السِنينِ الأخرى كانَ هُناكَ اضطِرابات وَفِتَن وأكثَرُها كانَت فِي مَنطِقَة العِراق وَمِصِر.
قُتِلَ عُثمان بِن عفّان في مَنزِلَهِ وَهُوَ يَقرأ القرآن مِن بَعضِ المتآمرين الذينَ هَجَمُوا عَليهِ وَضَرَبُوهُ بالسّيفِ وسالَ دَمَهُ على القرآن، وَمَاتَ شَهِيداً فِي صَبِيحَةِ عِيدِ الأضحَى يَومَ الجُمعةِ 18 مِن ذِي الحِجّة سَنَةِ 35هـ وَدُفِنَ فِي البَقيع
بُويِعَ عَليّ بِن أبِي طالِب للخِلافَةِ فِي المَدِينةِ المُنوّرة فِي اليومِ الثّانِي لِمَقتَلِ عُثمان، بِحَيث رأى سَيّدنا عَليّ بتأجِيلِ القِصاصِ على قَتَلَةِ عُثمان حَتّى تَستَقِرّ الأمُور فِي المَدينَةِ المُنوّرة وأشارَ عَليهِ الكَثِيرُ مِنَ الصّحابَةِ وآخَرِينَ اعتَرَضُوا، وَمِن بَعدِها قَامَ عَليّ بِنَقلِ الخِلافَةِ الإسلاميّة إلى الكُوفة وانتَقَلَ هُناك.
أرادَ سَيّدنا عَليّ بعزلِ مُعاوية مِن حُكمِهِ على الشّام فَخَرَجَ بِجَيشِهِ لِيُقاتِل مُعاوِية فِي مَعرَكَةٍ عُرِفَت بِالصِفين وَدَارَ القِتالُ وَشَعَرَ مُعاوية بأنّهُ سَوفَ يُهزم فَرَفَعَ جَيشَهُ المَصاحِف وَطَلَبَ التَحكِيم، وَشَعَرَ عَليّ بأنّها خَدِيعة وَلكِن أصَرّ الصّحَابَةِ على التّحكِيم وَكَان صَحِيفَةُ التَحكِيم تَنُصّ على تَوَقّف القِتالِ وَأَذِنَ عَلي لِمُعاوِية بِرَحيلِهِ إلى الكُوفة وَتَحَرّك بِجَيشِهِ إلى العِراق.
فِي 16 مِن رَمَضان سَنَةِ 40هـ تَرَبّص إثنانٌ مِن الخَوَارِج بِعَليّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عِندَ خُروجِهِ لإداءِ صَلاةِ الفَجِر فَقَتَلُوهُ عِندَ بَابِ المَسجِد وقالَ مَقُولَتَهُ (فُزتُ وَرَبّ الكَعبَة)، وَبَعدَها بَدأت الخِلافَةُ الأمَويّة على يَدِ مُعاوِيَة بِن أبي سُفيان وانتهاءِ حُكمِ الخُلفاءِ الرّاشِدِين.
موسوعة موضوع