برأيك، هل الشخص ال psychopath يصبح سايكوباثيًا بفعل الظروف التي تواجد فيها أم بفعل اختياره؟
في البداية ليس هناك من يختار ان يكون سايكوباثيا, بل هناك من يُولد وهناك من يُصنع.
مصطلحان شائعان جدا نستخدمهما عند التحدث عن مختل عقلي لا يعرف الندم ولا الرأفة. السايكوباثي والسوسيوباثي.
السايكوباثي هو من يُولد مختلا, ناتج عن قصور في تطور اجزاء الدماغ المسؤولة عن المشاعر والتحكم بالانفعال, بينما السوسيوباث هو من يصبح مختلا بفضل الاعتداء النفسي والجسدي من قبل الاهل والبيئة السامة المحيطة منذ الطفولة.
مصطلح سايكوباث وسوسيوباث, مصطلحان عموميان لا يُستخدمان من قبل الاطباء النفسيين او علم النفس, بل تتم الاشارة لهما باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع Antisocial Personality Disorder. لذلك بالطبع فهما يتشاركان نفس الصفات مع بعض الفروقات. يفتقر كلاهما للتعاطف, الندم والشعور بالذنب وتأنيب الضمير, يتسم كلاهما بالعنف وعدم الاعتراف ابدا بالقوانين المجتمعية وحسن التصرف. (1)
الفروقات: السيكوباثي ذكي وفطن وغالبا ما يكون متعلما وناجحا في الحياة العملية. يملك القدرة على التخطيط بدهاء والتحكم بتصرفاته واللجوء الى العنف في أوقات محددة. شديد القدرة على التلاعب وايهام الناس بحبه لهم واهتمامه بهم وهو في الواقع يخطط لأذيتهم. يفتقر للقدرة على الارتباط باي مشاعر او باي شخص او ذكرى عاطفية. ارتكابه للجرائم تفصيلي جدا, بطيء ومدروس بحذافيره, من المستحيل ان يترك اي دليل يدينه, ويعشق التلاعب بالشرطة والمجتمع خصوصا عند ارتكاب جرائم القتل.
أشارت اخر الدراسات الى اختلاف دماغ السايكوباث عن باقي البشر وبالتالي اختلاف ردود فعله الجسدية في مواقف قد تثير البعض مثل رؤية الدم او الجثث, فالسايكوباث لا يتأثر جسديا بهذه المشاهد ولا يأبه لها. (2)
السوسيوباثي عكس كل ما ذكرت سابقا, افعاله تفتقر الى التخطيط. تصرفاته لحظية ومفاجئة ومتفجرة بالغضب, غالبا ما يكون قد فشل علميا وعمليا. الجرائم التي يرتكبها غير مدروسة ويترك خلفه الكثير من الادلة.
معظم القتلة السايكوباثيين تعرضوا في طفولتهم للتحرش او الاغتصاب او الضرب من الاهل او التنمر. مثلا Ed Kemper, القاتل المتسلسل المشهور بضخامته وحسن سلوكه والمحبوب بين عامة الناس. كانت أمه تعذبه في صغره, تحبسه في القبو وتمنعه من اللعب مع اخته او الاحتكاك بهم في المنزل, كانت على الدوام تخبره بأنه المستحيل ان تنظر اليه امرأة بعين الاشتهاء او العاطفة لضخامته وهيئته المخيفة. وبالفعل كبر اد كمبر وقام بقتل بضعة نساء آخرهم أمه وسلم نفسه للشرطة. هنا تلعب البيئة المنزلية عاملا عظيما في تكوين نفسية وشخصية الانسان, بالرغم من هذا فان كمبر من افضل السجناء, ذكي جدا وجدير بالاحترام ولطيف المعاملة.