بعض أنواع الحشرات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
بعض أنواع الحشرات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

بعض أنواع الحشرات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
 
- خنفساء الماء (Laccobius leucaspis Kiesenwetter):
تتبع هذه الخنفساء رتبة غمدية الأجنحة (Coleoptera) وفصيلة الخنافس المائية (Hydrophilidae)، وهي واسعة الانتشار في كل من مصر، وفلسطين، وشرق المنطقة الإثيوبية، وغرب إيران، وغرب المملكة العربية السعودية. وتحتوي رتبة غمدية الأجنحة على نحو 500.000 نوع معروف تشكل أكثر من 40% من مجموع الحشرات المسجلة في العالم.
خنفساء الماء حشرة مائية بيضوية الشكل سوداء اللون في معظم الأحوال، لها قرون استشعار قصيرة تنتهي بثلاث عقل منتفخة، ولها أيضًا ملماس فكي نحيل يتساوى طوله مع طول قرن الاستشعار، كما أن لها زوجين من الأجنحة أحدهما أمامي غمدي سميك للحماية، والآخر خلفي غشائي للطيران، ولا توجد به الخلية المنحرفة، كما أن العروق العابرة فيه قليلة، أما الأرجل فيتحد فيها الرسغ مع الساق مكونة قطعة مشتركة تعرف بالساق الرسغية، ويتكون البطن من خمس حلقات واضحة.
تعيش هذه الحشرة في المياه الجارية أو الساكنة، وتضع الأنثى البيض في محافظ من الحرير وتلصقه على النباتات المائية العالقة، وبعد بضعة أيام يفقس البيض عن يرقات شرهة تتغذى على جميع أنواع الكائنات المائية الصغيرة. وبعد أن تنمو اليرقة وتصبح كاملة النمو تترك الماء وتتحول إلى عذراء ساكنة داخل التربة ثم إلى حشرة بالغة لها خاصية الانجذاب نحو الضوء عند طيرانها. ويوجد هذا النوع في منطقة المدينة المنورة على بعد 17كم جنوب خيبر على ارتفاع 680م  .  وتعدّ اليرقات من المفترسات الشرهة، حيث يمكن استخدامها في القضاء على يرقات البعوض والحد من انتشاره.
 
- خنفساء السبستر أو الخنفساء الغطاس (Cybister tripunctatus Olivier Diving beetle): 
تتبع هذه الحشرة رتبة غمدية الأجنحة (Coleoptera) وفصيلة الخنافس المائية (Dytiscidae)، وتعد هذه الخنفساء واسعة الانتشار، وهي من أكبر فصائل الخنافس المائية وأكثرها شيوعًا في البرك وجداول المياه الهادئة والمياه الضحلة، وتحتوي على نحو 4000 نوع معروف.
خنفساء السبستر أو الخنفساء الغطاسة بيضوية الشكل ذات ألوان بنية صفراء، وغالبًا ما يحيط بالغمد والصدر الأمامي شريط أصفر داكن، وأجزاء الفم قارضة، والملماس الفكي قصير، كما أن لها قرون استشعار طويلة خيطية الشكل، والعيون مركبة ومستديرة وغير مقسمة إلى فصوص ظهرية وأخرى بطنية. والأرجل الأمامية في الذكر معدة للتزاوج، بينما تفلطحت سيقان ورسوغ الأرجل الوسطى والخلفية ونمت عليها أهداب طويلة لتصبح بشكل مجاديف تساعدها على العوم، وتقوم الخنفساء أثناء السباحة في الماء بإدارة رسغها بدرجة تكفي لتعريض سطحه المفلطح للماء عندما تضرب الرجل ضربتها، وهكذا تدير الحشرة أرجلها المجدافية في ضرباتٍ متتابعة ومتناسقة. أما اليرقة فهي منبسطة ولها فكوك تمر بها قنوات دقيقة إلى طرفها الحاد؛ إذ يتصل بتجويف الفم الذي توجد خلفه مباشرة مضخة عضلية قوية تحقن اليرقة بوساطتها الفريسة بعصير هاضم من القناة الهضمية، ولذلك فهي من المفترسات القوية التي تهاجم كل ما يلي في طريقها من الكائنات الحية، وتسمى اليرقة (النمر المائي). وتوجد هذه الخنفساء في خيبر وما جاورها  .
 
- الخنفساء الدوّامة (Dineutus grandis)،(Klug Whirligig beetle):
تتبع هذه الحشرة رتبة غمدية الأجنحة (Coleoptera) وفصيلة الخنافس الدوّامات (Gyrinidae)، وهي حشرة واسعة الانتشار بالإضافة إلى أن جميع أعضاء هذه الفصيلة مائية.
الخنفساء الدوامة بيضوية الشكل سوداء أو داكنة مع اخضرار لامع، والعيون مركبة ومقسمة إلى فصوص ظهرية وأخرى بطنية تسمح لها برؤية المرئيات الموجودة تحت السطح وتلك التي توجد في الهواء، ولها قرون استشعار قصيرة تمتد فيها الحلقة الثالثة بما يشبه الأذن، والأرجل الأمامية طويلة ونحيلة، بينما تتفلطح الأرجل الوسطى والأرجل الخلفية وبخاصة السيقان والرسوغ وتنمو عليها شعيرات طويلة تستخدمها الحشرة بوصفها مجاديف للسباحة، ولها أجزاء فم قارضة. وتعد الحشرة الكاملة واليرقة من المفترسات، وتتغذى الحشرة الكاملة أساسًا على الحشرات التي تسقط في الماء، بينما تتغذى اليرقات على مختلف الكائنات المائية الصغيرة. وتضع الأنثى البيض في مجموعات تحت أوراق النباتات المائية، ويحدث التعذر (أي تصبح عذراء) في الوحل أو الطين على الشاطئ أو على النباتات المائية، حيث تتحول فيما بعد إلى حشرة كاملة.
الخنفساء الدوامة متخصصة في السباحة فوق سطوح المياه الساكنة؛ إذ تقوم بالسباحة السريعة الدائرية دون كلل، ويكون ذلك في تجمعات كبيرة، ولا يحدث أن يصدم بعضها البعض؛ وذلك بسبب شدة حساسية قرون الاستشعار لأي اضطراب أو ذبذبات قد تحدث في الغشاء السطحي لسطح الماء.
كما أن بإمكانها تحديد أمكنة الحشرات الأخرى من فرائس ومفترسات، وقد تم الحصول على هذه الخنفساء من بعض المجمعات المائية على بعد 17كم من خيبر بمنطقة المدينة المنورة 
 
- الخنفساء المطقطقة (Heteroderes musculus) (Germar) (Click beetle): 
تتبع هذه الخنفساء رتبة غمدية الأجنحة (Coleoptera) وفصيلة الخنافس المطقطقة (Elateridae)، وهي حشرة واسعة الانتشار، وتعد من أكثر الحشرات شيوعًا في المملكة العربية السعودية.
تظهر الخنفساء المطقطقة تباينًا واضحًا في الحجم؛ إذ يراوح طولها بين 5 و 9مم، وتظهر - كذلك - تباينًا في اللون بين الصدفي المحمر والبني الغامق، ولها جسم مستطيل متوازي الجانبين ومستدير الطرفين، كما أن لها قرون استشعار منشارية الشكل تنشأ عادة بالقرب من العينين فوق قاعدة الفكوك العلوية، وأجزاء الفم فيها قارضة. وقد سميت هذه الخنفساء (المطقطقة) بسبب ما تحدثه من فرقعة نتيجة ارتطام أجنحتها الغمدية بالأرض. تعيش هذه الخنفساء على النباتات والأزهار والأعشاب وتحت جذوع الشجر وتتغذى اليرقات التي تسمى (اليرقات السلكية) على البذور والحبوب وحتى على جذور النباتات، أما العذريات - وهي الطور الساكن في دورة الحياة - فتفضل التربة، وتفضل - أحيانًا - جذور النباتات والأخشاب الميتة، ويوجد هذا النوع على بعد 30كم شمالي المدينة المنورة على ارتفاع 500م  . 
 
- الخنفساء الحارقة (Mylabris duplicata Klug): 
تتبع هذه الخنفساء رتبة غمدية الأجنحة (Coleoptera) وفصيلة الخنافس الحارقة (Meloidae)، وهذه الحشرة محدودة الانتشار، وهي محصورة فقط في الصومال، والحبشة، وإريتريا، واليمن، وجنوب المملكة العربية السعودية وغربها، وتتميز بأن الأجنحة الأمامية غمدية سميكة، وأن الحلقة الأخيرة لقرون الاستشعار في الذكر كبيرة ومشعرة وغير متساوية مع بقية الحلقات الأخرى، كما أن قاعدة الفك السفلي في أجزاء الفم محدبة بشدة، ومضغوط أماميًا في الوسط، أما الأجنحة الغمدية فعليها أشرطة عرضية صفراء متباينة مع الصورة العامة الداكنة للحشرة.
يعيش أفراد هذه الخنفساء على الأزهار والنباتات، أما اليرقات فتتغذى على بيض الجراد، كما يعيش بعضها على خلايا النحل، ويوجد هذا النوع في محافظة ينبع بمنطقة المدينة المنورة 
وقد سميت هذه الخنفساء (الحارقة)؛ وذلك لما تتصف به من تأثير حارق على أنسجة الكائن الحي، ومن دراسة هذه المادة الحارقة وإجراء التجارب عليها ثبت أنها مثيرة للشهوة الجنسية لدى الإنسان، وهي مركب كيميائي (الكانثاردين Cantharidin)، وقد أمكن تحضيرها أساسًا من الأجنحة الغمدية المجففة واستخلاص زيوت الكانثاردين المستخدمة طبيًا بوصفها حراريق ومادة منبهة لبعض الأعضاء الداخلية في الجسم، ولعلاج بعض أمراض الجهاز البولي والتناسلي.
 
- خنفساء هيبوسورس (Hybosorus illigeri Riche):
تتبع هذه الخنفساء رتبة غمدية الأجنحة (Coleoptera) وفصيلة الجعاليات (Scarabaeidae)، وهي حشرة واسعة الانتشار تمتد من جنوب غرب أوروبا إلى جنوب إفريقيا ومدغشقر وحتى الهند شرقًا، وهي من الخنافس شبه الصحراوية أو السفانية، وتضم فصيلة الجعاليات نحو 50000 نوع معروف.
خنفساء هيبوسورس صغيرة الحجم؛ إذ يصل طولها إلى 7مم، ولها قرون استشعار قصيرة غير متماثلة المرفق، والصفائح الصولجانية فيها سميكة ومستديرة وليست قابلة للتقارب، ولها نهائية رقائقية، ورأسها غائر في الصدر الأمامي، والأجنحة الغمدية الأمامية لا تصل إلى نهاية البطن. وتتجمع الحشرة كاملة على الجثث وروث الحيوانات أثناء الليل، كما أن لها خاصية الانجذاب نحو الضوء؛ إذ تتجمع حوله بأعداد كبيرة، والأطوار غير البالغة دورها غير معروف تمامًا. أما أهميتها فتكمن في أنها من الكانسات المترممات على الجثث, فهي تقوم بتحليلها وتحويلها إلى مواد عضوية صالحة للزراعة. وتنتشر خنفساء هيبوسورس بكثرة في أمكنة كثيرة من منطقة المدينة المنورة منها: وادي فرح، وينبع، وخيبر  
 
 
- الفراشة البيضاء المكبرتة (Clotis phisadia Godart):
تتبع هذه الفراشة رتبة حرشفية الأجنحة (Lepidoptera) وفصيلة بيريدي (Pieridae) وهي حشرة واسعة الانتشار خصوصًا في سفوح جبال الحجاز؛ إذ يرتبط وجودها بأشجار نبات الكبار من فصيلة (Capparidaceae) من ذوات الفلقتين.
الفراشة البيضاء المكبرتة صغيرة إلى متوسطة الحجم، وذات لون أبيض إلى أصفر، ولها قرون استشعار صولجانية الشكل، كما أن لها أجزاء فم ماصة وعيونًا مركبة، وأجنحة حرشفية ذات حواف سوداء، أما التعريق في الجناح الأمامي فيكون العرق الكعبري فيها متفرعًا إلى ثلاثة أو أربعة عروق كعبرية، والأرجل الأمامية فيها حسنة التكوين، والمخالب الرسغية ثنائية.
تعدّ هذه الفراشة من الأنواع المهاجرة، وقد شوهدت على مسافات بعيدة من أمكنة تكاثرها، ويظهر نشاطها واضحًا من سبتمبر إلى إبريل، وهي تفضل الأمكنة التي يوجد بها شجر الأراك (السواك) أو بعض النباتات البرية التابعة للفصيلة الزيتونية، وقد تم الحصول عليها من مدينة الوجه 
تتجمع الأطوار المبكرة من دورة حياتها في مجموعات ثم تقل هذه المجموعات عندما تصل إلى مرحلة النضوج، وتصبح اليرقات كاملة النمو خضراء شاحبة عليها شعيرات دقيقة، ويمتد على ظهرها خط أصفر طويل ورفيع تتقاطع معه خطوط بيضاء أو قرمزية مثلثة الشكل، وهي يرقة نشطة تتغذى على النباتات، وتعدّ آفة زراعية رئيسة وبخاصة على المحصولات الصليبية.
 
- الفراشة ذات الأجنحة الرقيقة (أبو دقيق الرمان) (Deudorix livia) (Klug) (Gossamer)،(winged):
تتبع هذه الفراشة رتبة حرشفية الأجنحة (Lepidoptera)، وفصيلة الفراشات ذات الخطوط الشعرية (Lycaenidae)، وهي عالمية الانتشار، وتنتشر في جبال الحجاز الشمالية وعسير على ارتفاعات تصل إلى 1.300م، وتمتد شمالاً حتى العلا بمنطقة المدينة المنورة 
تتميز هذه الفراشة بأنها صغيرة ورقيقة وفاتحة، كما أنها سريعة الطيران، ولها جسم نحيل وقرون استشعار صولجانية مطوقة، وتتميز هذه الفراشة بوجود خط حرشفي أبيض حول العينين، كما أن لها خطوطًا شعرية رمادية داكنة وأشرطة رقيقة تحت الجناح مع وجود بقع صغيرة حمراء على الجزء الخلفي للجناح الخلفي، كما يوجد بها شعرتان ذيليتان على الجناح الخلفي، والعرق الكعبري في الجناح الأمامي مكون من ثلاثة فروع، وينشأ العرق الوسطي عند الزاوية القمية للخلية القرصية، أما العرق القاعدي في الجناح الخلفي فهو غير موجود، كما أن الأرجل الأمامية في الأنثى عادية بينما تكون في الذكر قصيرة وخالية من المخالب الرسغية.
تمضي هذه الفراشة معظم الوقت مهاجرة فوق المناطق الغربية لمنطقة الحجاز وعسير وبخاصة بين شهري أغسطس وفبراير، وهي تفضل شجر السنط من الفصيلة القرنية وكذلك حدائق الزينة. وتتغذى اليرقات على بذور قرون شجر السنط، كما أن لبعض يرقات هذه الفصيلة علاقة معاشرة مع النمل، وتتعلق العذارى أو العرائس في الأمكنة التي ترى بها بوساطة حزام حريري أو عضلة معلقة، وتعدّ هذه الفراشة آفة حشرية بسبب ما تحدثه من نخر في ثمار قرون السنط وتأكلها.
 
- الفراشة السمراء (Pelopidas mathias) (Fabricius) (Tawny skipper):
 
تتبع هذه الفراشة رتبة حرشفية الأجنحة (Lepidoptera) وفصيلة الفراشات سريعة الانطلاق (أو القافزات) (Hesperiidae)، وهي واسعة الانتشار وبخاصة في مرتفعات الحجاز وعسير، وتحتوي على نحو 3.000 نوع معروف.
الفراشة السمراء حشرة صغيرة بنية ذات جسم ممتلئ، وقرون استشعار مغطاة بالحراشف، والأجنحة حرشفية، وتكون الخلية القرصية في الجناح الأمامي أقل من ثلثي طول الجناح، أما العرق الوسطي الثاني (M2) في الجناح الأمامي فعادة مايكون مقوسًا عند القاعدة، وينشأ بالقرب من العرق الوسطي الثالث (M3) بدلاً من العرق الوسطي الأول (M1)، أما الساق في الأرجل الوسطية فلها أشواك.
ويوجد في الذكر شريط مائل داكن يسمى (الوسم)، وهو حراشف تقوم بوظيفة الغدد، ولها إفرازات ذات رائحة مميزة تؤدي إلى تنفيذ عمل سلوكي معين مثل الجاذبية الجنسية.
تفضل هذه الفراشة حواف المزارع والأودية الحجرية، وتتغذى على رحيق الأزهار، أما اليرقات فهي رخوة ولها رأس كبير وعنق ضيق، وتتغذى أساسًا على الحشائش. وتنشط الحشرة خلال شهر نوفمبر وحتى شهر مايو، وتعد نافعة من الوجهة الاقتصادية؛ لأنها تتغذى على الحشائش، ويمكن استخدامها لمقاومة الحشائش الضارة، وقد طبقت أستراليا استخدام الحشرات باعتبارها وسيلة لمقاومة الحشائش عام 1331هـ / 1913م عندما استوردت الحشرة المسماة (Cactoblastis cactorum)، وهي من رتبة حرشفية الأجنحة, من تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تم الحصول على هذه الفراشة السمراء من محافظة العلا بمنطقة المدينة المنورة  . 
 
 
- طاووسية السيدة الجميلة (أبو دقيق الخبازي) (Vanessa cardui) (Linne) (Brush footed):(butterfly) 
تنتمي هذه الفراشة إلى رتبة حرشفية الأجنحة (Lepidoptera) وفصيلة الفراشات الجميلة (Nymphalidae)، وهي عالمية الانتشار، وتنتشر في مناطق الحجاز ومرتفعات عسير، وتعدّ واحدة من أكبر فصائل حرشفية الأجنحة.
الفراشة الطاووسية حشرة جميلة ذات ألوان براقة متعددة تغلب عليها الألوان الحمراء والبرتقالية الرائعة، وهي متوسطة الحجم؛ إذ يصل طولها من 50 - 58مم، ولها قرون استشعار صولجانية الشكل، وأجزاء فم ماصة، والأجنحة حرشفية. وينشأ العرق القاعدي للجناح الخلفي عند انفصال كل من العرق الكعبري الأول والعرق تحت الكعبري والجذع الكعبري، كما أن لها ثلاثة أزواج من الأرجل تكّون الأرجل الأمامية فيها مختزلة وعديمة المخالب، أما الأرجل الوسطى والخلفية فهي حسنة التكوين وتستخدمها الحشرة في المشي.
تتغذى اليرقات أساسًا على نبات القراص، وهو نبات عشبي من الفصيلة القراصية لها أشواك على شكل شعور دقيقة إذا مسها الإنسان بيده نشبت فيها، وهي مفيدة لليرقات للاحتماء بها من الأعداء. ولهذه الفراشة جيلان في السنة، وتعد من الأنواع المهاجرة، وهي تفضل أساسًا السهول الصحراوية والتلال والأودية، وتظهر خلال شهر أكتوبر إلى شهر يناير؛ إذ تكون درجة الحرارة مناسبة. ولأنها لا تستطيع تحمل الحرارة في الصيف، وبسبب لون هذه الفراشة ومظهرها الأخاذ ورسوماتها الصارخة, فقد جذبت إليها الاهتمام، وتستخدم بعض المتاحف هذه الحشرة مادة للتسلية وللدراسة، وتنتشر هذه الفراشة في جميع الساحل الغربي بما في ذلك منطقة المدينة المنورة 
 
.الذبابة المنـزلية أو الأليفة (Musca domesticus Linnaeus): 
تتبع الذبابة المنـزلية رتبة ثنائية الأجنحة (Diptera) وفصيلة الذباب المنـزلي (Muscidae)، وتعدّ من أكثر الحشرات انتشارًا وعددًا وخصوبة، وهي سائدة في معظم أنحاء العالم.
الذبابة المنـزلية متوسطة الحجم؛ إذ يبلغ متوسط طولها من 6 - 7.5 مم، وهي داكنة اللون، ولها رأس كروي الشكل يحمل قرن استشعار ذا شوكة طويلة تعرف بالأريستا (Arista) مغطاة بشعر كثيف على جانبيها وحتى قمتها. والعيون مركبة وتحتل معظم الرأس، وهي متلامسة في الذكر ومتباعدة في الأنثى، ولها أجزاء فم لاعقة راشفة, وتنسحب للداخل عند عدم الاستعمال، وتمتد على الصدر أربعة خطوط داكنة متساوية الطول، كما تكبر فيها الحلقة الصدرية الثانية بسبب نمو الجناح الأمامي الذي يتميز بتعريق واضح وبانحراف العرق الرابع تجاه العرق الثاني مكونًا زاوية حادة وخلية مغلقة، كما تحمل الحلقة الصدرية الثالثة زوجًا من الأجنحة متحورًا على شكل دبوسي توازن يغطي كل منهما فص غشائي يعرف بالاسكواماتا (Squamata). أما أرجل هذه الذبابة فهي قصيرة وعليها شعيرات، وينتهي طرفها بزوج من المخالب ووسادة وسطية. أما البطن فيتكون من أربع حلقات واضحة.
يعيش هذا الذباب في كل مكان تقريبًا  ،  ويتكاثر في جميع أنواع البيئات القذرة مثل: أكوام القمامة، والمواد العضوية المتحللة، والمواد البرازية، والفضلات وغيرها، ويتم التزاوج بعد خروج الإناث من العذارى بعد يوم أو يومين، ويتم التلقيح مرة واحدة ثم تبدأ الإناث في وضع البيض على المواد البرازية والقاذورات وأكوام السماد الحيواني، وتفضل الأمكنة المعرضة لضوء الشمس. ويوضع البيض على شكل مجاميع، كل مجموعة تحتوي على 125 بيضة على أربع دفعات، ويفقس البيض خلال يوم أو يومين تبعًا لدرجة الحرارة والرطوبة. واليرقات دودية الشكل ذات لون أبيض ليس لها رأس مميز، كما أن الفكين العلويين متحوران إلى خطافين فميين غير متساويي الطول، ولا يتحركان إلا في المستوى العمودي. وتتنفس اليرقة بوساطة ثغرين تنفسيين، وتخرج هذه اليرقات بحثًا عن الغذاء الذي يتكون - عادة - من الكائنات الدقيقة المسؤولة عن التخمر، ثم تنسلخ اليرقة مرتين خلال عشرة أيام، ثم تتوقف عن النمو وتتحول إلى عذراء برميلية الشكل مستورة داخل الجليد اليرقي الأخير، وتخرج الحشرة الكاملة عن طريق شق دائرة.
 
وتعدّ الذبابة المنـزلية من الأهمية الطبية بمكان، وذلك بسبب علاقتها الوثيقة بالإنسان وملازمتها إياه في منـزله، ويقوم الذباب بنقل مسببات الأمراض نقلاً ميكانيكيًا، ويؤدي الشعر الذي يغطي جسم الذبابة وزوائدها دورًا مهمًا في حمل الجراثيم والميكروبات من الأمكنة الملوثة إلى طعام الإنسان أو إلى الإنسان مباشرةً. ومن الأمراض الشائعة التي يلعب الذباب دورًا في انتشارها: السل، وحمى التيفوئيد، والكوليرا، والدوسنتاريا البكتيرية والأميبية، والإسهال، والتراكوما، والحمى الخبيثة، وبعض أنواع التهاب الجفون والجذام وغيرها. ومما يزيد في صعوبة مكافحة هذه الأمراض, صعوبة مكافحة الذبابة الناقلة لها بسبب تكاثرها السريع وانتشارها ومقاومتها، وكذلك وجودها في بيئة الإنسان. ومع هذا فإن المكافحة تتم بطرق متعددة منها الوقاية، وذلك بجمع القمامة في أكياس مقفلة وحرقها والتخلص منها، أو استعمال السلك الشبكي على النوافذ والفتحات الخارجية لمنع دخول الذباب، وهناك طرق أخرى كيميائية منها: استعمال المبيدات الحشرية مثل: البريثرم، والملاثيون، والديازينون وغيرها من المركبات الكيميائية، ولكن هذه المبيدات الحشرية غير مجدية مع الذباب نظرًا لما يبديه من مقدرة فائقة في مقاومتها، وهناك مكافحة حيوية وهي الأكثر قبولاً ورواجًا، وفيها يُستخدم الأعداء الطبيعيون للذباب مثل: الحلم، والعناكب، والفطريات، والحشرات المفترسة، والضفادع، والسحالي.
 
- برغش الجمال (Hippobosca camelina Leach louse fly): 
تتبع هذه الحشرة رتبة ثنائية الأجنحة (Diptera) وفصيلة البرغش (Hippoboscidae)، وتنتشر انتشارًا واسعًا في جميع أنحاء إفريقية تقريبًا؛ حيث تتوافر الجمال، وكذلك في آسيا الصغرى، وسورية، وفلسطين والجزيرة العربية، وإيران، وأفغانستان، وبلوجستان، وحتى فرنسا، وهي حشرة طفيلية تتطفل خارجيًا على الجمال.
الجسم بني ومفلطح، ويراوح طوله بين 3 و 5مم، وله أجزاء فم ثاقب ماص، وعيون مركبة كبيرة، وقرن استشعار قصير مكون من حلقة واحدة، ويقع داخل تجويف صغير في الرأس، أما الأجنحة فهي عريضة وذات ملمس جلدي، والعروق فيها تتقارب في الجزء الأمامي للحافة الأمامية، بينما تكون العروق الخلفية ضعيفة أو غير موجودة، والرسغ في الأرجل لها مخالب مسننة تمكنها من التعلق على العائل، والبطن غير مقسم إلى حلقات. تنمو اليرقات داخل جيب رحمي، وتتغذى على إفرازات تفرزها غدد خاصة عن طريق عضو مشيمي موجود في قناة البيض المشتركة، وعندما يكتمل نموها تتم ولادتها فرادى بين حين وآخر، ثم تتحول اليرقة حديثة الولادة فورًا إلى عذراء ثم إلى حشرة كاملة.
يعيش البرغش على أجسام الجمال وغيرها من الثدييات معيشة طفيلية خارجية؛ إذ يمتص دماءها من الأمكنة الخالية من الشعر، وهو سريع الحركة ينتقل من عائل لآخر ونادرًا ما يبتعد عن عائله  .  أما طريقة المكافحة فتتم بدهن الحيوان بمادة طاردة للحشرة ومنها القطران، وتنظيف أمكنة الرعاية بالحيوان مثل الحظائر والإسطبلات، وذلك بتطهيرها ورش أسوارها بالمبيدات الحشرية الفعالة مثل: الملاثيون، والديازينون وغيرها من المبيدات الكيميائية، أو بطريقة غمر الحيوان في محاليل كيميائية مثل: الملاثينون، 0.5% ثم إبعاده عن الأمكنة الموبوءة فترة زمنية معينة.
 
 
شارك المقالة:
54 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook