بعض الأمثال الشعبية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.
للأمثال في المنطقة ميزة خاصة؛ فهي تجمع التنوع البيئي ما بين البيئة الصحراوية والبيئة الحضرية، وتُستخدَم الأمثال للتعبير عن مواقف معينة بقصد أخذ الحكمة والعبرة، وهي في الوقت ذاته تحكي تاريخًا اجتماعيًّا عايشه أهل المنطقة.
ولعل المثل الأكثر استخدامًا لدى أهالي تبوك هو:
تبوك تنسيك أمك وأبوك:
وذلك كناية عن حبهم لهذه المنطقة، فهي من جمالها الخلاب وسحرها الجذاب تكاد تنسيك أغلى الناس لديك وهما الوالدان.
ومن الأمثال في منطقة تبوك:
إكرام النفس هواها:
يعني أن أفضل الرأي للإنسان ما نبع منه ومن هوى نفسه، فهو رأيه الخاص الذي يريحه إذا أخذ به، ويُضرَب هذا المثل في أهمية الاختيار النابع من القناعة الذاتية.
أكل التمر خص وأكل العيش قص:
ويُضرَب في التزام الأدب ومراعاة التقاليد المتعارف عليها، وفي التأني بشكل عام.
اللي ما له أول ما له تالي:
يعني أن الإنسان الذي ليس له ماضٍ عريق ليس له حاضر ولا مستقبل، ويُضرَب في أهمية الأصالة.
اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب:
يعني أن الإنسان الذي يعتمد على الله - تعالى - في حياته ينفق ما يلزم من رزق اليوم ويتوكل على الله ويعمل، وسوف يزرقه الله - تعالى - في المستقبل، ويُضرَب هذا المثل في أهمية الاعتماد على الله، وعدم الوقوع في الهم لأجل الرزق في المستقبل.
الطول طول نخلة والعقل عقل صخلة:
يعني أن طول الإنسان وعرضه قد لا يعطيان دلالة على رجاحة عقله وفطنته، فربما يكون طويلاً وعقله قاصر، وربما يكون قصيرًا وعقله راجح، ويُضرب هذا المثل في الحضِّ على الجمع بين كمال الجسم والخِلْقة وبين كمال العقل ورجاحته.
ما يعرف كوعه من بوعه:
ويُضرب في الشخص شديد الجهل، وهو كناية عن الغباء والبله.
من عرف ربه هانت مصيبته
يعني أن الذي يعرف ربه حق المعرفة يهون عليه وقع المصائب، فمن عرف ربه هانت عليه مصيبته؛ وذلك لمساعدة الله - عز وجل - له وتفريج كربته، ويُضرَب هذا المثل في حض المؤمن بالله على الصبر على المصائب اعتمادًا على إيمانه.
بلادك اللي تعيش فيها:
يعني أن بلادك ووطنك هو الذي تُرزق وتعيش فيه، حتى إن لم يكن موطنك الأصلي.
الجار قبل الدار:
يعني أنه عليك باختيار الجار الطيب الصالح قبل أن تسكن في دارك ومنـزلك. ويُضرَب هذا المثل في أهمية الإنسان قبل المكان.
النبي وصى على سابع جار:
يعني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أوصى باحترام الجار البعيد وتقديره والإحسان إليه، ففِعْلُ ذلك بالجار القريب أوكد وأولى؛ وذلك لأهمية الجار في المجتمع المسلم وضرورة الإحسان إليه. ويُضرَب هذا المثل في التأكيد على حق الجار.
اللي ما عنده دار كل يوم له جار:
يعني أن الشخص كثير التنقل والترحال له في كل يوم جار. ويُضرَب هذا المثل في أهمية الاستقرار.
عليك بالجار لو جار:
يعني أن عليك بالإحسان إلى الجار واحترام حقه حتى لو جار واعتدى، فعليك تحمُّل واجبات الجوار وإن كانت صعبة الاحتمال، ويُضرَب في التأكيد على حق الجار ومكانته.
ما فات مات:
يعني أن ما فات ومضى قد انتهى وانقضى، فيجب على الإنسان ألا يعيد أحزان الماضي وألا يحزن له أو يحاسب عليه. ويُضرَب في الدعوة إلى نسيان أحزان الماضي.
من كبَّر اللقمة غص:
اللقمة: مقدار ما يمضغ الفم من الطعام، غص: وقف الماء أو الأكل في حلقه.
ويعني أن الشخص الطماع لا بد أن يؤدي به طمعه إلى التهلكة. ويُضرَب هذا المثل للتحذير من الطمع.
كلٌّ يشوف الناس بعين طبعه:
يعني أن كل إنسان يحكم على الآخرين بحسب طباعه وصفاته الحسنة أو السيئة. ويُضرَب هذا المثل في عدم دقة أحكام الناس على بعضهم في غالب الأحيان، إذ كلٌّ يحكم على الآخرين بحسب معتقداته هو وقيمه ومفهوماته الصحيحة أو الخاطئة.
رحم الله امرأً عرف قدر نفسه:
يعني: رحم الله امرأً عرف قدر علمه ومكانته وتصرَّف من هذا المنطلق، فلم يتجاوز حدوده ولم يتعدَّ على مكانة غيره. ويُضرَب هذا المثل لتقدير قيمة التواضع، وعدم تجاوز المرء حدوده.
مظاهر الثبات والتغير
الأمثال الشعبية في المنطقة تُعدُّ من الجوانب التي قلَّ أن ينالها التغيير؛ ذلك أنها تُستخدَم سواء من باب الحكمة، أو من باب أخذ العظة والعبرة، أو من باب إعطاء الموقف المُعاش نكهة خاصة، فالأمثال من الأقوال التي درج العرب على استخدامها، خصوصًا في المملكة العربية السعودية.
العربية
