يُفسّر القرآن الكريم بنفسه؛ لأنّ الله -تعالى- هو من أنزله إلى الناس، وهو أعلم بمراده منه، وقد قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله- في ذلك إنّ أصحّ طرق التفسير وأحسنها هو تفسير القرآن الكريم بالقرآن الكريم، فما أُجمِلَ في مكانٍ ما منه قد فُسّر في مكانٍ آخرٍ، وما اختُصِر في مكانٍ ما بُسط في مكانٍ آخرٍ، فإن أعيا المسلم ذلك فعليه حينها بالسنّة؛ لأنّها أيضاً شارحةٌ للقرآن الكريم ومُبيّنةٌ له، ومن أمثلة تفسير القرآن الكريم بالقرآن الكريم تفسير قول الله تعالى: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)، بالآية التي جاءت بعدها، حيث قال الله -تعالى- فيها مُوضّحاً أولياء الله: (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)، ومن ذلك أيضاً تفسير قول الله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ)، بقوله بعدها: (النَّجْمُ الثَّاقِبُ).
إنّ لتفسير القرآن الكريم أصولاً دلّ الشرع على استعمالها في التفسير، فقد ذكر العلماء أنّ القرآن أصلٌ من أصول التفسير؛ وذلك لأنّه كلام الله تعالى، كما ذكروا السنّة النبويّة أيضاً، لأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- هو المُبيّن لكلام الله، فتلك وظيفته، كما ذكروا أيضاً أقوال السلف، فهم أقرب الناس لفهم اللغة وأعرفهم بمراد الرسول فقد شهدوا التنزيل وعلموا أحواله، وجعل العلماء اللغة العربيّة أصلاً من أصول التفسير كذلك، فقد نزل القرآن الكريم بها، وهي من أُسس فهمه واستيعابه، وأخيراً فقد ذكر العلماء إمكانيّة الاستعانة بمرويات بعض أهل الكتاب وأسباب النزول للوصول إلى معنى بعض الآيات.
هناك بعض النصائح والتنبيهات التي يجدر بطالب علم التفسير أن يتنبّه إليها، وفيما يأتي بيانها:
موسوعة موضوع