الصوم في اللغة هو الإمساك عن الشيء، فنقول الشخص ممسك عن الكلام أي أنه لا يتكلم، وممسك عن الطعام أي أنه لا يأكل، أما مفهوم الصوم اصطلاحاً فهو إمساك الإنسان عن جميع المفطرات من وقت الفجر حتى غروب الشمس، ويشترط فيه نية التقرب والعبادة من الله سبحانه وتعالى، حيث يراعي المسلم الشروط التي فرضها الله سبحانه وتعالى على الصائم، وهذا المفهوم اتفقت عليه جميع المذاهب الأربعة.
الصوم يعلم المسلم النظام، ويعلمه العدل والمساواة، بالإضافة إلى أنه يزيد من عاطفة الرحمة بين المسلمين؛ لأنهم يسارعون إلى الإحسان، ويتسابقون إلى عمل الخير، وبالتالي يكون المجتمع محمياً من الشرور والمفاتن.
عندما يشعر المسلم الغني بأخيه المسلم الجائع الفقير ترتفع وترتقي روحه، ويصبح ليّن القلب، وأكثر حناناً وعطفاً على الفقراء، كما أنه يصبح كريماً، حيث أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أنّ الصدقة في شهر رمضان من أفضل الصدقات التي يؤديها الفرد المسلم.
يتعلم الإنسان المسلم في هذا الشهر كيف يتكيف مع التغيير، فرمضان شهر التغيير حتى في الأمور الغيبية، فالجنة تتغير فتفتح أبوابها، بينما تغلق أبواب النار، وتصفد مردة الشياطين، فعلى المسلم أن يتغير مع هذه التغيرات، فيزيد من إيمانه، ويغير من سلوكه؛ لأنّ العبادة تحتاج إلى صبر، بالإضافة إلى أنّ الإحسان شرط من شروط الصوم، فعندما ينتهي شهر رمضان يكون الإنسان قد غير من أخلاقه وسلوكياته وصفاته.
يربي الصوم في نفس المسلم حسن الخلق، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (...فإنِ امرؤٌ شاتمَهُ أو قاتلَهُ ، فليقُلْ : إنِّي صائمٌ. إنِّي صائمٌ) [صحيح مسلم]، فيبتعد المسلم بنفسه عن الغضب والعصبية، ويبتعد عن السفهاء والمستكبرين، ويتجنب الفحش في القول.
تقل في شهر رمضان الخصومات، والنزاعات، والمشاجرات بين الناس، لأنه شهر التسامح وشهر الألفة والمحبة، حيث حث الرسول صلى الله عليه وسلم على أن يكون المجتمع متكافلاً ومتعاوناً مثل الأسرة الواحدة، كما تقل المشاحنات والنزاعات في الحياة الزوجية وبين الأولاد.
موسوعة موضوع