بعض المواقع الأسلامية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
بعض المواقع الأسلامية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

بعض المواقع الأسلامية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 
عالقاعة
 
القاعة هي أرض مستوية مغطاة بالحصباء البركانية، تقع إلى الشمال الشرقي من خميس مشيط بمسافة تبلغ نحو 50كم، وتنتشر في نواحيها معالم جغرافية مشهورة، مثل: جبل أم القصص، وجبل أُعيبل، وجبل قرن القاعة؛ ولهذا السهل ومعالمه الجغرافية ذكر عند الهمداني عندما تعرض لطريق الحج اليمني  
 
يشتمل الحد الجنوبي من سهل القاعة على مجموعة من الآبار القديمة المطوية المعروفة محليًا باسم (آبار الحفائر) التي يصل عددها إلى 5 آبار؛ ويحد موقع الآبار من الشمال وادي الغول ووادي وطاط، ومن الشرق وادي وطاط ووادي الخليج، في حين يحدها من الجنوب وادي الغول وجبل قرين القاعة، ومن الغرب وادي الغول ووادي حافش، وقد أدت هذه الآبار دورها بوصفها محطة من محطات طريق الحج اليمني، ولا يزال بعضها في حيز الاستخدام حتى الوقت الحاضر  . 
 
 
ف - كُتنة (كتنة القاع):
 
تقع كتنة إلى الشمال الغربي من بلدة يعرى الحديثة، على الضفة الجنوبية الغربية من وادي ريع الخليج الواقع إلى الجنوب الشرقي من صحراء القاعة (قاع).
 
وُصفت كتنة (كتنة القاع) في الكتابات الجغرافية المبكرة بأنها قرية ذات حجم كبير، وتشتمل على عدد من الآبار، وتُعد من مناهل طريق الحج اليمني الأعلى  
 
ويتصف الموقع بتوافر أشجار الأثل والطلح والنخيل في أنحائه، كما يشتمل المحيط الجغرافي للموقع على كتل ضخمة من الأحجار الرملية التي نُفِّذ على بعض سطوحها بعض الكتابات والنقوش والمخربشات العربية الإسلامية المبكرة التي تتسم بعدم وضوح حروفها بشكل كامل. ولا يزال الاسم التاريخي للموقع يُطلق على إحدى آباره المتهدمة جزئيًا، ويبلغ قطر فوهتها نحو 3م، وعمقها يصل إلى نحو 8م  
 
كما يشتمل الموقع ذاته - بالإضافة إلى الآبار - على ثلاثة أفران (تنانير) وأساسات بنائية لوحدات معمارية، وتتناثر الأحجار مختلفة الأشكال والأحجام وكِسَر لأوانٍ فخارية إسلامية على أرضيات هذه الوحدات المعمارية، وعُثر في المحيط الجغرافي للموقع على رسومات صخرية، وكتابات إسلامية مبكرة  
 
المبرح:
 
تبعد نحو 1كم شمال الطريق المُعبد (المسفلت) الذي يربط محافظة ظهران الجنوب بمحافظة سراة عبيدة، ويحدها من الجنوب جبل القهرة الرابض على الضفة الغربية لوادي المبرح، وجبل أقاوية الواقع على الضفة الشرقية للوادي، وعقبة ووادي أقاوية. أما من الجهة الشرقية فيحدها بالتسلسل من الجنوب إلى الشمال: جبل أقاوية؛ ثم سلسلة جبال المحجر المتصلة بسلسلة جبال الحرشة، ثم سلسلة جبال بني نظار. أما الحدود الغربية فتشرف على امتداد الوادي منطقة المحاجر، وهي المنطقة التي تفصل بين المبرح والطريق الأسفلتي العام الذي يربط مدينة ظهران الجنوب بسراة عبيدة  .
 
يُعد أحمد بن عيسى الرداعي - وهو من شعراء القرن الثالث الهجري/العاشر الميلادي - مِن أقدم مَنْ ذكر المبرح وغيلها خصوصًا في أرجوزته، وأشار إلى وقوعهما على مسار طريق الحج اليمني الأعلى  خلال رحلة ذهابه وإيابه من مسقط رأسه مدينة رداع في اليمن إلى مكة المكرمة لتأدية فريضة الحج  .
 
يشتمل موقع المبرح حاليًا على غيل مائي  تحفُّ بموقعه أشجار النخيل المكتظة، ومجموعة من الرسومات الصخرية الآدمية والحيوانية، والكتابات العربية القديمة، والنقوش العربية الإسلامية المبكرة، وأحدها مؤرخ في سنة 98هـ/716 - 717م. وجميع هذه الآثار الخطية والرسومات الصخرية نُفذت على صخور الجبل المطل على المبرح من الجهة الشرقية. كما يحوي الموقع نفسه آثارًا لرصف مسار طريق الحج اليمني الأعلى   وتسويته.
 
 المنضج (المصلولة):
 
موقع المنضج (المصلولة) هو منطقة جبلية وعرة التضاريس إلى حدٍّ ما، تتخللها أودية كبيرة وسحيقة، ويقع إلى الشمال الغربي من مدينة ظهران الجنوب بمسافة تصل إلى نحو 12كم.
 
أشار عدد من الجغرافيين المسلمين المبكرين إلى وقوع المنضج - أو المصلولة كما تُعرف محليًا - على مسار طريق الحج اليمني  .  وتاريخيًا شهد الموقع ذاته بعض المواجهات العسكرية التي حدثت بين الوالي العباسي في اليمن معن بن زائدة 142 - 151هـ/760 - 769م وعمر بن زيد الغالبي، ومقتل الأخير في هذه المواجهة، مما أثار الزعيم الخولاني في مدينة صعدة محمد بن أبان لمواجهة الوالي عسكريًا 
 
يخترق هذه المنطقة الجبلية مسار طريق الحج اليمني الأعلى، إذ يمتد من خلالها لمسافة تصل إلى نحو 2كم، ويتضمن هذا المسار أجزاءً مرصوفة ومكتفة الجانبين؛ وقد عمل الطريق بصورة فنية دقيقة، إذ صُمم بشكل تعرجات، ويوجد على ضفتي الطريق عدد من أبراج المراقبة  دائرية الشكل، كما تتشح بعض واجهات الصخور المطلة على مسار الطريق ببعض الكتابات العربية الإسلامية المبكرة، ومن أهمها نقشان غير مؤرخين يعودان إلى الأميرين محمد بن يعفر وابنه إبراهيم،  وهما من حكام الدولة اليُعفرية 232 - 387هـ/847 - 997م  
 
شارك المقالة:
87 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook