بماذا اهلك الله قوم عاد

الكاتب: علا حسن -
بماذا اهلك الله قوم عاد.

بماذا اهلك الله قوم عاد.

 

نبيّ الله هود

هو نبيّ الله العربيّ هود بن عبد الله بن رباح بن الجلود بن عاد بن عَوص بن إرم بن سام بن نوح، وقيل غير ذلك، بعثه الله -تعالى- إلى قوم عادٍ يدعوهم إلى توحيد الله سُبحانه، بعد أن حادوا عن التوحيد، وكان هذا أوّل ظهورٍ للشّرك بعد أن بعث الله -تعالى- الطّوفان على قوم نوحٍ عليه السلام، وأنجى الله -تعالى- الثُلّة المؤمنة، وبقوا على التوحيد حتى ظهر الشرك بين أَظهُر قوم عادٍ، ولقد ذُكر هود -عليه السلام- في القرآن الكريم سبع مرّات، ورد خلالها شيءٌ من تفاصيل دعوته -عليه السلام- لقومه، وكفرهم به، ثمّ إهلاكهم بعد ذلك

إهلاك قوم عاد

كان قوم عادٍ مشهورين بقوّة أجسامهم، وعظَيم عمرانهم، حتى إنّها ذُكرت في القرآن الكريم بقول الله تعالى: (إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ)وكان من غرورهم أنّهم زعموا أنّه لن يقدر عليهم أحدٌ، قائلين: (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً)، فكان ردّ الله -تعالى- عليهم من حيث لم يحتسبوا؛ فأرسل عليهم الهواء ريحاً مسلّطاً، فأهلكهم فلم يستطيعوا الحراك، قال الله تعالى: (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ*فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَوقد وصف الله -تعالى- الرّيح في آيةٍ أخرى أنّها ريحٌ صرصرٌ؛ أيّ شديدة البرودة، وقويّة جدّاً حين هبّت، فكانت هذه الرّيح تحمل أحدهم إلى السّماء، ثمّ تهوي به إلى الأرض فتكسر رأسه، ثمّ يدخل الهواء إلى جوفه، فصاروا كما وصف الله تعالى: (كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ*فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍأي لم يبقَ منهم أحدٌ إلّا هلك بهذا، وهذا دليلٌ على قدرة الله تعالى، وإحاطته بالظالم، أن جعل عقوبتهم من جنس عملهم، فقد كانوا يرون أنّهم أعظم قوّة على وجه الأرض، تمنعهم قوّتهم من الله تعالى، فأراهم الله قدرته وقوّته بأبسط مخلوقاته وهو الهوا

 

دعوة هود لقومه

أعاد قوم عادٍ عبادة الأوثان إلى الأرض بعد ما طهّرها الله -تعالى- من المشركين بعد إهلاك قوم نوحٍ عليه السلام، فصاروا يرجعون إلى أصنامهم، يتوسّلون إليها، ويطلبون رضاها، ويقصدونها في حاجاتهم، فبعث الله -تعالى- نبيّه هوداً، وقد اختاره أحسنهم أخلاقاً، وأوسطهم نسباً، وأفضلهم موضعاً، فدعاهم إلى توحيد الله سبحانه، وترك ما أشركوا معه من أوثان، وبيّن لهم سوء عملهم وعاقبته إن استمرّوا عليه، لكنّهم وكما عادة الأقوام قابلوا نبيّهم بالتكذيب والافتراء، فجادلهم نبيّهم فأحسن الحديث معهم، وذكّرهم بأنّهم قد أتوا بعد إهلاك قوم نوحٍ بسبب تكذيبهم وكفرهم، وخوّفهم أن يكون مآلهم ما حصل مع من قبلهم، قال الله -تعالى- على لسان هود: (واذكُروا إذ جعلكُم خُلفاءَ من بعدِ قومِ نوحٍ وزادكُم في الخلقِ بصطةً فاذكروا ءالاءَ اللهِ لعلَّكم تُفلحونَ)،[٧] فكان من شدّة كفر قومه أن سخروا منه، وزعموا أنّ به سفاهة، قال الله تعالى: (قالَ الملأُ الذينَ كفروا مِن قومهِ إنَّا لنراكَ في سفاهةٍ وإنَّا لنَظُنَّكَ مِنَ الكاذبينَ(فَكيدوني جَميعًا ثُمَّ لا تُنظِرونِ)، لكنّهم برغم كلّ قوّتهم وعظمتهم ما استطاعوا أن يظهروا عليه فيقتلوه، إذ حصّنه الله -تعالى- من شرّهم وبأسهم، فكانت هذه آيته الذي ذكرها بعض المفسّرين

شارك المقالة:
70 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook