بماذا فضل الله بني اسرائيل

الكاتب: بتول فواز -
بماذا فضل الله بني اسرائيل.

بماذا فضل الله بني اسرائيل.

 

بنو إسرائيل

كان بنو إسرائيل عليه السلام من أفضل الناس في بداية ظهورهم، حيث فضّلهم الله على سائر الخلق، غير أنّهم عصوا ربهم، وقتلوا أنبياءهم الذين بعثهم الله فيهم، وأشركوا في عبادة الله وأوغلوا في العصيان حتى بلغ بهم العناد والعلو مبلغه، فلِماذا فضّل الله بني إسرائيل على باقي البشر؟ وهل زال عنهم ذلك التفضيل؟ ولماذا زال عنهم؟


المقصود بتفضيل بني إسرائيل

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ )[٢] الآية الكريمة في ظاهرها تُبيّن أنّ اليهود أفضل من أمة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، بل أفضل من جميع الناس، والمقصود بالتفضيل الوارد في هذه الآية الكريمة ثلاثة وجوه، بيانها كالآتي:[٣] إنّ المقصود بالعالم في الآية الجمع الكثير من الناس، وعلى هذا يكون تفضيل بني إسرائيل على مجموعةٍ من الناس لا على جميع البشر، والدليل على ذلك مأخوذٌ من قولِ الله سُبحانه وتعالى في سورة الأنبياء: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ)؛[٤] فالمُراد بالعَالمين الواردة في الآية لا يشمل جَميع الناس، إنّما هو مَخصوصٌ بفئةٍ مُعيّنة من الخلق، وكذلك الأمر بالنسبة للأرض لا يُراد بها كلّ بقاعها وإنّما إشارة إلى أرض مُعيّنة ومخصوصة. المقصود بالتفضيل هنا أي بما أفاض الله سبحانه وتعالى عليهم من النعم دون غيرهم، والتي خصَّهم بها عن الناس، بالإضافة إلى جعل النبوة والملك في أسلافهم، باعتبار أنّ الخطاب كان موجّهاً لهم وقت نزول القرآن الكريم، ودليل ذلك قول الله سبحانه وتعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ)[٥] المقصود بالتفضيل الوارد في الآية هو فقط في زمانهم، والدليل على ذلك قول الله سبحانه وتعالى: ( وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)



بماذا فضّل الله بني إسرائيل

فضّل الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل على عالمي زمانهم حسبما فسّر العلماء قول الله سبحانه وتعالى:(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ )،[٢]بأن أنعم عليهم نِعماً عظيمة: نِعماً دنيويّة، وأخرى دينيّة؛ فقد جعل فيهم الأنبياء والرُّسل هذا من الناحية الدينيّة، أمّا من الناحية الدنيويّة فقد جَعلهم ملوكاً، وهو كذلك لم يؤتِ أحداً من العالمين مثل النعم التي آتاها لبني إسرائيل في ذلك الوقت
 

شارك المقالة:
454 مشاهدة
المراجع +

موقع موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook