تأثير التدخين على الجنين.
التدخين
يُعرّف التدخين (بالإنجليزية: Smoking) على أنّه عملية استنشاق الدخان الصادر عن احتراق التبغ الموجود في السجائر، والغليون، والسيجار، ويُؤثر سلبًا في جميع أعضاء الجسم تقريبًا، وقد تظهر بعض أضراره بشكلٍ فوري، فعلى سبيل المثال: يؤدّي التدخين إلى جعل عملية الحمل أصعب بكثير؛ وذلك لما له من تأثيراتٍ سلبيةٍ في الخصوبة، بالإضافة إلى تأثيره في عملية نمو الجنين خلال فترة الحمل، ويُشار إلى وجود العديد من الدراسات التي توضّح الفرق بين الحوامل المدخنات وغير المدخنات من حيث معدل وفيات الأجنة، فقد نشرت المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة (بالإنجليزية: American journal of epidemiology) عام 1988م نتائج دراسة أجريت على عينة من الحوامل الذين تصِل نسبة المدخنات بينهم إلى 30%، وأشارت هذه النتائج إلى ارتفاع نسبة وفاة الأجنة لدى النساء الحوامل للمرة الأولى لتبلغ حوالي 25% في حال تدخين أقل من عبوّة واحدة من السجائر يوميًا، وتصِل النسبة إلى 56% في حال تدخين عبوة كاملة أو أكثر من السجائر يوميًا، أمّا بما يتعلق بالحوامل للمرة الثانية أو أكثر؛ فتصِل نسبة وفاة الجنين إلى 30% لدى المدخنات مقارنةً بغير المدخنات بغضّ النّظر عن عدد السجائر التي يتمّ تدخينُها يوميًا، وقد بيّنت هذه الدراسة أنّه من الممكن تقليل احتمالية وفيات الأجنة والرضّع بنسبةٍ تبلغ حوالي 10% في حال توقف جميع الحوامل عن التدخين.
تأثير التدخين على الجنين
في الحقيقة، تزداد احتمالية ظهور العديد من الآثار الصحية السلبية على الجنين مع زيادة عدد السّجائر التي يتمّ تدخينها يوميًا، وعليه لا يوجد ما يُسمّى بالمستوى الآمن للتدخين أثناء الحمل،[٤] حيثُ إنّ استنشاق الحامل لدخان السجائر يعني انتقال العديد من المواد الكيميائية إلى الجنين عن طريق المشيمة والحبل السري، ومن هذه المواد ما يُسبّب أمراض السرطان ويحمل أضرارًا عديدة، كما يؤدّي الدخان إلى تقليل كمية الأكسجين التي تصِل إلى الجنين، ممّا يعني بطء نموه خلال مرحلة ما قبل الولادة، وقد يترتب على ذلك الإضرار بدماغ الجنين ورئتيه، ومن الأمثلة على المواد الكيميائية الموجودة في دخان السجائر؛ النيكوتين (بالإنجليزية: Nicotine)، وأحادي أكسيد الكربون (بالإنجليزية: Carbon monoxide)، والقطران (بالإنجليزية: Tar)، وفيما يأتي بيان أبرز الآثار السلبية التي يحمِلُها التدخين على الجنين:
قلّة حركة الجنين في الرحم لمدة ساعة على الأقل بعد تدخين السيجارة الواحدة.
ضعف تطوّر المشيمة وتدهور عملها.
الولادة المبكرة للجنين؛ أيّ قبل مرور 37 أسبوع على الحمل.
تطوّر العيوب الخلقية والتي تظهر عند الولادة، وقد يترتب عليها تغيّر شكل أو وظيفة جزء معين من الجسم، أو أكثر من جزء معًا، وتتسبّب بإحداث مشاكل في الصحّة العامّة، ومن الأمثلة عليها؛ الشفة المشقوقة أو الشفة الأرنبية (بالإنجليزية: Cleft lip)؛ والتي تُعرّف كعيب خلقي يظهر في فم الطفل.
ولادة الطفل بوزنٍ أقل من الطبيعي؛ حيث يكون وزنه أقلّ من 2.5 كيلوغرام.
وفاة الجنين قبل الولادة، ويُشير مصطلح الإجهاض (بالإنجليزية: Miscarriage) إلى وفاة الجنين في الرحم قبل مرور 20 أسبوع على الحمل، وفي حال حدوثه بعد المدّة المذكورة فتُعرف الحالة بمصطلح ولادة جنين ميت (بالإنجليزية: Stillbirth).
وفاة الجنين نتيجة تطوّر متلازمة موت الرضّع الفجائي (بالإنجليزية: Sudden Infant Death Syndrome)؛ حيث يُتوفّى الطفل قبل بلوغه سنة من العمر، وعادةً ما يحدث ذلك أثناء نوم الطّفل، ومن الجدير ذكره أنّها تُعدّ من الحالات غير مُفسّرة الحدوث إلى الآن.
زيادة معدل ضربات قلب الجنين.
التعرّض للتدخين السلبي أثناء الحمل
يُعرّف التدخين السلبي، أو التدخين غير المباشر، أو دخان التبغ البيئي (بالإنجليزية: Secondhand smoke) بأنّه استنشاق الدخان المنبعث عن تدخين شخص آخر للسّجائر، وتجدر الإشارة إلى حقيقة أنّ الدخان الناتج عن حرق الجزء الأخير من السجائر أو السيجار يحتوي على المواد الضارة التي ذكرناها سابقًا بكميةٍ أكبر من الدخان الذي يستنشقه المُدخّن، وهذا يعني أنّ تعرّض الحامل لهذا الدخان بشكلٍ متكرّر يزيد من خطر حدوث مشاكل الحمل المختلفة؛ مثل: ولادة جنين ميت، وولادة طفل بعيوب خلقية، وولادة طفل بوزنٍ أقل من الطبيعي.
تأثير إيقاف التدخين على الجنين
على الرغم من صعوبة تحقيق الإقلاع عن التدخين إلا أنّ ذلك قابل للتحقيق، وتتوفر العديد من الخيارات والوسائل التي يُمكن اتباعها لتحقيق الإقلاع عن التدخين والتي يُمكن استشارة الطبيب بشأنها؛ ذلك أنّ ترك التدخين يُعد من أهمّ الإجراءات التي يجدُر بالحامل القيام بها لحماية صحّتها وصحّة جنينها؛ إذ إنّ إيقاف التدخين في أيّ مرحلةٍ من مراحل الحمل يحمل العديد من الآثار الإيجابية على حياة الطفل، إلّا أنّه من الأفضل التوقف عن التدخين قبل الحمل أو في مراحله المُبكرة، مع الأخذ بالاعتبار أنّه كلما كان الإقلاع عن التدخين أبكر كان ذلك أفضل لصحّة الأم والطفل، ويُعد الإقلاع التام عن التدخين هو الخيار الأفضل؛ حيث إنّ تقليل كمية التدخين أثناء الحمل لا يُعدّ خيارا آمنًا، عكس ما يعتقد البعض، وتظهر نتائج الإقلاع عن التدخين بشكلٍ مباشر على الأم والطفل نتيجة خروج المواد الكيميائية الضارة والغازات السّامة الأخرى من الجسم، ويُمكن بيان الآثار الإيجابية المُترتبة على الإقلاع عن التدخين خلال فترة الحمل فيما يأتي:
تقليل خطر حدوث مشاكل الحمل والولادة.
زيادة احتمالية المرور بحمل صحي وولادة طفل صحي.
تقليل خطر ولادة جنين ميت.
تقليل خطر الولادة المبكرة للطفل وما يتبعها من مشاكلٍ صحية؛ مثل: مشاكل التنفس والتغذية.
تقليل خطر ولادة طفل بوزنٍ أقل من الطبيعي، وبالتالي يُمكن تجنّب العديد من المشاكل المُرافقة لذلك أثناء الولادة وبعدها؛ ومن هذه المشاكل: صعوبة حفاظ الطفل على دفء جسده، وسرعة إصابته بالعدوى.
تقليل خطر حدوث متلازمة موت الرضع الفجائي.