تأثير الدورات الإنجابية على النوم

الكاتب: نور الياس -
تأثير الدورات الإنجابية على النوم

تأثير الدورات الإنجابية على النوم.

 

 

الدورات الإنجابية والنوم

 

من الممكن أن تؤثر العديد من جوانب الدورة الإنجابية للمرأة على النوم. على سبيل المثال, ففي الأشهر الثلاثة الأولى للحمل, تعاني نسبة كبيرة من النساء من الإرهاق طوال الوقت, وقد ينمن لساعتين إضافيتين ليلاً إذا سمحت لهن جداول أعمالهن بذلك. وبينما تستمر فترة الحمل, تُقلص التغيرات الهرمونية والتشريحية فعالية النوم؛ إذ تمضي المرأة فترة أقل في النوم. ونتيجة لذلك, يزداد الإرهاق.

وعادة ما تصاحب فترة النفاس رغبة شديدة في النوم وإرهاق قاتل, ذلك أن قدرة الأم على النوم بشكل فعال لم تعد إلى معدلاتها الطبيعية حيث إنها تقع تحت قبضة دورات نوم صغيرها المتقلبة بين النوم والاستيقاظ, ولأن الرضاعة تثير الشهية إلى النوم وتزيد من الرغبة فيه. ويبحث العلماء الآن ما إذا كانت اضطرابات النوم أثناء الحمل من الممكن أن تساهم في اكتئاب ما بعد الوضع وتهدد الصحة الجسدية والنفسية العامة للأمهات حديثي العهد بالأمومة.

والنساء من غير الحوامل قد يعانين أيضًا من تقلبات شهرية في عادات نومهن. ففي المرحلة الثانية من دورة الحيض, أي ما بين التبويض وفترات الطمث التالية, يغلب النعاس ويدخلن في نوم حركة العين السريعة أسرع من المعتاد. وقليل منهن يعانين من النعاس الشديد. ويبحث الآن العلماء العلاقة بين مثل هذه التغيرات التي تطرأ على النوم, والتغيرات الدورية في درجة حرارة الجسم, ومستويات هرمون البروجستيرون ليعرفوا ما إذا كانت هذه الأنماط الفسيولوجية ترتبط أيضًا بالتقلبات المزاجية السابقة للطمث.

وأخيرًا يعاني عدد كبير من النساء أثناء سن اليأس هبّات حرارية من شأنها مقاطعة نومهن لدرجة أنها تؤدي أحيانًا إلى الأرق المزمن. إن العلاجات التي تستهدف التقليص من أعراض سن اليأس من شأنها تحسين جودة النوم .

 

الصورة الكبيرة

 

بالنظر إلى قصة النوم من المهد إلى اللحد, نجد أننا ركزنا على التدهور المنتظم في قدرتنا على النوم بشكل مناسب, والزيادة في العديد من الاضطرابات التي تنشأ خلال فترات الحياة المختلفة. وعلى الرغم من أن ما سلف هو وصف دقيق للاتجاهات التي من الممكن أن تتجلى في الكبر, إلا أن هذا لا يعني أن كل إنسان مقدر له أن يعاني من كل ما سلف شرحه في هذا المقال. هناك القليل من النقاط الأساسية الخاصة بالشيخوخة والنوم تستحق الذكر, ألا وهي:

 

  • من الممكن الحصول على القسط الكافي من النوم.من الطفولة وحتى الشيخوخة, نرى أن هناك فجوة بين ما يلزم المرء من نوم, من يحصل عليه فعليًا. لاحظ أن أغلب هذه الفجوة نتيجة للحياة العصرية وليست عيوبًا في بنية الجسم. قبل اختراع المصباح الكهربائي في القرن التاسع عشر, كان البالغون ينامون عادة ثماني أو تسع ساعات كل ليلة. إذا كنت تتمتع بصحة جيدة, وتكرس وقتًا كافيًا للنوم, لا يوجد سبب يمنعك من الحصول على القسط الأكبر, أو حتى كل القسط, الذي يحتاج إليه جسمك.
  • وجود شيء من التدهور هو أمر طبيعي. كما رأينا من قبل, فإن الكبر يرتبط بنقص في استتار النوم وإجمالي فترة النوم والزيادات في فترات الاستيقاظ أثناء الليل. وعلى الرغم من أن هذا يبدو محبطًا, إلا أن هذه المعلومات من الممكن أن يكون لها أيضًا أثر قوي؛ فهذه التغيرات طبيعية جدًا ولا تدعو للذعر. وبدلاً من التعامل معها من هذا المنطلق, لتكن بمثابة مؤشرات بالنسبة لك لكي تبدأ بذل المزيد من الجهد للحصول على القسط الأمثل من النوم.
  • مدى تغير الأشياء يعتمد على الحالة الصحية.في الوقت الذي يعاني فيه الأشخاص الذين يشكون من مشاكل صحية من صعوبات شديدة فينا يتعلق بالنوم كلما طعنوا في السن, في المقابل نجد أن الأشخاص الأصحاء لا يعانون من مثل هذه الصعوبات. إذا حافظتعلى صحة جيدة من خلال ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم, والتزمت بحمية غذائية متوازنة, وجعلت عادات النوم أولوية في حياتك, فمن الأرجح أن تعاني فقط من تغيرات لا تذكر في طبيعة نومك كلما كبرت في السن. فقد يستغرقك الأمر بضع دقائق إضافية لكي تخلد إلى النوم في الستين من عمرك مقارنة بحالك في العشرين من العمر, وربما استيقظت مرتين أثناء الليل, ولكن عمومًا يمكنك ألا تشعر باختلاف ما كنا ليه في شبابك.
شارك المقالة:
90 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook