يُعد التوفير الملائم للطاقة أحد أهم العناصر في دورة التبويض. فعندما لا تتناول الفتاة أو المرأة الشابة السعرات الحرارية الكافية؛ لتحقيق توازن الطاقة، يحاول الجسم الاحتفاظ بالطاقة. وتتمثَّل إحدى الطرق التي من خلالها يفعل الجسم هذه العملية في كبت إنتاج الهرمون المطلق للموجهة التناسلية، مع حدوث آثار تالية متكررة على الغدة النخامية والمبيضين. كما قد لا يحدث الارتفاع البالغ لهرمون اللوتنة في وسط الدورة، وتفشل الجريبات في تحقيق النمو الطبيعي، وينخفض إنتاج الإستروجين. ونتيجة لما سبق، قد يندر حدوث التبويض أو ينعدم بالكامل. وتكون الدورة الشهرية خفيفة أو مفقودة. ويُعد انقطاع الحيض المهادي الوظيفي المصطلح العلمي الذي يصف هذه الحالة. وانقطاع الحيض يعني عدم حدوث الدورات الشهرية.
وبالنسبة لبعض الفتيات اللاتي يبدأن التدريبات الرياضية في مرحلة عمرية مبكرة، يمكن أن يؤدي التدريب المكثف مع التغذية غير الملائمة إلى تأخر البلوغ. ويرى الأطباء أن الفتيات اللاتي لم تحضن للمرأة الأولى بحلول 15 سنة، مصابات بانقطاع الحيض الأولي. ويطلق الأطباء اسم انقطاع الحيض الثانوي على حالة غياب أكثر من ثلاث دورات شهرية على التوالي منذ بداية دورات الحيض المنتظمة. وأما وجود أكثر من 35 يومًا بين الدورات الشهرية، فيُعرف باسم ندرة الطموث.
ويمكن للإجهاد البدني للتدريبات المكثفة، علاوة على الضغط العصبي الانفعالي والنفسي، أن يتسببا في حالات الشذوذ الهرمونية. فالمنافسة يمكن أن تسبب الضغط العصبي والقلق، وهذا مثل ما ينتج عن ضغط الأقران، والعلاقات الديناميكية العائلية، والتحديات التي تنطوي عليها عملية النضج. واستجابةً للعوامل المذكورة وعناصر الضغط العصبي الانفعالي والإجهاد البدني، يمكن أن يفرز الجسم الكورتيزول والكاتيكولامينات (وهي مواد كيميائية تؤثر على الجهاز العصبي). وعلاوة على ما سبق، يمكن أن يقل إنتاج هرمون النمو. ويمكن أن يكون لكل هذه التغيرات أثر سلبي على وظيفة الحيض.
يقل اللبتين، وهو هرمون ينتجه الجسم في الأنسجة الدهنية، في أجسام الرياضيين وفي النساء ذوات دهون الجسم القليلة. ولأن اللبتين يستثير إفراز الهرمون المطلق للموجهة التناسلية وهو المسؤول عن بدء دورات الحيض، يمكن أن يتسبب نقص اللبتين في عدم حدوث الدورات الشهرية الطبيعية.
ويمكن للصفات الوراثية أن تلعب دورًا أيضًا. فبعض الفتيات ينضجن في وقت لاحق على الفتيات الأخريات، وبعض الفتيات عُرضة أكثر للتقلبات الهرمونية. ومن المرجح أن لكل فتاة نقطة توازن داخلي مختلفة والتي تحدد وقت حدوث الحالات غير الطبيعية للهرمون، أو تحدد ما إذا كان ذلك يحدث.
قد يعرض ضعف تركيب العظام المريض إلى إصابة العظام على المدى القريب. قد يُعرِّض انقطاع الطمث مع وجود العمل الشاق المرأة إلى الكسور الناتجة عن الضغط. وقد أثبتت إحدى الدراسات التي أُجرِيَت على راقصات البالية أن هؤلاء اللاتي يمارسن أكثر من خمس ساعات يوميًّا ويعانين من انقطاع الطمث، قد تعرضنَ للكسور الناتجة عن الضغط. وبالتأكيد تؤثر هذه الإصابات سلبًا على اللاعب وقد تعرض حياته المهنية للانتهاء.
ويظهر انخفاض كثافة العظام أيضا تتابعات مرضية سلبية على المدى القريب. وتعتمد احتمالية تعرض المرأة إلى هشاشة العظام (شعف العظام وهشاشتها) فيما بعد، على كثافة العظام التي تكونت لديها عندما كانت صغيرة السن. وكلما كانت تملك المرأة كمية أكبر من كثافة العظام، كانت تملك مخزونًا أكبر بالعظام، وتكون أقل عرضة لأن تصاب بهشاشة العظام بالمستقبل فيما بعد.
إن زيادة استهلاك الطاقة لمواكبة السعرات الحرارية التي تُستهلك أو تُجاوز قليلًا تكون كافية لاستعادة الفترات العادية، بالنسبة لمعظم ممارسات الألعاب الرياضية من النساء. لا يكون الإفراط في الطعام مطلوبًا ولكن تناوُل الطعام يكون مطلوبًا. نظرًا لاختلاف كل فتاة أو امرأة شابة عن الأخرى، فقد يكون من الصعب تحديد عدد معين من السعرات الحرارية اليومية أو زيادتها. وبشكل عام، توصي الكلية الأمريكية للطب الرياضي بزيادة الوزن بنسبة 5 بالمائة أو أكثر حسب الحاجة للحفاظ على دورة شهرية منتظمة.
يجب أن تساعد الاقتراحات التالية الفتيات والنساء الصغيرات في السن في الحفاظ على فترة الحيض والإنتاج الهرموني الطبيعي.
موقع : Mayoclinic