أحاط الله سبحانه العلاقات الزوجيّة بقدسيّة عظيمة، ونظّم العلاقات الزوجيّة ضمن مجموعة من الأحكام التي تستدعي تأبيدها واستمرارها، فقال تعالى: ﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم:21] ومن طبيعة الحياة أن تنشأ فيها الخلافات، والعلاقات الأسرية والزوجيّة ليست بمنأى من هذا الخلاف، فهي عرضة بشكل دائم للخلافات التي تتسبب بها عوامل متعددة؛ كاختلاف التفكير، واختلاف تقدير المصلحة، وكذلك اختلاف الثقافة، واختلاف النظر إلى الأمور.
إهمال مناقشة مسببات الخلاف في الحياة الزوجيَّة، وعدم بذل الجهد في حلها أولاً بأولٍ يفاقم الأمور بينهما، فتكبر هذه المسببات وإن كانت بسيطة، وتتجدد مع كل خلاف بينهما، حتى لو كان بسيطاً، وتبقى آثارها موغلة في النفس، وتأتي اللحظة الحرجة التي تتأزم فيها الأمور، مع غياب المصلحة، ويحدث ما لا يحمد عقباه، ممّا يلحق الضرر بمستقبل العلاقات الزوجيّة، وبتماسك الأسرة بشكل عام، فيعود بالضرر البالغ على الأبناء.