تأثير وجود الحليب في الثدي على الحمل

الكاتب: باسكال خوري -
تأثير وجود الحليب في الثدي على الحمل.

تأثير وجود الحليب في الثدي على الحمل.

 

 

هرمون الحليب

يمكن تعريف هرمون الحليب (بالإنجليزية: Prolactin Hormone) بأنّه هرمون يتمّ إنتاجه في الغدة النخامية التي تقع في منتصف الرأس، وله العديد من الوظائف في الجسم عند كلا الجنسين، فهو هرمون متعدد الوظائف، كما أنّ له دور في تنظيم حساسية الإنسولين، وثبات مستوى الجلوكوز في الدم، كما أنّه يُساعد على تنظيم نمو الخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس، وتنظيم عمليات الأيض، والمناعة، والعديد من الوظائف الأخرى والمتنوعة، ولكن بسبب دوره الأساسي في عملية إنتاج الحليب والإرضاع أُطلق عليه اسم هرمون الحليب؛ فهو يقوم بإعداد الثديين لبدء إنتاج الحليب في فترة الحمل، ولكن تبقى مستوياته منخفضة نوعاً ما في أشهر الحمل، وذلك بسبب المستويات العالية التي تفرزها المشيمة في هذه الفترة من هرموني الإستروجين والبروجسترون، مما يُقلل ويحدّ من إنتاج الحليب بكميات كبيرة، ولكن وبمجرد الولادة وخروج المشيمة من الجسم، فإنّ مستويات الإستروجين والبروجسترون تنخفض في الجسم مما يسمح لهرمون البرولاكتين بالازدياد، ويبدأ إدرار الحليب في الأيام القليلة من بعد الولادة، وللحفاظ على عملية إنتاج وإدرار الحليب من الثدي يجب أن يستمر الطفل بالرضاعة؛ لأن ذلك يجعل الأعصاب الموجودة في الثدي ترسل إشارات إلى الدماغ ليعمل على إطلاق وتحرير هرمونات تحفز إنتاج الحليب، وبالتالي في كل مرة تقوم الأم بإرضاع طفلها يتم إنتاج كميات أكثر من الحليب.

 

تأثير وجود حليب في الثدي في الحمل

وجود الحليب في الثدي يُشير إلى ارتفاع هرمون البرولاكتين أو ما يُسمى بهرمون الحليب، الذي يلعب دوراً مُهماً في خفض الخصوبة عند الأنثى، وذلك عن طريق تثبيط الهرمون المنبه للجريب (بالإنجليزية: FSH)، والهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (بالإنجليزية: GnRH)، وهذه الهرمونات هي التي تُحفّز حدوث الإباضة وتسمح للبويضات بأن تتطور وتنضُج، وبالتالي عند زيادة هرمون الحليب ستُعاني المرأة من اضطرابات في الدورة الشهرية وعدم انتظامها، أو غيابها بشكل تام، وحدوث مشاكل في مواعيد الإباضة فتُصبح غير منتظمة، أو قد تتوقف الإباضة لديها تماماً، وبالتالي سيصبح حدوث الحمل أكثر صعوبة وتعقيداً، وهذا ما يفسّر سبب عدم حمل بعض النساء وهم في فترة الرضاعة، وبالتالي في بعض الأحيان قد يُستخدم ارتفاع البرولاكتين كمانع طبيعي لحدوث الحمل، بالرغم من أنّه لا يُنصح بالاعتماد عليه وحده كمانع للحمل، أمّا إذا كان هنالك رغبة بحدوث حمل وكان ارتفاع هرمون الحليب ووجود الحليب بالثدي هو العائق والمُسبب لحالة العقم وصعوبة الإخصاب، سوف يقوم الطبيب المُعالج باكتشاف ومعالجة أي مشاكل أدت لارتفاعه، وبالتالي أخذ العلاجات اللازمة لخفض مستوياته المرتفعة وإعادته للحدود الطبيعية، وبمُجرد عودة مستواه للطبيعي ستكون فرص حدوث الحمل جيدة.

 

أعراض ارتفاع هرمون الحليب

قد تظهر بعض الأعراض على الأشخاص المصابين بارتفاع مستوى هرمون الحليب، سيتم ذكر بعض هذه الأعراض فيما يأتي:

  • الأعراض لدى النساء: ومن الأعراض التي تظهر على النساء بسبب ارتفاع هرمون الحليب:
    • حدوث مشاكل في الإباضة.
    • الإصابة بالعقم في بعض الحالات.
    • تسرّب الحليب من الثديين بالرغم من عدم مرور المرأة في فترة حمل أو رضاعة.
    • غياب أو عدم انتظام في الدورة الشهرية.
    • فقدان الرغبة الجنسية.
    • الشعور بالألم و عدم الراحة خلال الجماع.
    • جفاف المهبل.
    • ظهور حب الشباب.
    • نمو الشعر الزائد على الجسم والوجه.
    • الإحساس بالهبات الساخنة (بالإنجليزية: Hot flashes).
  • الأعراض لدى الرجال: ومن أبرز الأعراض التي يمكن أن تظهر عند الرجال في حال ارتفاع هرمون الحليب:
    • حدوث مشاكل في الخصوبة قد تؤدي للإصابة بالعُقم.
    • ضعف الرغبة أو الدافع الجنسي.
    • مواجهة مشاكل في الانتصاب؛ فقد تكون المشكلة في حدوثه أو في الحفاظ عليه.
    • تثدي الرجل (بالإنجليزية: Gynecomastia)؛ وهذا يعني أنّ الثدي لدى الرجل المُصاب بارتفاع هرمون الحليب في بعض الحالات قد يتضخم ويصبح أكبر حجماً.
    • انخفاض كتلة عضلات الجسم وانخفاض نمو الشعر على الجلد.

 

أسباب ارتفاع هرمون الحليب

يوجد هرمون الحليب في الوضع الطبيعي بنسب منخفضة عند الرجال، وكذلك عند النساء اللواتي لا يرضعن، والنساء غير الحوامل، ولكن هنالك بعض الأسباب والمشكلات الصحية التي تؤدي لارتفاع في نسبة الهرمون في الدم، ومن هذه الأسباب ما يلي:

  • الإصابة بالورم البرولاكتيني أو البرولاكتينوما (بالإنجليزية: Prolactinoma)؛ وهو ورم حميد يصيب الغدة النخامية المسؤولة عن إنتاج هرمون البرولاكتين.
  • القصور في الغدة الدرقية، أي أنّ الغدة الدرقية لا تُنتج ما يكفي من الهرمونات.
  • الإصابة بأمراض تؤثر في منطقة تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus)، وهي التي تنظّم عمل الغدة النخامية.
  • اضطراب الشهية.
  • تناول بعض أنواع الأدوية التي تُستخدم في علاج الاكتئاب وارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة ببعض أمراض الكلى، أو الكبد، أو متلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovarian syndrome).

 

تحليل هرمون الحليب

كما ذكرنا سابقاً فإنّ من الأعراض التي ترتبط بارتفاع مستوى هرمون الحليب: التدفق غير المُبرر للحليب، أو خروج إفرازات غير طبيعة من حلمة الثدي، ومشاكل العقم وغياب الدورة عند النساء، بالإضافة للمشاكل الجنسية عند الرجال كانخفاض الرغبة الجنسية أو عدم القدرة على الانتصاب، وبالتالي عند ظهور هذه الأعراض سيلجأ الطبيب لطلب تحليل لمستوى هرمون الحليب، ويجدُر الانتباه إلى أنّ نسبة تواجد هرمون الحليب تتغير باختلاف الوقت من اليوم، فعادةً ما يصل ذروته في الصباح الباكر، لذلك يُنصح بسحب الدم بعد مرور 3-4 ساعات بعد الاستيقاظ من النوم، ولا يوجد إجراءات أو استعدادات معينة مطلوبة من المصاب من أجل القيام باختبار البرولاكتين، فعند طلب الاختبار سيقوم فني المختبر بإدخال إبرة في الوريد من الذراع وسحب كمية من الدم، والتي يتم بواسطتها إجراء التحليل الذي يُعطي قيمة رقمية تتم مقارنتها بالمُعدلات الطبيعية له، وفيما يأتي ذكر للقيم الطبيعية لهرمون الحليب:

  • عند الذكور: 2-18 نانوغرام لكل مل.
  • عند الإناث غير الحوامل: 2-29 نانوغرام / مل.
  • النساء الحوامل: 10-209 نانوغرام / مل.

 

شارك المقالة:
102 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook