تأثيرات الالوان

الكاتب: باسكال خوري -
تأثيرات الالوان

تأثيرات الالوان.

 

 

الألوان

الألوان جزءٌ لا يتجزأ من حياة الإنسان اليومية، فهي تحيط به من جميع الاتجاهات، في المنزل، والملابس، والشارع، والتلفاز، والطبيعة. ومن الممكن أن يمتلك اللون تأثيراً كبيراً ومهماً على الإنسان، وعلى تفاعله مع المحيط الخارجي، فهو يُعتبر أداة اتصالٍ قوية، من حيث دوره في نقل المعلومات، والتأثير على الحالة المزاجية، بالإضافة إلى التأثير على القرارات التي يتخذها الشخص، كما يساهم الاختلاف في الأذواق في التأثير على نوعية الأشياء التي يقوم الناس بشرائها، والملابس التي يرتدونها، فغالباً ما يقوم الشخص باختيار الألوان التي تناسب حالته المزاجية، أو مشاعره الخاصة.

 

تأثير الألوان

التأثير العاطفي

لا يمكن إنكار حقيقة أنّ للألوان تأثيرٌ على المشاعر والأفعال الخاصة بالإنسان، وإن كان هذا التأثير غير مباشر إلا أنه موجود، بالإضافة إلى ذلك فإنّ عملية الإستجابة للألوان تختلف من شخصٍ إلى آخر؛ حيث يوجد العديد من العوامل التي تؤثّر على الطريقة التي سيشعر بها الشخص عند تعرضه للونٍ معين، وكيفية التصرف والتعامل مع هذا الشعور، ومن أهم هذه العوامل الارتباط الشخصي مع اللون، ومثالٌ على ذلك ارتباط لونٍ معين بذاكرة الشخص منذ أيام الطفولة سواء أكان ارتباطاً إيجابياً أو سلبياً، وبالتالي سينعكس ذلك على استجابة الشخص لهذا اللون عن طريق تقبله، أو رفضه وكرهه له. والعامل الثاني هو ارتباط الألوان بالتجارب الإنسانية العالمية، على سبيل المثال ارتباط اللون الأخضر بالطبيعة ونمو النباتات؛ لأن معظم الناس قد شاهدوا عملية النمو للنباتات وتكاثرها، أما اللون الأزرق فمرتبطٌ بالهدوء والسكينة باعتباره لون السماء والبحر. ومن العوامل الأخرى أيضاً الاختلافات الثقافية، ومن الأمثلة على ذلك ارتباط اللون الأبيض في بعض الثقافات بالسعادة والنقاء، بينما في ثقافاتٍ أخرى فإنه يرتبط بالحزن والموت.

 

التأثير العلاجي

مارست العديد من الحضارات والثقافات القديمة مثل الحضارة المصرية (الفراعنة)، والحضارة الصينية العلاج عن طريق استخدام الألوان، كما لا يزال البعض في عصرنا الحالي يستخدم علم الألوان كعلاجٍ بديل، ويؤمن بفعاليته، ومن الأمثلة على دور الألوان في العلاج ما يأتي:

  • يُستخدم اللون الأحمر لتحفيز الجسم والعقل، كما يعمل على زيادة وتنشيط الدورة الدموية.
  • يعمل اللون الأصفر على تحفيز الأعصاب، وتنقية الجسم.
  • يمكن استخدام اللون البرتقالي لعلاج الرئتين، وزيادة مستويات الطاقة في الجسم.
  • يساعد اللون الأزرق على تهدئة الأعصاب، وعلاج الألم.
  • هناك اعتقادٌ أنّ اللون النيلي يمتلك القدرة على التخفيف من مشاكل الجلد.

 

التأثير على التسويق والإعلان

من المتعارف عليه استخدام علم الألوان في التسويق والإعلان، حيث تقوم العديد من الشركات والمؤسسات التجارية باستغلال التأثير الذي ينتج عن بعض الألوان لجذب المستهلكين، وزيادة مبيعاتهم عن طريق الإعلانات المصورة، ومثالٌ على ذلك استخدام بعض الألوان لتحفيز الناس للشعور بالجوع، أو لنشر الطاقة الإيجابية.

 

التأثير على الذاكرة

تمتلك الألوان بعض التأثير على ذاكرة الإنسان، فوجود الكثير من اللون الأحمر حول الشخص يُعيد إلى ذاكرته العبارات السلبية التي تعرض لها، بينما اللون الأخضر يساعد على الارتباط مع الأفكار الإيجابية.

 

تأثير بعض الألوان

فيما يأتي ذكرٌ لتأثير بعض الألوان الرئيسية وارتباطاتها مع سلوك الإنسان:

  • اللون الأحمر: يرتبط اللون الأحمر بالإثارة، والقوة، والعاطفة، كما يرمز إلى الرغبة والسرعة، من ناحيةٍ أخرى فالأحمر هو لون الدم والنار، لذلك يرتبط بالعدوان، والخطر، والعنف، كما يعتبره العديد من الناس لون الحب؛ حيث يجلب الفرح، والدفء، والأمان.
  • اللون البرتقالي: وهو لونٌ ثانوي يجمع بين اللونين الأحمر والأصفر. ويشير اللون البرتقالي إلى الطاقة، والسعادة، والحماس، والتشجيع، والتصميم، والتحفيز، والإبداع، كما يُعطي إحساساً قوياً بالحرارة، بالإضافة إلى ذلك فإنه يعمل على تحفيز الشهية، وزيادة الشعور بالجوع؛ لذلك يتم استخدامه في صناعة الأطعمة الصحية بكثرةٍ.
  • اللون الأزرق: يرتبط اللون الأزرق بالهدوء والراحة، كما يرمز إلى الذكاء، والانفتاح، والإبداع، كما يرتبط أيضاً بالحكمة، والثقة، والقوة؛ لذلك يتم اعتماده بشكلٍ كبير من قِبل المستشفيات الكبيرة، وشركات الطيران.
  • اللون الأخضر: ينتج اللون الأخضر من مزج الأصفر والأزرق معاً، وهو لون الطبيعة والربيع، حيث يرتبط عادةً بالنمو، والصحة، والحياة، والشباب، والنضارة. كما يرمز إلى السلام، والأمان، والازدهار. ويُعتبر اللون الأخضر من أكثر الألوان راحةً للعين، حيث له تأثيرٌ مهدئ، ويساعد على تخفيف التوتر، أما عن الارتباطات السلبية للأخضر فهي تشمل الجشع، والغيرة، واللامبالاة، والخمول.
  • اللون الأصفر: وهو من أكثر الألوان سطوعاً، ووضوحاً للعين، ويقترن هذا اللون بالسعادة، والبهجة، والفرح، كما يرمز إلى التفاؤل، والطاقة، والإبداع، ويُعتبر من الألوان التي تجذب الانتباه، وتوحي بالحذر، لذلك يتم عادةً استخدامه في لافتات المرور، وحافلات المدارس، وسيارات الأجرة، ومن ناحيةٍ أخرى يشير هذا اللون إلى الخوف، والمرض، والخيانة، والغيرة.
  • اللون البنفسجي: وهو عبارة عن مزيجٍ من اللونين الأزرق والأحمر، ويمثل النبلاء، والسلطة، والقوة، ويُعطي إحساساً للشخص بالقيمة والأهمية، وتمثل الدرجات الخفيفة منه الرومانسية والرقة، بينما الدرجات الداكنة ترمز إلى الحزن، والخوف، والقلق.
  • اللون الأسود: يعمل اللون الأسود على امتصاص جميع أطوال موجات الضوء، كما أنّه غير قادرٍ على عكس الألوان، ويرتبط اللون الأسود بالغموض، ويتم اعتباره في العديد من الثقافات المختلفة على أنّه رمزٌ للخوف، والموت، والشر، والحزن، والسلبية، ويشير اللون الأسود أيضاً إلى الجدية والاستقلالية.
  • اللون الأبيض: اللون الأبيض هو عكس اللون الأسود، حيث يستطيع أن يعكس جميع أطوال موجات الضوء، وعند إضافته إلى اللون الأسود يعمل على تخفيف درجته ولونه. يختلف تأثير اللون الأبيض من ثقافةٍ إلى أخرى، ففي الثقافات الشرقية يرتبط بالحزن والموت، أما في الثقافات الغربية فهو يرمز للنقاء والبراءة، كما يرتبط أيضاً بالسلامة، والإيمان، والروحانيات الدينية، وفي المقابل فإن للون الأبيض بعض الارتباطات السلبية مثل الشعور بالعزلة، والفراغ، كما يُسبب الإحساس بعدم إمكانية وصول الشخص إلى ما يريد.
  • اللون الوردي: وهو من أكثر الألوان ارتباطاً بالأنوثة والرقة، وهو يمثل السعادة، والحب، والمرح، والانسجام، والتقارب، وترمز درجات اللون الوردي الفاتح إلى الحساسية والطيبة، بينما الدرجات الداكنة منه فتمثل العاطفة، كما يمتلك تأثيراً مهدئاً للأعصاب، أما الارتباطات السلبية مع اللون الوردي فهي عبارة عن عدم النضج، والضعف الجسدي، وانخفاض الثقة بالنفس
شارك المقالة:
264 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook