تأمل قول اللَّهِ تَعَالَى وهو يصف حالَ المؤمنين الذين قَاتَلُوا مَعَ نَبِيّهم حتى أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا أصابهم، فسُفكت دماؤهم حتى أثخنتهم الجراح، وقُتِلَ إخوانهم في سبيل الله تعالى، فعادوا باللوم على أنفسهم، وعلموا أنهم لا يصيبهم بلاء إلا بذنب، ولا يرفع إلا بتوبة؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ? وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ? [الشورى: 30].
فسألوا الله تعالى أن يغفر لهم ذنوبهم، وأن يكفر عنهم سيئاتهم، وأن يتجاوز عنهم، قبل أن يسألوا الله تعالى النصر والتمكين؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ? وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ? [آل عمران: 147].
فتأمل حالَ أولئك بذلوا أرواحهم لنصرة دين الله تعالى، كيف لم يزكوا أنفسهم، ولم يتسخطوا على القدر حين أصابهم القتل وأثخنتهم الجراح!
وتأمل شدة تعلقهم بربهم، وثقتهم في موعوده تعالى، بأن ينصر الصالحين من عباده، ولا يضيع أجر من أحسن عملًا!
وانظر إلى حال كثير من الناس، الذين يتسخطوا على قدر الله تعالى إذا أصيب أحدهم أدنى مصيبة، أو ألمت به أي ملمة، ويغفل عن كل تقصير بدر منه، وينسى كل إساءة وقع فيها، مع حسن ظنه بنفسه، بل وتزكيته لها.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.