سيكون مدار هذه الفقرة حول تأملات في سورة التّين، تعدّ سورة التّين، من السّور المكيّة، التي نزلت على النّبيّ محمّد –صلّى الله عليه وسلّم- في مكّة المكرّمة، وترتيبها في القرآن الكريم في الجزء الثّلاثين والسّورة الخامسة والتّسعون، وتعدّ من قصار المفصّل، ويدور محور السّورة حول خمسة أمور أساسيّة وهي:
بدأ الله -تعالى- قسمه بالتّين، وثمرة التّين من الفاكهة المستطابة والشّهيّة، لكنّها لا تدوم طويلًا إذ سرعان ما تفسد، وعطف عليها بالزّيتون، وثمرة الزّيتون كما هو معروف ثابتة لا تتغيّر، فالله سبحانه بإعجازه، بدأ السّورة بالتين والزيتون، ليجري مشابهة بين فاكهة التّين وثمار الزّيتون، وبين بني البشر الذين خلقوا على الفطرة وهي عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، ولكن بعد ذلك ينقسمون إلى صنفين، صنف يميل عن الحقّ ويفسد كفاكهة التّين التي سرعان ما تفسد ويتلاشى صلاحها، وصنف يثبت على الحقّ، ولا يحيد عنه كثمار الزّيتون التي يدوم صلاحها طويلًا، ولا تتغيّر، ولا تتبدّل