تاريخ العمران بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
تاريخ العمران بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية

تاريخ العمران بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية.

 
تعود دلائل الاستيطان البشري بالمنطقة إلى نحو 5000 سنة قبل الميلاد، وتذكر المراجع التاريخية أن الكنعانيين أول قوم سكنوا هذه المنطقة منذ نحو 3000 سنة قبل الميلاد، وكانوا قد نـزحوا من أواسط شبه الجزيرة العربية، بعدما اجتذبتهم ينابيع المياه العذبة المتدفقة بسواحل المنطقة، ومن سلالتهم جاء العمالقة والفينيقيون   الذين أسسوا مملكة أو دولة (دلمون)  .
 
وفي الألف الأولى قبل الميلاد نَزح إلى المنطقة مهاجرون كلدانيون من أهل (بابل) في بلاد ما بين النهرين، وأسسوا مدينة بالقرب من (العقير) الحالية سموها (الجرهاء) أو (الجرعاء)، وكانت مركزًا تجاريًّا مهمًّا وسوقًا كبيرًا في بلاد العرب، وكان أهلها من أغنى العرب، ويتمتعون بأسباب الرخاء والترف، ومسالمين، وكان همهم التجارة فحسب، وقد أطلق عليهم (الجرهائيون)، ومن مدنهم أيضًا (الحناة) و (ثاج) الباقية أطلالها حتى اليوم  .  ومن أشهر القبائل العربية التي سكنت المنطقة قبل الإسلام بنو عبدالقيس؛ فقد ازدهرت في عهدهم وتقدمت الحياة الفكرية والأدبية؛ إذ كانت تقام فيها الأسواق التي هي بمثابة مؤتمرات أدبية موسمية، ومن أسواقها: هجر وسوق جواثا.
 
وبعد ظهور الإسلام وقيام الدولة الإسلامية في مختلف عصورها، وتعاقب عدد من الحكومات على المنطقة - كما سبق ذكره - برز في المنطقة بعد ذلك عدد من المراكز العمرانية التي أدت أدوارًا مهمة في الحياة السياسية والاقتصادية والتجارية لشبه الجزيرة العربية عبر العصور، لعل أهمها: هجر (فيما بعد الهفوف والمبرز) والجبيل والعقير والقطيف وتاروت ودارين وجزر المسلمية وجنة. واستمرت تلك المراكز تؤدي أدوارًا مهمة حتى ضمها الملك عبدالعزيز إلى دولته الناشئة في سنة 1331هـ /1913م.
 
وإلى جانب تلك المراكز العمرانية الحضرية ينتشر عدد من القرى الزراعية، خصوصًا في واحتي الأحساء والقطيف، إضافة إلى بعض قرى صيد الأسماك على طول ساحل الخليج العربي، في حين كان سكان البادية على وجه الخصوص من قبائل العجمان وبني خالد وبني هاجر ومطير وبني مرة ينتشرون على معظم الحيز المكاني للمنطقة.
 
ولعل أقدم تقدير سكاني للمنطقة قبل توحيد المملكة قدر بنحو 58000 نسمة، منهم 1000 نسمة من سكان الحضر و 57000 نسمة من سكان البادية، كما ذكر في بداية القرن العشرين  .  ويبين (جدول 38) توزيع القبائل على الحيز المكاني للمنطقة قبل توحيد المملكة.
 
أما خلال الفترة اللاحقة بعد توحيد المملكة عام 1351هـ /1932م إلى أول تعداد رسمي في عام 1382هـ /1962م، فلا يوجد إلا بعض التقديرات أو التخمينات المتفاوتة لسكان المنطقة وتوزيعهم حسب نمط الحياة. فقد قدره أحدهم - على سبيل المثال - أن عدد سكان المنطقة يصل إلى نحو 300 ألف نسمة، منهم 100 ألف نسمة من الحضر و 200 ألف نسمة من أبناء البادية  .  وقدر باحث آخر عدد سكان المنطقة بنحو600 ألف نسمة، منهم 100 ألف نسمة من الحضر و 500 ألف نسمة من أبناء البادية  .  ومن جهة أخرى، قُدر سكان المنطقة بنحو 500 ألف نسمة، ثلاثة أرباعهم من أبناء البادية، و 125 ألف نسمة مستقرون، منهم 60 ألف نسمة مستقرون في واحتي الهفوف والقطيف، أما المستقرون الباقون فيتوزعون على نقاط متفرقة على طول طرق القوافل أو في المناطق الساحلية  .  وتتفق المصادر على أن الغالبية العظمى من سكان المنطقة كانوا من أبناء البادية حيث كانوا يشكلون أكثر من ثلاثة أرباع سكان المنطقة، في حين كان المستقرون من حضر وريف يشكلون ربع السكان فقط.
 
شارك المقالة:
65 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook