المحتوى

تاريخ نادي الأهلي السعودي

الكاتب: رامي عبد ربه -

تاريخ نادي الأهلي السعودي

 
تأسس النادي الأهلي عام 1355 هـ ـ 1937 م على يد أربعة شبان ، ويقع مقره في قلب مدينة جدة الحالمة ويعد أكبر مناراتها الرياضية بموقعه الاستراتيجي على أكبر شوارعها ـ شارع الأمير محمد بن عبد العزيز (التحلية) ـ ونبتت فكرة تأسيسه بين عدد من الطلاب في مدرسة الفلاح ـ أقدم مدارس مدينة جدة ـ فكانت بداية انطلاقة الأهلي نحو آفاق أوسع وبات يتقدم إلى الريادة شيءًا فشيئًا إلى أن أضحى في الماضي والحاضر اسمًا عملاقًا رائدًا وسفيرًا ناجحًا لرياضة الوطن في كثير من الألعاب، وتتويجًا لهذا النجاح أطلق عليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ لقب سفير الوطن يوم الجمعة 10 / 7 / 1430 هـ الموافق 3 يوليو 2009 م وتوجه بدرع التفوق الرياضي عندما استقبل في قصره العامر صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس هيئة أعضاء الشرف وأعضاء شرف النادي ورؤسائه على مر تاريخه وإدارة النادي برئاسة عبد العزيز العنقري ولاعبي النادي في يوم تاريخي لن ينساه الرياضيون بصفة عامة والأهلاويون بصفة خاصة كأكبر تكريم حصل عليه النادي الأهلي في تاريخه بعد تحقيقه إنجازًا فريدًا في نفس العام حيث حقق أربع بطولات خارجية وعانق العالمية من خلال فريق كرة اليد الأول الذي حقق بطولة آسيا ثم كأس الخليج وفريق كرة القدم الأول وفريق كرة الطائرة الأول بعد أن حققا بطولتي الخليج أيضًا في نفس العام.
 
ولا يذكر اسم النادي الأهلي إلا ويذكر اسم صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل بن عبد العزيز ـ ي ـ، منذ أن استقال سموه من عمله كوزير للداخلية، وهي الفترة التي عُرف فيها النادي الأهلي على ساحة البطولات، ولقد مثلت محبة الأمير عبد الله الفيصل للأهلي أنموذجا فريداً ورفيعاً في التضحية والبذل والعطاء، فقد وجد الأمير عبد الله نفسه بشكل إيجابي داخل هذا النادي الراقي الكبير ومع أعضائه وأبنائه، وكان يرى أن غرسه يثمر ودعمه يؤتي أكله، وأصبح النادي محببًا إلى نفسه لما وجده في أبنائه من العطاء والبذل والتضحية، ولما لمس فيهم من الالتفاف والوفاء والحب، وهو ما كان يبحث عنه، فكانوا أوفياء معه بما آل إليه مصير النادي على كافة الأصعدة وفي كل الألعاب بتحقيق البطولات وتمثيل الوطن خير تمثيل بما يحقق طموح سموه الذي أراد للأهلي أن يكون بهذه الصورة النموذجية.. وقبل هذه الصورة وصف سموه النادي الأهلي بالبيئة التي تقوم على أسس رياضية ومفاهيم نبيلة وقال ما نصه : (كنت أنشد نادياً نموذجياً في كل شيء، مثالياً في كل صورة، فبعد أن استقلت من وزارة الداخلية وابتعدت عن المجال الرياضي بالصفة الرسمية، أصبح المجال أمامي واسعاً للتحرك بجدية في نطاق طموحاتي الشخصية فكانت بيئة النادي الأهلي تجذبني إليها بقوة، لأنها تقوم على أسس رياضية ومفاهيم نبيلة، بالإضافة إلى أنه كانت تربطني بالأهلاويين صداقات حميمة، ومثبتة، فتقربوا إلي أكثر، وتقربت أنا إليهم).
 
وبدأت علاقة الأمير عبد الله الفيصل بالنادي الأهلي منذ عام 1369 هـ وبالتحديد في 10 جمادى الأولى، عندما حضر مباراة الأهلي مع فريق جون هاوارد، وفاز فيها الأهلي 4/ صفر، وعندما سجل الأهلي هدفه الأول انتفض الحب الكامن في وجدان الأمير لهذا النادي، الذي لم يكن قدر سار على طريق المجد والبطولات بعد، ككل الأندية الأخرى، لعدم وجود بطولات تتنافس عليها الأندية والفرق، غير مباريات ثنائية أو كؤوس مقدمة لمباريات بين فريقين أو أكثر لا تستمر عادة..
 
الرمز الأهلاوي الأول الأمير عبد الله الفيصل
 
إذا كان البارون الفرنسي (دي كوبرتان) يعتبر باعث الألعاب الأولمبية ومؤسس نهضتها الحديثة فإن صاحب السمو الملكي الأمير/عبد الله الفيصل يعتبر مؤسس الرياضة السعودية ورائدها الأول الذي أرسى قواعدها وحمل المشعل الذي أضاء طريق تطورها وتقدمها حتى وصلت إلى ماوصلت إليه الآن من نهضة شاملة في مختلف الألعاب وعلى جميع المستويات.
 
ولد سمو الأمير عبد الله الفيصل في مدينة الرياض في 5 ذي القعدة 1341 هجرية ولقد بدأ حياته متذوقاً للشعر ومحباً للرياضة، بل نقول دائماً إذا ذكر تاريخ الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية فلا بد أن يذكر اسم سمو الأمير عبد الله الفيصل، فلقد كان سموه يرعاها منذ أن نشأت في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية وبالذات في مكة وجدة، وكانت الرعاية في البداية مقصورة على المباريات الكبيرة ولا سيما تلك المباريات التي كثيراً ما كانت تقام بين الأندية الوطنية وفرق البوارج البحرية الأجنبية، ثم بعد ذلك قبل سموه في عام 1950 التماس الاتحاديين برئاسة شرف نادي الاتحاد بجدة، وبعد أن لاحظ سموه استقطاب كرة القدم لعدد كبير من الشباب، أنشأ في عام 1952 قسماً خاصاً للاشراف على هذه الفرق وضمه إلى وزارة الداخلية التي كان وزيراً لها، وطلب من هذه الإدارة تنظيم وتصنيف اللاعبين وتسجيلهم بما يمنع ترك اللاعبين أحراراً في سوق البيع والشراء، ثم كلف هذه الإدارة في عام 1957 م - 1377 هـ بمسئولية تنظيم أول دوري عام بين الأندية وأول دوري للكأس السعودي.
 
وبعد أن استقال من وزارة الداخلية تفرغ لتشجيع الأندية، وتولى الاشراف على النادي الأهلي بجدة في عام 1960 م، وفي عام 1974 أعلن سمو الأمير عبد الله الفيصل اعتزال المناصب الرياضية والاكتفاء بمتابعة الرياضة وتشجيعها، وفي عام 1985 نال سموه وسام أفضل شاعر في العالم من جاك شيراك، وفي عام 1405 هـ نال جائزة الدولة التقديرية في الأدب.
 
ومن انجازات الأمير عبد الله الفيصل في مجال تأسيس الرياضة السعودية:
 
تبنى سموه إقامة أول دوري رسمي منظم لكرة القدم بالمملكة على كأس سموه في المنطقة الغربية شارك فيه حينها فرق: الاتحاد، الثغر، أهلي مكة، الهلال البحري، الوحدة في شهر رجب عام 1372 هـ
عام 1374 ه شكل سموه الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم للإشراف على تنظيم المباريات تحت مسمى "اللجنة العليا لاتحاد كرة القدم".
أمر سموه عام 1375 ه بإنشاء صندوق للاعبين وافتتح التبرع لهذا الصندوق حينها بثلاثة آلاف ريال.
اهتم بخلق قاعدة وطنية للتحكيم وابتعث العديد من الكوادر الوطنية عام 1375 ه لدورات تحكيمية وأوجد كذلك لجنة لمراقبة الحكام.
دعم المفهوم الرياضي وعالميته فتبنى إقامة المباريات التي تدعم القضايا العربية والإسلامية والإنسانية مثل التي أقيمت لصالح فلسطين وشهداء بورسعيد.
تقديراً للنشأة الفنية لكرة القدم والرياضة السعودية تم اعتماد المملكة كعضو أساسي رسمي في الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" عام 1376 1955 م. وأعلنت الموافقة الرسمية للفيفا بقبول المملكة عضواً رسمياً في يونيو عام 1956 م.
اعتمد سموه قيام ثلاث بطولات لكرة القدم السعودية:
1 - كأس جلالة الملك لفرق الدرجة الأولى ويكون اللعب فيه بطريقة الدوري العام من دورين ويسمح فيه بمشاركة 4 لاعبين أجانب. 2 - كأس سمو ولي العهد للاعبين الوطنيين فقط واللعب فيه بطريقة خروج المغلوب. 3- بطولة وزارة الداخلية الجهة الراعية للرياضة السعودية وتخصص تلك البطولة لفرق الدرجة الثانية بطريقة الدوري العام.
 
أقر سموه نظام الإعانة للأندية.
 
اعتبر من رواد الحركة الرياضية في المملكة باعتراف اللجنة الأولمبية الدولية.
في إطار تنظيم الحركة الرياضية في المملكة، وافق سموه على اشتراك المملكة في البطولة العربية التي أقيمت في بيروت عام 1957 بفرق في كرة القدم والطائرة، فكان هذا أول تمثيل للمملكة في الخارج.
أطلق اسم سموه على ملعب رعاية الشباب بمحافظة جدة عرفاناً بدور سموه.
اعتراف الاتحاد الدولي والآسيوي والعربي بدورة الصداقة الدولية لكرة القدم والتي تحمل كأس سموه.
 
شارك المقالة:
231 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook